“ناشيونال انترست”: تركيا الخيار “الصعب والمنطقي” لاستبدال القوات الأمريكية في سوريا
نشرت مجلة “ناشيونال انترست” الأمريكية، مقالًا تحدث عن أن الولايات المتحدة فقدت قيمتها الاستراتيجية في المشاركة بالصراع السوري منذ فترة طويلة، وقد حان وقت انسحابها من سوريا، واستبدال القوات التركية بها.
وجاء في المقال، الصادر الثلاثاء 31 من أيار، أن أمريكا فقدت تأثيرها في الصراع بعد سيطرة قوات النظام السوري على مناطق واسعة من البلاد، وهزيمة تنظيم “الدولة الإسلامية” في آذار 2019.
كما فقدت الولايات المتحدة نفوذها لدعم حل دبلوماسي للصراع عندما أدى التدخل العسكري التركي في تشرين الثاني 2019، إلى انسحاب أمريكي من جميع الأراضي باستثناء منطقة محدودة من الأراضي التي تحتوي على حقول النفط في البلاد، والتي تشمل منطقة نفوذ “الإدارة الذاتية”، بحسب ما ترجمته عنب بلدي عن المجلة.
ويتعرض نحو 900 جندي أمريكي متبقين في سوريا للخطر بشكل متزايد، لأنهم محاطون بفصائل معادية لهم تابعة لإيران، بالإضافة إلى القوات المدعومة من تركيا والتي تتبادل القصف المدفعي بشكل شبه يومي مع حلفاء واشنطن “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
وتمثّلت السياسة الأمريكية بعد هزيمة تنظيم “الدولة”، بإنشاء “دولة كردية” في شمال شرقي سوريا لتكون بمنزلة “حصن” ضد أي “تنظيمات جهادية” مستقبلية، ولمنع وصول شحنات الأسلحة من إيران إلى لبنان وجنوبي سوريا، واستخدامها لاحقًا ضد إسرائيل، وفق المجلة.
وأخفقت هذه السياسة خاصة بعد إنشاء مخيم “الهول” الذي يضم معظمه زوجات وأطفال مقاتلين سابقين للتنظيم، عملوا على السيطرة على المخيم بطريقة تتماشى مع آراء التنظيم المتطرفة، بحسب التقرير.
كما فشل الهدف الأمريكي بعرقلة شحنات الأسلحة الإيرانية عبر سوريا، حيث الضفة الجنوبية لنهر “الفرات” مليئة بالذخائر الإيرانية، وفق التقرير.
تركيا أفضل البدائل المتاحة
تطرّق التقرير إلى تداعيات الانسحاب الأمريكي من الشمال السوري، والفراغ الذي سيتركه في محافظتي دير الزور والحسكة شمال شرقي سوريا، إذ توقعت المجلة سيطرة إيران على دير الزور، وتركيا على الحسكة.
وتُعد تركيا بالنسبة لواشنطن الخيار الصعب لكن المنطقي لاستبدال القوات الأمريكية، إذ إن لدى أنقرة حوافز متعددة للسيطرة على المنطقة، أحدها تاريخي يعود لعام 1920 حينما كانت الحسكة ضمن الحدود التي سعى إليها البرلمان العثماني الأخير قبل حله.
والآخر أن العمليات المناهضة لـ”الإدارة الذاتية”، تؤدي إلى ارتفاع شعبية الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي يواجه انتخابات رئاسية في عام 2023، وأزمة اقتصادية حالية في تركيا، كما ذكر التقرير.
بينما تُمثّل سيطرة تركيا على شمال شرقي سوريا بالنسبة لأمريكا ضرورة في ضوء “التهديدات الكبرى”، مثل روسيا، حيث ستضر تلك السيطرة بأهم نقطة نفوذ لروسيا على أنقرة.
وذكر التقرير تقديم تركيا المساعدات الإنسانية على الأجزاء التي تسيطر عليها من سوريا، بقيمة تزيد على 7.6 مليار دولار، و”إعادة توطينها الناجحة” لبعض اللاجئين السوريين كدليل على التزام أنقرة بالاستقرار في المنطقة، وإن كان بشروطها.
وبالنسبة لـ”الإدارة الذاتية”، توقعت المجلة أنه في حال انسحبت القوات الأمريكية من المنطقة، سوف تعقد صفقة مع النظام السوري تنهي فيها استقلاليتها السياسية، وتسمح بالمقابل لقواتها بالعودة كجنود في قوات النظام السوري.
وأنهى التقرير توقعاته بأن الانسحاب الأمريكي سوف يجعل تركيا في مواجهة مع روسيا، وهذا في مصلحة أمريكا شريكة تركيا في حلف “الناتو”.
وفي 24 من أيار الماضي، حذّرت الولايات المتحدة الأمريكية تركيا من شنّ عملية عسكرية جديدة في شمالي سوريا، معتبرة أن أي هجوم جديد في المنطقة سيقوّض الاستقرار الإقليمي، ويعرّض القوات الأمريكية للخطر.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، “نشعر بقلق عميق إزاء التقارير والمناقشات حول النشاط العسكري المتزايد المحتمل في شمالي سوريا، ولا سيما تأثيره على السكان المدنيين”.
وأضاف، “نحن ندرك مخاوف تركيا الأمنية المشروعة على الحدود الجنوبية لتركيا، لكن أي هجوم جديد من شأنه أن يقوّض الاستقرار الإقليمي، ويعرّض القوات الأمريكية وحملة التحالف ضد تنظيم (الدولة الإسلامية) للخطر”.
فيما صرح برايس، في 26 من أيار الماضي، بأن “بلاده تواصلت مع السلطات التركية بشأن إعلان أنقرة عزمها اتخاذ خطوات جديدة لإنشاء مناطق آمنة في سوريا”، بحسب ما نقلته وكالة “الأناضول” التركية.
وأضاف المتحدث، “اتصلنا بحلفائنا الأتراك لمعرفة مزيد من التفاصيل عن الاقتراح الذي طرحه الرئيس أردوغان في الأيام الأخيرة بخصوص إنشاء مناطق آمنة جديدة شمالي سوريا”.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :