للكشف عن الأمراض الالتهابية.. اختبار سرعة التثفل
د. أكرم خولاني
اختبار سرعة تثفّل كريات الدم الحمراء (ESR) هو أحد تحاليل الدم التي يطلبها الأطباء للكشف عن وجود مرض التهابي أو عدوى نشطة في الجسم، ومع أنه لا يمكن الاعتماد على هذا الاختبار وحده كوسيلة تشخيصية، فإنه يساعد على تشخيص بعض الأمراض الالتهابية أو متابعة تقدم المرض.
ما المقصود بسرعة تثفّل كريات الدم الحمراء
سرعة تثفل كريات الدم الحمراء (Erythrocyte Sedimentation Rate – ESR) أو معدل ترسب الكريات، وتُعرف بسرعة التثفل، هي السرعة التي تترسب بها كريات الدم الحمراء في أنبوب الاختبار خلال مدة قدرها ساعة واحدة، فعند وضع الدم في أنبوب طويل ورفيع تترسب كرات الدم الحمراء بالتدريج في القاع، وتسبب بعض الحالات الصحية تراكم خلايا الدم وتكتلها، ولأن هذه التكتلات أكثر كثافة من الخلايا المنفصلة، فإنها تترسب في قاع الأنبوب بسرعة أكبر.
ويتم الكشف عن سرعة التثفل عبر فحص مخبري شائع لقياس سرعة ترسب كريات الدم الحمراء في أنبوب مخبري في فترة زمنية محددة (ساعة واحدة أو ساعتان).
ما أسباب إجراء اختبار سرعة التثفل
هناك بعض الأعراض التي تستدعي إجراء اختبار سرعة التثفل، وتشمل:
- الأعراض المصاحبة لالتهابات المفاصل مثل آلام وتصلب المفاصل لأكثر من نصف ساعة عند الاستيقاظ، وآلام الرقبة والكتفين، وآلام أسفل الظهر والحوض.
- آلام العضلات.
- الأعراض المصاحبة لأمراض الجهاز الهضمي كالإسهال وآلام البطن والحمى والدم في البراز.
- الصداع الصدغي الشديد أو المرافق لآلام الكتفين.
- فقدان الوزن بشكل غير طبيعي.
- الحمى غير المبررة.
- أعراضًا التهابات غير مبررة.
كذلك يتم إجراء الاختبار لمتابعة بعض الأمراض الالتهابية أو السرطانات ومدى الاستجابة للعلاج.
كيف يُجرى اختبار سرعة التثفل
اختبار سرعة تثفل الكريات الحمراء في الدم هو اختبار بسيط، يُجرى عن طريق سحب عيّنة دم عشوائية دون الحاجة للصيام أو أي تحضيرات خاصة، حيث يُسحب الدم من وريد المريض، ثم يوضع الدم غير المخثر في أنبوب اختبار خاص.
في السابق كان يتم وضع الدم في أنبوب قائم، يُعرف باسم أنبوب “ويسترجرين”، ويُترك لمدة 60 دقيقة، وفي غضون ذلك تتجه خلايا الدم الحمراء نحو قاع الأنبوب، وترتفع مكونات الدم الأخرى إلى الأعلى، ويتم قياس المسافة التي قطعتها خلايا الدم الحمراء إلى أسفل الأنبوب في نهاية الساعة، وتقدّر سرعة ترسب كريات الدم الحمراء بالملليمتر في الساعة.
لكن حديثًا ومنذ منذ دخول عداد الخلايا الإلكتروني في المعامل، أصبح إجراء اختبار سرعة تثفل كريات الدم الحمراء يتم أوتوماتيكيًا.
كيف تفسر النتائج
يتأثر معدل سرعة التثفل الطبيعي ببعض العوامل:
- الجنس، فسرعة التثفل عند النساء أعلى منها عند الرجال.
- العمر، فهي تزداد مع التقدم بالعمر.
- الحمل، إذ تزداد سرعة التثفل خلال الحمل نتيجة لزيادة مستويات الفيبرينوجين والغلوبولين، وقلة نسبة الألبومين.
وفي عام 1983، تم استنباط معادلة ما زالت تُستخدم على نطاق واسع لحساب قيم سرعة التثفل الطبيعية لدى البالغين (حد الموثوقية 98%) وهي:
- سرعة التثفل (مم/الساعة) عند الرجال أقل أو تساوي: العمر (بالسنوات) مقسومًا على 2.
- سرعة التثفل (مم/الساعة) عند النساء أقل أو تساوي: العمر (بالسنوات) + 10 مقسومًا على 2.
ولكن قد تختلف النطاقات المرجعية للقيم الطبيعية من مختبر لآخر، لذلك يجب على كل مختبر إدراج النطاق المرجعي المعتمد لديه في تقرير نتيجة الاختبار، وبشكل عام يعتبر معدل سرعة التثفل الطبيعي كالتالي:
للكبار:
- النساء فوق سن 50 سنة يكون أقل من 30 ملليمترًا/الساعة
- النساء تحت سن 50 سنة يكون أقل من 20 ملليمترًا/الساعة.
- الرجال فوق سن 50 سنة يكون أقل من 20 ملليمترًا/الساعة.
- الرجال تحت سن 50 سنة يكون أقل من 15 ملليمترًا/الساعة.
للأطفال:
- لدى حديثي الولادة يكون أقل من 2 ملليمتر/الساعة.
- الأطفال تحت سن المراهقة يكون ما بين 3 و13 ملليمترًا/الساعة.
للمرأة الحامل:
- الثلث الأول من الحمل: 4- 57 ملليمترًا/الساعة.
- الثلث الثاني من الحمل: 7- 47 ملليمترًا/الساعة.
- الثلث الثالث من الحمل: 13- 70 ملليمترًا/الساعة.
ما أسباب ارتفاع سرعة التثفل
هناك العديد من أسباب سرعة التثفل المرتفعة، وتشمل:
- العدوى، بما فيها السل و”كورونا المستجد” (كوفيد- 19).
- فقر الدم.
- أمراض الكلى المزمنة.
- الورم النقوي المتعدد.
- أمراض الغدة الدرقية.
- بعض أنواع التهاب المفاصل.
- التهاب العضلات.
- بعض التهابات الأوعية كالتهاب الشريان الصدغي والتهاب الشرايين (تاكاياسو).
- أمراض المناعة الذاتية مثل التهاب المفاصل الرثواني والذئبة الحمامية الجهازية.
- داء الأمعاء الالتهابي.
- الحمى الرثوية.
- السرطانات، ومنها مرض “هودجكن”، وسرطان الغدد اللمفاوية، وسرطان المعدة، وسرطان الخلايا الكلوية، وسرطان الدم الليمفاوي المزمن، وسرطان الثدي، وسرطان القولون والمستقيم، وسرطان البروستات.
وقد تشير القيم المرتفعة جدًا والتي تزيد على 100 ملليمتر/الساعة إلى وجود:
- بعض السرطانات مثل الورم النقوي المتعدد، أو عند انتشار المرض وحدوث نقائل.
- التهاب الشريان الصدغي.
- ألم العضلات الروماتيزمي.
- التهاب الأوعية الدموية الناتج عن فرط التحسس.
- التدرن.
ما أسباب انخفاض سرعة التثفل
تقل سرعة التثفل في الحالات التالية:
- كثرة كريات الدم الحمراء.
- متلازمة فرط لزوجة الدم.
- فقر الدم المنجلي.
- ابيضاض الدم.
- نقص بروتينات البلازما (بسبب مرض كلوي أو كبدي).
- انخفاض مستوى بروتين الفيبرينوجين في الدم.
- قصور القلب الاحتقاني.
أخيرًا، نؤكد أنه يجب عدم الاعتماد على نتائج اختبار سرعة التثفل كمؤشر وحيد لتأكيد أو استبعاد تشخيص ما، إذ إن قيمة سرعة التثفل المرتفعة دون وجود أعراض لمرض معيّن عادة لا تعطي معلومة كافية عن التشخيص، كما أن نتائج هذا الفحص الطبيعية لا تستبعد وجود التهاب أو مرض ما، ولذلك لا بد من الاستعانة بنتائج الفحوصات السريرية، والتاريخ الصحي للمريض، ونتائج التحاليل المخبرية الأخرى.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :