مشهد أتعبه القصف
جريدة عنب بلدي – العدد 45 – الأحد – 30-12-2012
لارا صبرا
شهيق.. زفير.. شهيق.. زفير.. انتفض تحسس نفسه «الحمد لله لم أصبح خبرًا على الأقل ما زلت أنا» نظر حوله «منزلي أصبح وحيد خلية» منزل مؤلف من أربعة غرف تطور إلى غرفة واحدة «يا للسخرية أي تطور هذا، الآن أعلم كيف يشعر فأر التجارب..!» المذياع لا يزال يتمتم أشياء غير مفهومة، وبعد تداخل عدة موجات، تبين له أنه نزوح كهرطيسي. اقترب من النافذة فرأى القرية كلها قد واكبت الإصلاح، كانت البيوت تبدو وكأنها تجلس القرفصاء، حاول تذكر ما كان يفعل منذ عشر دقائق ـ وبعد محاولات عديدة ـ نجح ولم يستطع إخفاء دهشته، أغنية «امنلي بيت مطرح منك ساكن» في هذا الوقت بالتحديد جعلته يقر بحماقة الكاتب. لطالما أخطأه الموت وتوابعه حتى كاد يجزم أن مصيره لم يقرر بعد، والشيء الوحيد الذي أقلقه هو المصير المجهول للذين رحلوا؛ خاصة بعد فشل جلسة استحضار الأرواح، تلك الشموع والصمت المخيف والكرة الزجاجية والترهات لم تجد نفعًا بسبب ضجره واستراقه النظر، كانت صورهم تتناسق على الحائط أمامه بترتيب أحلامهم وأخرهم صورة لطفل التهمت القذيفة فرصته في الحلم، وضع الصورة خاصته بجانبهم علّه ينجح بالتلصص عليهم، وبعد نبضات الألم أمام تلك الصّور تسمرّ على حافة ما تبقى له مستمعًا لمواء قطة تسلقت الجدار الفاصل بين جرحين، عَدّد طرق الموت وعندما تأكد من اكتمالها شكر الآلهة على ذاكرته الوفية وجلس واضعًا رأسه بين قدميه، وإذا بقطعة مرآة تعكس له السماء بنجومها، فأخذ يعدّ النجوم: 1 2 3…إلخ غير آبه للثآليل التي سوف تملأ يديه في اليوم التالي، فالأقاويل مصدرها نحن والـ نحن لم تعد موجودة في قريته..
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :