القامشلي.. “الإدارة الذاتية” ترفع أسعار “الأمبيرات” دون قرار رسمي

مولدة كهربائية في أحد أحياء مدينة القامشلي في 15 من تموز 2022 (عنب بلدي/ مجد السالم)

camera iconمولدة كهربائية في أحد أحياء مدينة القامشلي في 15 من تموز 2022 (عنب بلدي/ مجد السالم)

tag icon ع ع ع

اشتكى سكان من مدينة القامشلي في محافظة الحسكة شمالي شرقي سوريا من ارتفاع أسعار الاشتراكات الشهرية لـ”الأمبيرات”، واضطرارهم إلى دفع سبعة آلاف ليرة سورية لـ”الأمبير” الواحد، بدلًا من سعرها القديم الذي كان محددًا بخمسة آلاف ليرة.

نوري الحبيب (35 عامًا) من سكان أحد أحياء مدينة القامشلي، قال لعنب بلدي، إنه فوجئ بقطع اشتراك “الأمبيرات” عنه، وإجباره من قبل أصحاب المولدة الكهربائية على الدفع وفق السعر الجديد، موضحًا أن زيادة الأسعار جرت بموافقة “الإدارة الذاتية” ولكن دون إعلان رسمي بذلك.

وبحسب ما رصدته عنب بلدي، ستطبق زيادة الأسعار على اشتراك “الأمبير” في جميع أحياء المدينة اعتبارًا من كانون الأول الحالي.

ويتذرع أصحاب المولدات لرفع الأسعار بالانهيار المستمر لقيمة الليرة السورية أمام الدولار، الذي يقترب من ستة آلاف ليرة سورية للدولار الواحد، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أسعار المحروقات وتكاليف الصيانة والإصلاح.

يسكن نوري الحبيب مع عائلته في شقة مؤلفة من ثلاث غرف، بإيجار شهري يبلغ 300 ألف ليرة سورية، يضاف إليها شهريًا تكلفة الحصول على أربعة “أمبيرات”، وصلت قيمة الاشتراك فيها إلى نحو 28 ألف ليرة سورية.

و”بحسرة وقلة حيلة” بادية على وجهه، قال الشاب لعنب بلدي، إنه سيضطر لتخفيض عدد “الأمبيرات” إلى ثلاثة فقط، وذلك للتخفيف من مصاريف عائلته المكوّنة من أربعة أفراد التي تحتاج بطبيعة الحال إلى متطلبات إضافية أساسية أخرى غير الكهرباء.

وتعتمد محافظة الحسكة على مصدرين للطاقة الكهربائية، الأول مائي من سدي “الفرات” و”تشرين”، والثاني من محطات توليد “السويدية” و”الجبسة” و”رميلان” التي تعمل على الغاز الطبيعي، وهذه الأخيرة مخصصة للمنشآت الاستراتيجية كالمطاحن ومضخات آبار النفط، والمنشآت العسكرية التابعة لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) والنظام السوري، وقسم قليل منها تستفيد منه أحياء في مدينة القامشلي.

لتغطية تكاليف الصيانة

عبد الرحمن سليمان (42 عامًا) صاحب إحدى المولدات الكهربائية في القامشلي، قال لعنب بلدي، إن “رفع سعر الأمبير ضروري جدًا”، وذلك بهدف “تحقيق أدنى حد من الربح، وتعويض الخسارة كي يستمر العمل”، بحسب تعبيره.

وأوضح عبد الرحمن إن إصلاح العطل الذي أصاب محرك المولدة كلّفه نحو 1500 دولار أمريكي، مضيفًا أنه اضطر إثر تعطله للتوقف عن العمل لمدة 20 يومًا، إذ تتعامل ورشات الصيانة والإصلاح ومحال بيع قطع الغيار جميعها بالدولار الأمريكي.

كما تعاني مدينة القامشلي عدم توفر مادة المازوت بشكل دائم، ما يضطر أصحاب المولدات إلى شرائها من “السوق السوداء” بأسعار تصل إلى نحو ألفي ليرة سورية لليتر الواحد.

وكانت “الإدارة الذاتية” رفعت أيضًا، مطلع تشرين الأول الماضي، أسعار “الأمبيرات” في بلدة معبدة من أربعة آلاف إلى ستة آلاف ليرة سورية، وذلك دون إعلان رسمي بعد إضراب أصحاب المولدات في البلدة عن العمل عدة أيام.

ومؤخرًا رفعت “الإدارة الذاتية” أسعار عدد من المواد الأساسية خاصة المحروقات، دون قرار رسمي، في خطوة وصفها البعض بأنها “لتجنب الغضب والاستياء  الشعبي”، إذ كان أحدث هذه القرارات رفع سعر أسطوانة الغاز المنزلي من 2500 ليرة إلى سبعة آلاف ليرة سورية، مطلع تشرين الثاني الماضي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة