هل اقتربت نهاية حكاية جوارديولا مع السيتي
عنب بلدي – محمد النجار
قضى الإسباني بيب جوارديولا ستة مواسم في تدريب فريق مانشستر سيتي الإنجليزي، ولم يتمكّن خلالها من إحراز لقب دوري أبطال أوروبا الذي تفتقده خزائن “السيتيسينز”.
وبعد “الريمونتادا” التاريخية أمام ريال مدريد في دور نصف النهائي، خرج خالي الوفاض من البطولة دون أن يحقق حلمه وحلم إدارة النادي الإنجليزي وجماهيره في إحراز أول لقب لدوري الأبطال.
خسر السيتي، في 4 من أيار الحالي، أمام ريال مدريد بنتيجة اللقاءين 6×5، ومع تحميل جوارديولا شخصيًا مسؤولية الإخفاق، قد ينتهي شهر العسل بينه وبين إدارة نادي مانشستر سيتي، إذ إنه بالأساس جاء في موسم 2016ـ 2017 وتسلّم قيادة السماوي من أجل إحراز لقب دوري الأبطال.
وقد تتضح الصورة أكثر مع مقبل الأيام، وخاصة أن السيتي يقاتل من أجل الاحتفاظ بلقب البريميرليج، الذي يطارده فريق ليفربول وبفارق نقطة واحدة، وستزداد المشكلة تعقيدًا مع جوارديولا لو فقد بطولة الدوري الإنجليزي لهذا الموسم.
جوارديولا: قرار تجديد العقد حسب النتائج
سبق أن صرح المدرب الإسباني بيب جوارديولا عن اتخاذ قرار تجديد التعاقد مع مانشستر سيتي في نهاية الموسم الحالي، بحسب ما ذكرته صحيفة “الجارديان” البريطانية، في 21 من كانون الثاني الماضي.
المدرب الإسباني في عامه السادس مع مانشستر سيتي، ولديه عقد حتى صيف 2023، ونقلت الصحيفة الإنجليزية عن جوارديولا البالغ من العمر 51 عامًا، والذي درب فريقي برشلونة وبايرن ميونيخ، في مسيرة استمرت 14 عامًا، قوله إنه لا يزال يشعر بالنشاط من خلال وظيفته.
وأكد المدرب جوارديولا، لأول مرة، أنه ليس بحالة جيدة بما يكفي ليفكر بعيدًا، وبالتالي مستقبله معتمد على النتائج.
وأضاف الإسباني أنه في نهاية الموسم سيرى ما سيحدث بالنسبة للاستمرار مع السيتي من عدمه.
ونقلت الصحيفة عن جوارديولا أنه لا يزال بإمكان الفريق أن يلعب بشكل أفضل، وهناك لاعبون في تحسن مستمر، لكنه يرى أشياء لا يحبها.
وتابع جوارديولا أنه لن يفكر بالمستقبل طالما عنده العقد الذي يملكه مع نادي مانشستر سيتي، وأضاف أنه عندما لا يكون مرتاحًا أو نشيطًا ويشعر بالإرهاق والتعب، فهو متأكد بأنه سيستقيل، لكنه في الوقت الحالي يشعر بحالة جيدة.
الفيلسوف بيب جوارديولا
أثبت المدرب الإسباني بيب جوارديولا أنه أفضل من خلف معلمه يوهان كرويف في تطبيق أسلوب اللعب الشامل، والتبادل السلس والمتواصل المعروف بأسلوب “تيكي تاكا”، الذي اشتهر به نادي برشلونة الكتالوني خلال حقبة الهولندي كرويف.
ونجح جوارديولا في السير على خطى مدربه السابق ومكتشفه كرويف، إذ كان بيب لاعبًا بالفريق في زمن كرويف، ودخل تاريخ قارة أوروبا في موسمه الثاني كمدرب عندما رفع عام 2009 كأس دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية في مسيرته بعد أن تُوّج بلقب هذه المسابقة عام 1992 كلاعب.
ويرى المدرب جوارديولا أن أفضل توازن هو امتلاك الكرة، وإذا امتلك الفريق الكرة طوال الوقت فالتوازن يكون موجودًا برأيه، وأفضل طريقة هي فرض الأسلوب مثلما يفعل حاليًا مع نادي مانشستر سيتي الإنجليزي، ويرى أن الطريقة الممتعة في اللعب هي الاستحواذ على الكرة.
كما يعتمد المدرب على خطة وتكتيك كروي يدعى “المهاجم الوهمي”، الذي يعتمد على مهاجم يلعب متأخرًا من أجل صناعة اللعب، واستخدم هذه الخطة في حسم العديد من المواجهات، ويركّز جوارديولا على الانتشار العرضي والطولي الجيد للاعبين، وخلق مسافات مدروسة بينهم تسمح بتوفير المساندة لحامل الكرة أو فاقدها، والسعي لاختراق خطوط الخصم.
مشوار جوارديولا التدريبي وإنجازاته
بدأ الإسباني بيب جوارديولا مشواره التدريبي في موسم 2007- 2008 مع فريق برشلونة “ب”، ومن ثم تسلّم تدريب الفريق الكتالوني الأول خلال الفترة من 2008 إلى 2012.
وانتقل بعدها إلى البوندسليجا الألماني ليدرب فريق بايرن ميونيخ من عام 2013 إلى 2016، ومنذ موسم 2016- 2017 وحتى اليوم يدرب فريق مانشستر سيتي.
أبرز إنجازات جوارديولا مع الفرق الثلاثة هي: بطولة الليجا الإسبانية مع نادي برشلونة ثلاث مرات في مواسم 2009 و2010 و2011، كما حقّق كأس ملك إسبانيا مرتين في عامي 2009 و2012، وأحرز لقب دوري أبطال أوروبا مرتين في بطولتي 2009 و2011، وبذات العامين حقّق بطولتي كأس السوبر الأوروبي، وكأس العالم للأندية.
ومع فريق بايرن ميونيخ حقّق جوارديولا بطولة الدوري الألماني للدرجة الأولى ثلاث مرات متتالية في مواسم 2014 و2015 و2016، كما أحرز لقب كأس ألمانيا مرتين في موسمي 2014 و2016، وكأس السوبر الأوروبي مرة واحدة في موسم 2013، وبنفس العام أحرز بطولة كأس العالم للأندية.
بينما حقّق مع فريق مانشستر سيتي بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز ثلاث مرات خلال مواسم 2018 و2019 و2021، وأحرز كأس الرابطة الإنجليزية أربع مرات متتالية من موسم 2018 إلى 2021، وكأس الاتحاد الإنجليزي مرة واحدة عام 2019، وبطولة درع الاتحاد الإنجليزي مرتين في موسمي 2018 و2019.
حقّق الإسباني بيب جوارديولا خلال مشواره التدريبي لثلاثة أندية العديد من الجوائز الشخصية وعلى المستويات العالمية والقارية والمحلية أبرزها:
جائزة أفضل مدرب في العالم مرتين عامي 2009 و2011، وجائزة أفضل مدرب في إسبانيا مرتين عامي 2009 و2010، كما أحرز جوارديولا جائزة أفضل مدرب أوروبي مرتين في موسمي 2011 و2012، وجائزة أفضل مدرب في الدوري الإنجليزي الممتاز مرة واحدة في موسم 2018.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :