قتلى وجرحى باشتباكات بين أنصار أحزاب سياسية في العراق.. ما القصة

مصاب خلال اشتباك بين أنصار "التيار الصدري" ومؤيدي "إطار التنسيق" بالمنطقة الخضراء في بغداد- 29 من آب 2022 (رويترز)

camera iconمصاب خلال اشتباك بين أنصار "التيار الصدري" ومؤيدي "إطار التنسيق" بالمنطقة الخضراء في بغداد- 29 من آب 2022 (رويترز)

tag icon ع ع ع

تستمر حالة التخبط السياسي والفوضى الأمنية في العراق، عقب انسحاب أحزاب من المشهد السياسي العراقي، تبعتها توترات ميدانية واشتباكات مسلحة خلّفت قتلى وجرحى.

وترافقت التوترات الأمنية مع تنديدات محلية ودولية ومطالبات بوقف القتال، وحقن الدم العراقي، ودعوات إلى التهدئة والامتناع عن العنف والعودة إلى طاولة الحوار.

ما القصة؟

أعلن زعيم “التيار الصدري” العراقي، مقتدى الصدر، اعتزاله العمل السياسي وعدم التدخل في الشؤون السياسية بشكل نهائي وإغلاق مؤسسات تابعة له، الاثنين 29 من آب.

بعد ساعات من اعتزال الصدر، اقتحم أنصار “التيار الصدري” مقر القصر الجمهوري، عقب اعتصام أمامه بدأ قبل شهر، واشتبكوا مع مؤيدي وأنصار “إطار التنسيق” (وهو تحالف سياسي يضم أحزاب شيعية موالية لإيران).

وحاولت القوات العراقية تفريقهم بقنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه، وأغلقت جسري الجمهورية والسنك وسط بغداد، والطريق المؤدي إلى مبنى التلفزيون الحكومي.

وغابت الإحصائيات الدقيقة عن عدد القتلى والجرحى في الاشتباكات المسلحة بالمنطقة الخضراء (هو الاسم الشائع للحي الدولي في بغداد) وسط العاصمة العراقية بغداد.

وذكرت قناة “فرانس 24” الفرنسية أن 12 شخصًا قُتلوا وجُرح آخرون في الاشتباكات، في حين ذكرت قناة “الرشيد” العراقية أن عشرة أشخاص قُتلوا وأصيب 200 شخص.

اشتباك بين أنصار “التيار الصدري” ومؤيدي “إطار التنسيق”بالمنطقة الخضراء في بغداد- 29 من آب 2022 (رويترز)

وتوسعت رقعة الاحتجاجات لتشمل مدنًا ومناطق عراقية أخرى، أبرزها كركوك وكربلاء وديالى وذي قار والبصرة، بحسب ما رصدته عنب بلدي من وكالات وقنوات عراقية.

وتناقلت عدة صفحات ومواقع على وسائل التواصل الاجتماعي صورًا وتسجيلات مصورة لاقتحام المتظاهرين مبنى القصر الجمهوري، وللاشتباكات المسلحة التي تخللتها أصوات انفجارات.


وأعلنت الأمانة العامة لمجلس الوزراء العراقي تعطيل الدوام الرسمي اليوم، الثلاثاء 30 من آب، واستمرار فرض حظر التجول الذي بدأ الاثنين في بغداد لينتقل إلى بقية المحافظات العراقية.

مطالب بالتهدئة

ترافقت الاشتباكات والتصعيد الذي يشهده العراق مع صدور بيانات وإطلاق مناشدات من جهات محلية ودولية دعت لضبط الأمن ووقف القتال واللجوء إلى الحوار.

وعقب الاشتباكات، قرر زعيم “التيار الصدري” الإضراب عن الطعام حتى يتوقف العنف واستعمال السلاح، بحسب ما قاله رئيس الكتلة الصدرية المستقيلة، حسن العذاري، عبر “فيس بوك“.

وأضاف العذاري أن إزالة “الفاسدين لا تعطي أحدًا مهما كان مسوغًا لاستعمال العنف من جميع الأطراف”.

وحذّر رئيس الجمهورية العراقية، برهم صالح، من الانقياد وراء الفتنة، مشيرًا إلى أن الدم العراقي “خط أحمر”، وفق ما نشره عبر “تويتر“، الاثنين.

وحث الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، جميع الجهات الفاعلة في العراق على اتخاذ خطوات فورية لتهدئة الموقف وتجنب أي عنف، ودعا إلى الهدوء وضبط النفس.

ودعت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) عبر بيان، جميع المتظاهرين لمغادرة المنطقة الدولية في بغداد وإخلاء المباني الحكومية، مشيرة إلى أن منع العنف وسفك الدماء واجب أخلاقي على جميع الأطراف.

قوات الأمن العراقية أمام القصر الجمهوري في العراق وأنصار “التيار الصدري” يتظاهرون داخله بالمنطقة الخضراء في بغداد- 29 من آب 2022 (رويترز)

الأزمة السياسية ليست جديدة على العراق، لكن حدتها زادت منذ 30 من تموز الماضي، حين بدأ أتباع التيار الصدري اعتصامًا لا يزال متواصلًا داخل المنطقة الخضراء.

ويرفض أنصار الصدر ترشيح “إطار التنسيق” محمد السوداني لمنصب رئاسة الوزراء، ويطالبون بحل مجلس النواب وإجراء انتخابات مبكرة.

وحالت الخلافات بين القوى السياسية دون تشكيل حكومة جديدة منذ الانتخابات الأخيرة في 10 من تشرين الأول 2021.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة