بذار الموسم المقبل من القمح.. مزارعو الحسكة يعانون القلّة وغلاء الأسعار
يحاول المزارع إبراهيم الفاضل (45 عامًا) من ريف القامشلي الجنوبي، تأمين بذاره من القمح بأسعار معقولة لزراعة المساحة التي يمتلكها، لكن جميع الخيارات المطروحة لا تناسبه.
يقول إبراهيم لعنب بلدي، وعلامات الانزعاج تبدو على وجهه، إن “الإدارة الذاتية” طرحت البذار بسعر مليون و200 ألف ليرة سورية للطن الواحد، وهو سعر يراه “مرتفعًا جدًا” ولا يناسب الظروف الصعبة التي يعيشها الفلاحون حاليًا.
ويريد إبراهيم زراعة 15 هكتارًا بالقمح، وهذا يكلّفه نحو أربعة ملايين ليرة سورية قيمة ثمن بذار فقط، إذ يتراوح معدل البذار من 200 إلى 250 كيلوغرامًا للهكتار الواحد، وذلك بحسب منطقة الاستقرار التي تزرع فيها المحاصيل، حسب قوله.
أما المزارع معن السيد (50 عامًا) من ريف بلدة اليعربية، فسعى إلى تأمين البذار من تجار الحبوب في البلدة، خشية أن يتأخر منحها من قبل “الإدارة الذاتية”، رغم السعر المرتفع للطن الواحد، الذي بلغ نحو مليون و500 ألف ليرة سورية في السوق السوداء.
“هذا أقل سعر وجدته في السوق، بعد جولة على تجار الحبوب في كل من اليعربية والقامشلي والمالكية والحسكة وغيرها من المدن”، وفق ما قاله معن لعنب بلدي.
وأضاف أن تكاليف البذار المرتفعة تضاف إليها مصاريف الفلاحة، التي تقدر مبدئيًا بـ50 ألف ليرة سورية للهكتار الواحد، أي نحو 500 ألف ليرة سورية عن عشرة هكتارات ينوي زراعتها بالحنطة، وهو يخشى ارتفاع أسعار الفلاحة بعد فقدان مادة المازوت وارتفاع أسعارها في الوقت الحالي.
الجفاف وراء ارتفاع الأسعار
المهندس الزراعي ياسر محمد من مدينة القامشلي، أوضح لعنب بلدي أن ارتفاع أسعار البذار سببه موجة الجفاف التي تعرضت لها المحافظة في الموسم السابق.
وكان محصول القمح أكثر المحاصيل تضررًا من الانحباس المطري الذي عانت منه المحافظة، لأن المساحات المزروعة بعلًا بالقمح خرجت من الإنتاج بنسبة 100%، خصوصًا تلك المتركزة في الأرياف الجنوبية للقامشلي والحسكة.
أما المساحات المروية من القمح، التي من المفترض أنها لا تتأثر بالجفاف، فقد كانت قليلة جدًا، وإنتاجها لا يغطي حاجة السوق المحلية من الطحين، فضلًا عن تخزين قسم منها كبذار للموسم الحالي، وفق المهندس الزراعي.
ويبيع عادة أغلب المزارعين قسمًا من محصولهم، والقسم الآخر يتم تخزينه كبذار، وهذا الأمر لم يحدث في الموسم السابق، لذلك فأغلب المزارعين بحاجة إلى البذار، وهم مضطرون للجوء إلى شرائه من السوق السوداء بأسعار عالية، أو من قبل “الإدارة الذاتية”.
وتحدد “الإدارة” سعر الطن بمليون و200 ألف ليرة سورية، وأشار المهندس الزراعي، في حديثه لعنب بلدي، إلى أن السعر يعتبر مرتفعًا بالنسبة للفلاح الذي “غالبًا قد خسر ملايين الليرات بفعل الجفاف، وقد تكون لحقته الديون جراء ذلك”، على حد تعبيره.
وأضاف أن “الإدارة” تمنح البذار فقط للمزارعين المسجلين لديها، والذين حصلوا على تراخيص زراعية، وهذا ما يزيد من معاناتهم.
من جانبها، ذكرت “المؤسسة العامة لإكثار البذار”، التابعة لـ”الإدارة الذاتية”، أنها غربلت وعقّمت 18 ألف طن من القمح من أجل توزيعها على المزارعين، وكانت عملية التوزيع قد بدأت في 12 من أيلول الحالي.
ويعتبر الإنتاج الزراعي من القمح للموسم الحالي هو الأقل خلال الثلاث سنوات السابقة، وبحسب تصريح الرئيس المشارك لـ”هيئة الاقتصاد والزراعة” التابعة لـ”الإدارة الذاتية”، سلمان بارودو، لوكالة “نورث برس” المحلية، فإنهم تسلّموا هذا العام 183 ألف طن من مادة القمح، وهي كمية أقل بكثير من احتياجات المنطقة.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :