“Ghosts of Girlfriends Past”.. الماضي حاضر في حياة الإنسان
يعتبر الفيلم الأمريكي “Ghosts of Girlfriends Past”، أو “أشباح صديقات الماضي” بالعربية، أحد الأعمال السينمائية المقاومة لعوامل الزمن التي تحدد عمر الفيلم، طالما أن الفكرة لا تقف عند زمن معيّن، كما أنها لا تنطبق على مسرح الحدث فقط، ما يعني قابلية وإمكانية واحتمالية حدوثها بواقعية في أي مكان آخر.
والقضية أن مصورًا ماهرًا في أزهى أيام شبابه يكثر من علاقاته النسائية الخاطفة، دون تقدير أو حساب، ودون اكتراث بمشاعر الطرف الآخر الذي سرعان ما سيتحول إلى ماضٍ في حياة “كونر”، المصوّر الذي يتعامل مع النساء بمنطق رد الفعل، لا الفعل أو المبادرة العفوية.
يسير الفيلم على مدار 100 دقيقة على خطين زمنيين يراوح بينهما، فيعود للماضي ليعرض للمشاهد خذلانًا عاطفيًا تعرض له البطل في سن المراهقة، فحفر كثيرًا في شخصيته، إلى جانب حضور عمه “أونكل”، زير نساء من الطراز الرفيع، راح يملي على ابن أخيه رؤيته في التعامل مع السيّدات.
وفي الوقت الحاضر يجري زفاف “بول”، شقيق المصوّر، وهناك متسع للقاء حب قديم على شرف المصادفة في الحفل، إلا أن اللقاء يخضع للتحليل والتفسير الدرامي، فيعود الفيلم لجذوره وبداياته، ثم يروي كيفية الانفصال، ويحاول تفنيد رواية “كونر” التي يحملها تعويذة في علاقاته الغرامية، ومفادها عدم الإيمان بالحب، أو إنكاره بين الرجل والمرأة على الأقل، باعتبار أن علاقته بشقيقه تستند إلى حب وتقدير كبيرين.
البطل أمام صوتين، أحدهما عمه، ضيف أحلامه الذي ينقله إلى ماضٍ طائش كان غارقًا به، والآخر حاضر يتمثّل بالمرأة التي تخلّى عنها ليصدّق روايته عن غياب الحب وأسطوريته، وحضور صديقاتها، ومنافس يحوم حولها طمعًا بالقبول.
لمسات ذكية لإيصال الرسائل والأفكار يقدمها الفيلم، بصرف النظر عن واقعيتها أو عدمها، إذ يتيح عبر الحلم مثلًا لـ”كونر” حضور جنازته التي غاب عنها الجميع، باستثناء شقيقه، في إشارة إلى أن هذه النهاية ستكون نصيبه إذا تابع حياته وفق النسق نفسه، ما يهبه صحوة لا من الحلم فقط، بل ومن أفكاره التي يتبناها في صحوه.
الفيلم يقول بوضوح، إن الماضي حاضر في حياة الإنسان ما لم يقطع الحبل السري بينه وبين المستقبل، عبر النظر إلى الأمام، والتفكير بالمقبل، لا البكاء على أطلال ماضٍ لن يعود، ولا يمكن إصلاحه أو شطبه من الذاكرة، مقدار ما يمكن التعلّم منه ربما.
“Ghosts of Girlfriends Past” صدر عام 2009، من بطولة ماثيو ماكونهي، وجينيفر جارنر، ومايكل دوجلاس، وبريكن ماير، وإيما ستون، من تأليف جون لوكاس، وسكوت مور، وإخراج مارك واترز، وبلغ تقييمه 5.8 من أصل 10، عبر موقع “IMDb” لنقد وتقييم الأعمال الدرامية والسينمائية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :