شهباز شريف رئيس جديد للوزراء في باكستان

camera iconزعيم المعارضة الباكستانية شهباز شريف وسط الصورة خلال مؤتمر صحفي يتحدث فيه إلى زعماء المعارضة في إسلام أباد- باكستان 7 من نيسان 2022 (AP)

tag icon ع ع ع

أعلن رئيس الوزراء بالإنابة، أسد صادق، انتخاب النائب المعارض وزعيم حزب “الرابطة الباكستانية الإسلامية”، محمد شهباز شريف، رئيسًا لوزراء “جمهورية باكستان الإسلامية”، خلفًا لرئيس الوزراء المخلوع، عمران خان، اليوم الاثنين 11 من نيسان.

وانتُخب شهباز شريف بأغلبية 174 صوتًا، بعد أن نظم أكثر من 100 مشرّع من حزب “العدالة الباكستاني” وحزب “حركة الإنصاف الباكستانية” التابع لخان، انسحابًا من البرلمان احتجاجًا على ذلك.

وكانت المعارضة الباكستانية أطاحت برئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، في اقتراع لحجب الثقة مساء السبت 9 من نيسان، بعد فوز المعارضة بأغلبية الأصوات، وتخلّي عدد من حلفاء خان، وحزب الائتلاف الرئيس عنه.

في استعراض للقوة ومقدمة إلى حالة عدم اليقين السياسي المقبلة، حشد خان مئات الآلاف من المؤيدين في وقت متأخر من أمس، الأحد، للاحتجاج على الإطاحة به، ووصف الحكومة المقبلة بأنها “مستوردة ويحكمها المحتالون”، وفي مدن عبر باكستان، سار أنصار خان ملوحين بأعلام حزبية كبيرة وتعهدوا بالدعم.

ستدير المعارضة السابقة الآن منزلًا مبتورًا بأغلبية صغيرة من 174 نائبًا، وهو ما يكفي لتمرير قوانين في البرلمان المؤلف من 342 مقعدًا، ومع ذلك، إذا استمر أتباع خان بالنزول إلى الشوارع، فسيخلق ذلك ضغطًا إضافيًا على البرلمان ويؤدي إلى تعميق الأزمة.

وطالب خان أيضًا بإجراء انتخابات مبكرة، مستغلًا المشاعر المعادية لأمريكا في باكستان، ومتهمًا واشنطن بالتآمر مع خصومه للإطاحة به، ولن يكون موعد الاقتراع قبل آب 2023، وفقًا لـ”أسوشيتد برس“.

تلقى نظرية المؤامرة صدى لدى قاعدة دعمه الشابة، التي غالبًا ما ترى أن “حرب واشنطن بعد 11 سبتمبر على الإرهاب كانت تستهدف باكستان بشكل غير عادل”.

بدأت الدراما السياسية الباكستانية، في 3 من نيسان الحالي، عندما تجنب خان التصويت الأولي لحجب الثقة الذي طالبت به المعارضة من خلال حلّ البرلمان والدعوة إلى انتخابات مبكرة.

واستأنفت المعارضة، التي تتهم خان بسوء الإدارة الاقتصادية، أمام المحكمة العليا، بعد أربعة أيام من المداولات، وأمرت المحكمة بإعادة مجلس النواب (البرلمان) والتصويت على سحب الثقة، لتبدأ جلسة البرلمان الماراثونية السبت 9 من نيسان، التي أطاحت بخان في اليوم نفسه.

يزعم خان أن المعارضة تواطأت مع واشنطن للإطاحة به، “بسبب سياسته الخارجية المستقلة التي تحابي الصين وروسيا”، كما تعرض لانتقادات بسبب الزيارة التي قام بها، في 24 من شباط الماضي، إلى موسكو، حيث أجرى محادثات مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مع توغل الدبابات الروسية في أوكرانيا.

يتكوّن ائتلاف المعارضة من أكبر حزبين يمتدان عبر الطيف السياسي، من اليسار إلى المتدينين الراديكاليين، هما: “الرابطة الإسلامية الباكستانية”، برئاسة شهباز شريف، وحزب “الشعب الباكستاني”، الذي يشترك في رئاسته نجل وزوج رئيسة الوزراء السابقة المقتولة، بينظير بوتو.

في باكستان، هيمنت بضع عائلات ثرية وقوية على السياسة لعقود، مع تناوب السلطة في أغلب الأحيان بين معسكري الشريف وبوتو، اتُهم المجلسان السياسيان وأُدينا في بعض الأحيان بالفساد المستشري، وكلاهما نفى هذه المزاعم.

عام 2015، عُزل نواز شريف، الشقيق الأكبر لشهباز شريف، من منصب رئاسة الوزراء من قبل المحكمة العليا بعد إدانته فيما يتعلق بالمخالفات المالية التي تم الكشف عنها في ما يسمى “أوراق بنما” (مجموعة من الوثائق المالية السرية المسربة التي توضح كيف يخفي بعض أغنياء العالم أموالهم وتشارك فيها شركة محاماة عالمية، مقرها بنما)، واستبعدته المحكمة العليا الباكستانية من تولي المناصب العامة.

كما تمت الإطاحة بنواز شريف في عام 1999، في انقلاب عسكري، وأُطيح بحكومة بينظير بوتو عدة مرات بعد أن انحاز الجيش إلى معارضتها في السياسة الباكستانية، حيث الولاءات غالبًا ما تكون متقلبة، وكانت المعارضة الأشد لبوتو تأتي من حزب شريف.

آصف علي زرداري، زوج بوتو، الذي شغل منصب رئيس باكستان بعد انتخابات 2008، قضى أكثر من سبع سنوات في السجن، وأُدين بتهم الفساد.

رفضت العائلتان مزاعم الفساد الموجهة إليهما، ووصفتها بأنها ذات دوافع سياسية.

وصل خان إلى السلطة في 2018، ووعد بكسر حكم الأسرة في باكستان، لكن خصومه زعموا أنه فاز في الانتخابات بمساعدة الجيش “القوي”، الذي حكم باكستان لنصف تاريخها الممتد 75 عامًا منذ الاستقلال.

شغل شهباز شريف منصب رئيس الوزراء ثلاث مرات في إقليم البنجاب (أحد أقاليم باكستان الأربعة، عاصمة الإقليم هي مدينة لاهور، ثاني أكبر مدن البلاد)، حيث يعيش 60% من سكان البلاد البالغ عددهم 220 مليون نسمة، وانتخب برلمان إقليم البنجاب نجله حمزة الأسبوع الماضي رئيسًا جديدًا لوزراء الإقليم، ما أطاح بمرشح خان.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة