الكلاب الضالة.. معاناة لأهالي إدلب ضحيتها أطفال ومسنون

الكلاب الشاردة في إدلب - 15 من آب 2022 (عنب بلدي / هدى الكليب)

camera iconالكلاب الشاردة في إدلب - 15 من آب 2022 (عنب بلدي / هدى الكليب)

tag icon ع ع ع

لم يتوقع الطفل مهاب الحسن (11 عامًا) أن إيصال سكبة طعام لجدته المقيمة على مقربة من مكان نزوح العائلة على أطراف مدينة إدلب، سيؤدي لهجوم مجموعة من الكلاب الضالة عليه، ما كاد يودي بحياته لولا تدخل عدد من الرجال لإنقاذ جسده الغض من أنيابها.

أسعف مهاب إلى المشفى ليقضي أكثر من أسبوع تحت مراقبة الأطباء، الذين منحوه العديد من الأدوية ريثما تتماثل حالته الصحية إلى الشفاء، ومنذ ذلك الحين لم يعد يخرج وحيدًا من المنزل وخاصة في الأوقات التي تكون فيها الطرقات فارغة من المارة.

وتنتشر في الآونة الأخيرة الكلاب الضالة بشكل واضح في أحياء وشوارع محافظة إدلب وريفها الشمالي، الأمر الذي تسبب في حالات ذعر للأهالي خاصة الأطفال، إذ أصبحت تشكل لهم مصدر إزعاج وخوف، لما تحمله هذه الحيوانات من الفيروسات المسببة للأمراض.

يلجأ بعض السكان للقضاء على تلك الحيوانات بقتلها عبر إطلاق النار المباشر عليها أو وضع السم لها، في حين لا توجد جهة رسمية تولت وضع حد لهذه الظاهرة حتى اللحظة.

الأطفال.. أبرز الضحايا

فدوى المرعي (35 عامًا) قالت لعنب بلدي إن ابنتها نجت بصعوبة من أنياب إحدى الكلاب الضالة، في أثناء توجهها إلى المدرسة لحضور دورات تعليمية صيفية في بلدة كللي شمالي إدلب.

ابنة فدوى، سيدرا، البالغة من العمر ست سنوات، توجهت إلى المدرسة صباحًا، لكن هجوم الكلاب عليها ترك بداخلها خوفًا من السير بمفردها لم تتمكن من تجاوزه حتى اليوم، رغم مضي أكثر من شهر على الحادثة.

وتابعت فدوى، أن طفلتها عادت في مرة من المرات، وهي تبكي بشدة وتطرق الباب بحالة هستيرية، لتسرع لفتحه وتجدها في حالة يرثى لها، بعد أن هجمت الكلاب عليها، إذ هربت وألقت بحقيبتها المدرسية على الطريق.

ومن ذلك الحين وهي بحاجة لمن يرافقها إلى المدرسة ذهابًا وإيابًا، وكثيرًا ما أصبحت تتغيب عن الذهاب حين لا تجد من يوصلها في أثناء انشغال والدها وأخوتها.

وقالت فدوى، لعنب بلدي، إن ضرر الكلاب الضالة لم يقتصر على ما يمكن أن تسببه من مهاجمة وعض، بل إنها أصبحت تشكل إزعاجًا كبيرًا بأصواتها ونباحها، خاصةً في أوقات الليل المتأخرة، ما يزيد خوف وقلق الأطفال.

وتنتقد الأم السلطات ذات الاختصاص بعدم التدخل لإيجاد حل لتلك الظاهرة، التي أخذت بالتنامي بشكل كبير، دون أي طرق من شأنها أن تبعد هذه الكلاب أو تتخلص منها، أو حتى إعطاء الكلاب الشاردة اللقاحات اللازمة ضد الكلب للتخفيف من أخطارها على الأهالي.

مدير مخيم الكرامة في جبال كللي، عمران البديوي (34 عامًا)، قال لعنب بلدي، إن “الكلاب الشاردة باتت مشكلة تؤرق أهالي المخيم بشكل مستمر وتمنع النساء والأطفال من ارتياد الحمامات ودورات المياه ليلًا خوفًا من مهاجمتهم.

ولأن حكومة “الأمر الواقع” لم تحرك ساكنًا بهذا الشأن، رغم تقديم العديد من الشكاوى الخاصة بالموضوع لحكومة الإنقاذ، قال مدير المخيم إنهم بدأوا بحل المشكلة بأنفسهم.

الحل، بحسب مدير المخيم، يكمن بإطلاق النار المباشر من قبل ساكني المخيم المسلحين على تلك الكلاب بمجرد رؤيتها، وهو ما أدى لانخفاض أعداد تلك الكلاب وهروبها من المناطق المأهولة بالسكان بشكل ملحوظ.

أمراض قاتلة

وعن الأمراض التي تنقلها الكلاب الضالة أوضح الطبيب البيطري، رشيد الجنيد، لعنب بلدي، إن أهم تلك الأمراض، هي: الدودة المكورة، داء الكيسات المائية، مرض الجيارديا، حساسية الأطفال ومرض الجلد، القوباء الحلقية.

أخطر تلك الأمراض على الإطلاق وأكثرها انتشارًا هو داء الكلب (السعار) الذي ينتقل إلى الأشخاص عن طريق لعاب الكلب المصاب، سواء باللعق أو العض، وهذا الفيروس لا يموت ولا يتأثر باستخدام المطهرات الموضعية التي تستخدم في تطهير الجروح.

وأكد الطبيب الجنيد أن داء السعار هو مرض قاتل بنسبة 100% إذا لم يتم علاجه بسرعة، وإذا ظهرت أعراض هذا الداء فإن فرصة نجاة الشخص من الموت نادرة، لأنه يسبب التهابًا شديدًا في الجهاز العصبي المركزي في الدماغ.

ويتركز العلاج لهذا الداء “الخطير” على جرعة من الغلوبولين المناعي، وأربع جرعات من لقاح الكلب على مدى 14 يومًا متصلًا، بحسب الطبيب الجنيد.

فيما أوضح مسؤول الرعاية الصحية الأولية في مديرية الصحة في إدلب، دريد الرحمون، أن أعداد الإصابات بعضات الكلاب الشاردة التي تصل المراكز التابعة لمديرية الصحة ليست بالأعداد الكبيرة، ويتم علاج هذه الحالات عن طريق منح المصل المضاد للسعار في المراكز الصحية التخصصية.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة