تدهور اقتصادي وقلق أمني يفرضان ركودًا في سوق العقارات والسيارات بالحسكة

camera iconبناء مقابل شارع "الكورنيش" في مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا- 24 من أيلول 2021 (عنب بلدي\ مجد السالم)

tag icon ع ع ع

منذ ثمانية أشهر، عرض عبد الله الخليف (45 عامًا)، من سكان مدينة القامشلي، منزله للبيع عبر عدة مكاتب عقارية، دون أن يتقدم أي راغب بالشراء، أو حتى التفاوض الجدّي، بحسب ما قاله لعنب بلدي.

وأوضح عبد الله الخليف، أن من أسباب عرض منزله للبيع حاجته إلى المال، لإرسال أبنائه إلى أوروبا، مضيفًا أن الحل الوحيد أمامه لتمويل “رحلة التهريب” عبر الحدود، هو بيع العقار الذي يمتلكه، لكن قلة الطلب على العقارات ستدفعه إلى بيع عقاره بسعر رخيص جدًا، وتحمّله خسائر “كبيره”، على حد قوله.

وبحسب ما رصدته عنب بلدي، تشهد أسواق العقارات في محافظة الحسكة ركودًا في حركة البيع والشراء، تزامنًا مع ارتفاع العرض.

ويُرجع عدد من أصحاب المكاتب العقارية ممن التقتهم عنب بلدي، الركود في سوق العقارات إلى عوامل مختلفة، منها الوضع الاقتصادي وتدهور سعر الليرة، والعامل الأمني تحت تأثير العملية العسكرية التركية المحتملة باتجاه شمال شرقي سوريا.

لازكين محمد (35 عامًا)، صاحب مكتب عقاري في مدينة القامشلي، قال لعنب بلدي، إن انخفاض الطلب على العقارات بدأ منذ نحو سبعة أشهر، إذ فاق العرض الطلب بكثير، كما تراجع الطلب على شراء المنازل جراء تدهور القطاع الزراعي، وارتفاع سعر الصرف وتراجع قيمة الليرة السورية، وارتفاع أسعار مواد البناء وتجهيز المنازل.

وأضاف لازكين أن التهديد التركي المتكرر باجتياح المنطقة أحدث “شبه شلل” في الأسواق، من ضمنها السوق العقارية وبيع السيارات، إذ يتردد الناس في شراء المنازل وتجهيزها، خوفًا من “تدميرها” بين ليلة وضحاها، لذلك فهم يفضّلون الاحتفاظ بمدخراتهم نقدًا كي يسهل نقلها عند حدوث أي حركة “نزوح”.

ويعرض لازكين في مكتبه العقاري نحو 22 منزلًا بمختلف المواصفات، بالإضافة إلى العديد من الأراضي والمحال، دون أي إقبال على الشراء.

سوق السيارات ليست أفضل حالًا

بحسب ما رصدته عنب بلدي، طال الركود أيضًا سوق المركبات، خصوصًا سيارات “الإدخال” (سيارات أوروبية تدخل عن طريق معابر واقعة تحت سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” كمعبر “سيمالكا”، وغير مسجلة لدى مواصلات النظام).

مصطفى أكرم (40 عامًا)، صاحب أحد مكاتب بيع السيارات في بلدة معبدة، قال لعنب بلدي، إن من يشتري اليوم سيارة لن يجد من يشتريها منه غدًا إذا أراد بيعها، وذلك نتيجة العدد “الهائل” من السيارات المعروضة، والتي تدخل المنطقة دون “تخطيط أو رقابة”.

من جهته، يرى صلاح الحسن (33 عامًا)، وهو يملك سيارة “إدخال” من القامشلي، أن السيارة أصبحت “بلاء” على صاحبها نتيجة كثرة أعطالها وارتفاع تكاليف الإصلاح والصيانة وغلاء قطع الغيار، يضاف إلى ذلك أزمة المحروقات و”الطوابير” التي تتكرر كل يوم أمام محطات الوقود، كل ذلك يدفعه إلى التفكير ببيع سيارته وإن “بالخسارة”، بحسب ما أوضحه لعنب بلدي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة