بعد تهديد جعجع بمصير الجميّل.. سجال بين “القوات اللبنانية” و”القومي السوري الاجتماعي”

camera iconاحتالفية الحزب السوري القومي الاجتماعي في بيروت_ 23 من أيار ( بنت جبيل)

tag icon ع ع ع

أثارت هتافات تداولها أعضاء من “الحزب السوري القومي الاجتماعي” خلال احتفال أقاموه في شارع الحمرا ببيروت، الأحد 23 من أيار، حفيظة حزب “القوات اللبنانية”.

وخلال الحفل، الذي أُقيم بمناسبة “ذكرى التحرير”، في إشارة إلى الذكرى الـ21 لانسحاب القوات الإسرائيلية من جنوبي لبنان، نادى المحتشدون باغتيال رئيس حزب “القوات اللبنانية”، سمير جعجع، وهددوا بملاقاته مصير الرئيس اللبناني الأسبق، بشير الجميّل، الذي اغتيل على يد أحد أعضاء الحزب عام 1982.

وخلال الحفل الذي تخلله استعراض عسكري لعناصر من “السوري القومي الاجتماعي”، ردد مشاركون فيه هتاف “طار راسك يا بشير، جايي دورك يا سمير”، مشيرين إلى جعجع، وإلى اغتيال الجميّل على يد أحد القوميين في لبنان.

كيف رد “القوات”

اعتبر رئيس جهاز العلاقات الخارجية في حزب “القوات اللبنانية”، الوزير السابق، ريشار قيومجيان، أن “الحزب السوري القومي الاجتماعي” مرتبط عقائديًا بالخارج.

وأضاف قيومجيان في حديث إعلامي إلى قناة “mtv”، أنه لا الحزب ولا “حزب الله” ولا النظام السوري من خلفهم ولا حلفاؤهم المسيحيون يستطيعون النيل من “القوات اللبنانية“.

وأكد قيومجيان أن كل عملية استفزاز لن تمر، وأنه لا يمكن استفزاز مناطق قدمت “شهداء” بوجه الجيش السوري، بحسب قوله.

وقالت وزيرة العمل اللبنانية السابقة، الممثلة عن حزب “القوات اللبنانية”، مي شدياق، عبر “تويتر”، إن “الحزب السوري القومي الاجتماعي” مرتهن ومجرم وغير مؤمن بكيان لبنان وسيادته.

كما نشرت شدياق مجموعة صور تتحدث عن اغتيالات ومحاولة انقلاب، قام بها “السوري القومي الاجتماعي”.

وفي بيان هاجم خلاله حزب “القوات اللبنانية” وجعجع، أوضح “القومي الاجتماعي” أن الهتاف لم يطلق في أي فقرة من فقرات العرض الرسمي، ولم تصوره أو تنشره “عمدة الإعلام”، الجهة الوحيدة التي تعبر عن موقف الحزب.

التصعيد من جانب “القومي السوري الاجتماعي”، سبقه اعتداء أشخاص ينتمون لـ”القوات اللبنانية” على سوريين منهم قوميون، كانوا متوجهين إلى السفارة السورية للمشاركة في الانتخابات التي دعا إليها النظام السوري عبر سفارته في لبنان، في 20 من أيار الحالي.

ففي 19 من أيار الحالي، دعا سمير جعجع، رئيس الجمهورية اللبنانية، ميشال عون، ورئيس حكومة تصريف الأعمال، حسان دياب، إلى إعطاء تعليمات لوزارتي الداخلية والدفاع والإدارات المعنية، لتجهيز لوائح بأسماء من سيقترعون للأسد، ومطالبتهم بمغادرة لبنان فورًا والالتحاق بالمناطق التي يسيطر عليها النظام في سوريا، طالما سيقترعون له، ولا يشكل خطرًا عليهم.

وبالتزامن مع بدء التصويت للانتخابات الرئاسية في السفارة السورية في بيروت، أطلق حزب “القوات اللبنانية”، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسم “بتحبو رجاع لعندو“، وذلك بعد الاستفزازات التي قام بها مؤيدو رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في الشوارع والأحياء اللبنانية.

“الحزب السوري القومي الاجتماعي”

أُسّس “الحزب السوري القومي الاجتماعي” عام 1932، على يد أنطوان سعادة، وهو حزب سياسي قومي، يعمل في لبنان وسوريا، ويدعو إلى إقامة “الأمة السورية”.

ينادى الحزب بتوحيد بلاد الشام والعراق وقبرص والكويت ولواء اسكندرون وسيناء، في دولة واحدة تحت اسم سوريا الكبرى، أو ما عرف سياسيًا بـ”الهلال الخصيب”.

ألّف أنطوان سعادة عددًا من الكتب، على رأسها كتاب “نشوء الأمم”، الذي يوضح فيه أفكار حزبه الذي أسسه في عام 1932، وأقام اجتماعه الرسمي الأول في عام 1935 ببيروت.

ويقدّم كتاب “التعاليم السورية القومية الاجتماعية” مبادئ “الحزب السوري القومي الاجتماعي” وغايته، كما يشرحها سعادة.

وبحسب مؤرخين وباحثين في الشأن السوري، كان الحزب أبرز منافسي حزب “البعث” و”الحزب الشيوعي”، بعد انحسار حضور حزبي “الشعب” و”الكتلة الوطنية”، وحتى بعد إعدام سعادة في بيروت عام 1949.

وشهد الحزب موجة من الصراعات السياسية مع الأحزاب السياسية في سوريا ولبنان، بالإضافة إلى انشقاقات أسهمت في ولادة أجنحة سياسية مختلفة.

وحُظر من العمل السياسي في سوريا بعد اتهامه باغتيال العقيد عدنان المالكي في الملعب البلدي بدمشق عام 1955، على يد أحد أعضائه يونس عبد الحميد، ما أدى إلى اعتقال عشرات من أعضاء الحزب، وفرار آخرين.

كان سعادة على علاقة وثيقة بحسني الزعيم، الذي يتهمه قوميون سوريون بتسليم سعادة إلى السلطات اللبنانية، بعد أن دعمه لإشعال ثورة ضد نظام الحكم في لبنان، ومحاولة انقلاب عسكري عام 1949، أسفرت عن اعتقاله وستة من أعضاء الحزب، قبل إعدامه في 8 من تموز 1949، بعد محاكمة سريعة وسرية.

وفي أيلول 1982، اغتيل الرئيس اللبناني الأسبق، بشير الجميّل، مع 26 شخصًا بتفجير استهدفهم فيه أحد أعضاء الحزب حبيب الشرتوني، الذي أُدين بتنفيذ الاغتيال في تشرين الأول 2017، وصدر بحقه حكم بالإعدام والتجريد من الحقوق المدنية من قبل المجلس العدلي في لبنان.

وبرر الشرتوني اغتياله للجميّل بدعوى عمالة الأخير، وبيعه لبنان إلى إسرائيل، كما قال الشرتوني بعد إلقاء القبض عليه.

وأمضى الشرتوني في السجن ثماني سنوات، قبل أن تفرج عنه القوات السورية التي سيطرت على لبنان في أعقاب الحرب الأهلية، في تشرين الأول 1990.

وبعد تولي بشار الأسد السلطة، زاد نفوذ الحزب، وانضم القوميون السوريون إلى الجبهة الوطنية التقدمية، وتابعوا عملهم بشكل رسمي وسُمح لهم برفع أعلام الحزب على المقرات الرسمية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة