فئران أمي حصة لـ سعود السنعوسي
رغم غرابة عنوان الرواية، فهي تلامس واقعنا العربيّ المعاصر بشكل كبير، ففئران أمي حصة هي الرواية الثالثة للكاتب الكويتي سعود السنعوسي، وصدرت في شباط 2015، ليُتخذ قرار بمنعها من قبل لجنة رقابة المطبوعات في وزراة الإعلام الكويتية.
تدور أحداث الرواية في الكويت، بين ثمانينيات القرن الماضي إلى أحداث مُتخيّلة عام 2020، حيث ستعمّ فوضى شاملة البلاد نتيجة طائفية تشكّلت خلال سنوات حياة أبطال الرواية.
الرواية قصة صداقة جمعت بين صادق الشيعي وفهد السني، والراوي الذي لا نعرف اسمه ولا طائفته، لينضمّ إليهم لاحقًا ضاوي (أو ضاري) المتشدد دينيًا، وأيوب البعيد عن الدين. جمعت الصداقة الأطفال الثلاثة قبل أن يعرفوا اسمًا للدين سوى الإسلام.
“الجهل بالشيء نعمة في بعض الأحيان، والطفل في لهجتنا جاهل ونحن الجهَّال، كنا نعيش هذه النعمة، نعمة الـ لا أدري”.
لكن الأمور كلها تغيّرت مع غزو صدام للكويت وتحريرها فيما بعد، إذ بدأ الأصدقاء يكتشفون خلافات فيما بينهم؛ ليعود أحدهم إلى المنزل يومًا “أخذت أنادي بأعلى صوتي يمه.. يمه؛ كانت قد عادت من عملها للتو.. شهقت إزاء ما رأت، هيئتي المتربة وقميصي المفتوح وفمي الدامي؛ مسحت فمي بظاهر كفي لاهثًا يمه.. احنا شيعة والا سنة؟”.
وهكذا يكبرون، وتكثر أسئلتهم بفوارق بينهم، وتغدو منازل بعضهم محرمة على البعض الآخر بتحذير من الأهل لأنـ “هم” ليسوا مثلنا؛ وإن كانت قوة الصداقة بينهم منعت نمو هذه الطائفية، إلا أنها تجلت في كل ما حولهم بتزايد ينتهي بشكل كارثي في النهاية.
يقصّ الكاتب الرواية بشكل ذكي، منتقلًا بين زمنين بسلاسة، بين عام 2020 وأحداثه، وبين طفولة الأصدقاء وذكرياتهم في السلم والحرب، اللعب في “الحوش” والاختباء في الأقبية، وتناوب الصور التي تتصدر جُدر منازلهم حسب كل مرحلة سياسية.
تقسم الرواية التي تقع في 437 صفحة لـ 4 أقسام، باسم “إرث النار”، كل منها باسم فأر من فئران الجدة حصة “شرر”، و”لظى” و”جمر” و”رماد”، بإشارة لفئران الطائفية التي ما لبث الأبطال يحذرون منها بترديدهم “الفئران قادمة.. احموا الناس من الطاعون”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :