مقاتل روسي بقبضة الأوكرانيين: أجر القتال في سوريا أعلى من أوكرانيا

camera iconمقاتل في صفوف القوات الروسية ضد أوكرانيا بعد أسره (تعديل عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

تداول ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي تسجيلًا مصوّرًا، يظهر مقاتلًا في صفوف القوات الروسية، قاتل سابقًا في سوريا، وكان مشاركًا في العمليات التي تشنها روسيا خلال غزوها أوكرانيا حاليًا.

ووفق حديث باللغة الروسية بين شخص لم يظهر في التسجيل والمقاتل الروسي، يقرّ الأخير بأنه شارك بالعمليات العسكرية الروسية في سوريا لخمسة أشهر، إلى جانب قوات النظام السوري، براتب يومي يبلغ 60 دولارًا، وهو راتب أعلى من الذي يتقاضاه جراء قتاله في أوكرانيا، وفق إجابته عن سؤال وجّهه شخص آخر.

ويتقاضى المقاتل لقاء انخراطه في العمليات العسكرية ضد أوكرانيا ما يتراوح بين 45 و54 دولارًا أمريكيًا يوميًا، حسب قيمة العملة الروسية التي أخذت بالتراجع خلال الأيام القليلة الماضية.

وعلى خلاف ما يتناقله بعض الناشطين، فالمقاتل لم يحدد الجهة العسكرية التي يقاتل في صفوفها، ولم يجرِ تحديد ما إذا كان جنديًا في الجيش الروسي، أو تابعًا لمرتزقة “فاغنر” الروسية التي يديرها أحد المقربين من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.

ولم تتأكد عنب بلدي من صحة التسجيل عبر طرف مستقل.

وفي 28 من شباط الماضي، تحدثت صحيفة “التايمز” البريطانية، عن إرسال أكثر من 400 مرتزق تابعين لمجموعة “فاغنز” إلى العاصمة الأوكرانية كييف، بأوامر من “الكرملين”، لاغتيال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، وأعضاء بارزين في حكومته.

وتعد الشركات الأمنية إحدى الأدوات الجديدة لنزاعات المنطقة الرمادية وحروب الوكالة، التي تم اللجوء إليها منذ هجوم الولايات المتحدة الأمريكية على أفغانستان عام 2001.

من هم “المرتزقة”

بحسب الاتفاقية الدولية لمناهضة تجنيد “المرتزقة” واستخدامهم وتمويلهم وتدريبهم، الصادرة عن الأمم المتحدة في كانون الأول 1989، فإن المرتزق هو “أي شخص يُجنَّد خصيصًا، محليًا أو في الخارج، للقتال في نزاع مسلح، ويكون دافعه الأساسي للاشتراك في الأعمال العدائية هو الرغبة في تحقيق مغنم شخصي عبر مكافآت تقدم له من قبل طرف من أطراف النزاع”.

كما تضمّنت الاتفاقية صفة “المرتزق” بأنه ليس طرفًا من طرفي النزاع، وليس من أفراد القوات المسلحة للطرفين، ولم توفده دولة ليست طرفًا في النزاع بمهمة رسمية، إضافة إلى أن هدفه هو مغنم شخصي و”الإطاحة بحكومة ما أو تقويض النظام الدستوري لدولة ما بطريقة أخرى”.

وباختصار التعريفات التي تضمنتها الاتفاقية، التي تضم 21 مادة، فإن “المرتزقة” هم أشخاص يتم تجنيدهم من قبل دولة ما ليحاربوا من أجلها في دولة أخرى بهدف تحقيق مكاسب سياسية.

“المرتزقة”.. ظاهرة قديمة

مصطلح “المرتزقة” ليس جديدًا، بل تعد الظاهرة قديمة واتبعتها دول وإمبراطوريات على مدى القرون الماضية، كما فعلت الإمبراطورية الفرعونية المصرية أو البريطانية، وكان هاجس المقاتلين الأول والأخير كسب المال فقط، بحسب ما يقوله الباحث باسل يوسف النيرب، في كتابه “المرتزقة جيوش الظل”.

ورصد الباحث في كتابه، الصادر في عام 2008، تنامي ظاهرة “المرتزقة” في مناطق الصراع الساخن، إما “حفاظًا على حياة الجنود النظاميين، وإما لأن الجنود النظاميين غير قادرين على الإمساك بزمام الأمور والسيطرة على المناطق الملتهبة، وحتى عندما يُقتل (المرتزق) أو يُسحل في الشوارع ويُحرق، أو حتى يقع في الأسر، فلا أحد ينعاه، أو يجمع رفاته، أو حتى يفاوض من أجل إطلاق سراحه”.

أما في العصر الحالي، فقد انتشرت الشركات العسكرية والأمنية الخاصة (غير الحكومية)، التي تجند مقاتلين وتدفعهم للقتال في دول أخرى، مثل شركة “بلاك ووتر” الأمريكية التي قاتلت في العراق.

قوانين ضبابية لـ”المرتزقة”

على الرغم من تحذيرات أممية للدول من تجنيد المقاتلين “المرتزقة” واتخاذهم وسيلة لانتهاك حقوق الإنسان وارتكاب المجازر والجرائم، فإن القوانين التي تحكم هذه الظاهرة لا تزال ضبابية تعتمد على المناخ السياسي القائم، إذ لم تتم محاكمة أي مرتزق بشكل علني وواضح في المحاكم الدولية حتى اليوم.

وأشارت الاتفاقية الدولية الخاصة بتجنيد “المرتزقة” إلى أن “تجنيد المرتزقة واستخدامهم وتمويلهم وتدريبهم ينبغي أن يعتبر جرائم تشكّل موضع قلق بالغ لجميع الدول، وأن أي شخص يرتكب أيًا من هذه الجرائم ينبغي إما أن يحاكم وإما يُسلَّم”.

وفي 24 من شباط الماضي، أعلن بوتين بدء “عملية عسكرية خاصة” في إقليم دونباس الذي يضم منطقتي لوغانسك ودونيتسك، الأمر الذي تسبب بإدانات دولية ثم فرض عقوبات على بنوك ومصارف ومسؤولين روس، بمن فيهم الرئيس الروسي.

وكانت أكثر من 20 دولة، معظمها أوروبية، أغلقت مجالاتها الجوية بوجه الطيران الروسي، كنوع من الدعم، إلى جانب الدعم العسكري الذي تتجه لتقديمه لأوكرانيا، لمواجهة “الغزو الروسي”.

وخلال اجتماعه مع وزير الدفاع، سيرغي شويغو، ورئيس الأركان العامة،فاليري غيراسيموف، الأحد الماضي، أمر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بوضع أسلحة الردع الاستراتيجي الروسية في حالة تأهب قتالي خاصة، وفق ما نقلته قناة “RT” الروسية.

كما أمرت وزارة الدفاع الروسية قواتها العسكرية بتوسيع زحفها على جميع المحاور في أوكرانيا، وفق بيان رسمي صدر عنها، نقلته قناة “RT” الروسية، السبت الماضي.

والأحد الماضي، أعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، عبر “تويتر“، رفع دعوى قضائية ضد روسيا لدى محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة، كما طالب بعقد جلسة استماع للقضية الأسبوع المقبل.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة