“11:11”.. يمكن للتفاصيل حرف الرصاص عن مساره

camera iconغادة عادل بشخصية عاليا في أحد مشاهد فيلم "11:11"

tag icon ع ع ع

يتناول الفيلم المصري “11:11” جانبًا أساسيًا ومحوريًا في حياة البشر، وهو التفاصيل، باعتبارها المحرك والمبرر الشارح لأي موقف يواجهه الناس في حياتهم اليومية، على اختلاف أحداثها.

يسرد العمل قصته باستخدام رصاصة تنطلق من مسدس إحدى الشخصيات واضعة في مرماها العديد من الاحتمالات، بما يجعل المشاهد منساقًا للاختيار، فعلى خلاف ما يبدو، لا تتيح الاحتمالات للإنسان حرية الاختيار مقدار ما تؤطره وتحاصره ضمن خيارات محددة يجد نفسه مرهونًا للاختيار والمفاضلة بينها، بما يسلبه القدرة على الاعتراض أو الرفض أو الاستئناف.

العمل لا يكشف ورقته الرابحة حتى مشهد النهاية، ولذا تتيح الحبكة التي يقوم الفيلم عليها مجالًا للمشاهد لاختيار ضحيته مؤقتًا، دون مفاضلة بين أفضل وأسوأ، بل بين جيد وأفضل، أمام عدة خيارات متشابهة، فقبل التخلي عن الشخصية لا بد من استعراض قصتها وإفساح المجال لاحتمالية التعاطف معها، عبر السماح لها بأن تعيش أو يعيش معها المشاهد.

والقضية أن “سعيد”، وهو محامٍ متزوج، يقع فريسة ضغط نفسي وإحباط لا يقوى على لجمه، فتنطلق رصاصة من مسدسه باتجاه مقهى يقف فيه كل من “عاليا” و”زين” و”راضي”، وهم أبطال العمل، بانتظار الحصول على قهوتهم، ويعيش الفيلم نحو 100 دقيقة لتحديد الضحية.

ويعتبر المشهد المصوّر في المقهى الوحيد الذي يجمع أبطال العمل دفعة واحدة، ما يعني مساحة للحركة والتعديل في السيناريو حتى خلال التصوير، على اعتبار أن القصص منفصلة كليًّا، كقصص الناس في الحياة، لكن موقفًا ما قد يجمع الناس أو يفرقهم.

وإلى جانب أبطال الفيلم، فللرصاصة أيضًا دورها، إذ تلعب في هذا المقام دور القدر حرفيًا، فكما أنه لا راد للقضاء، فلا يمكن في الوقت نفسه إعادة الرصاصة إلى بيت النار بعد إطلاقها.

تتطلب المشاهدة بعض التركيز، فالعمل قائم على التفاصيل، وهي التي تُحدث الفارق القادر على تغيير السيناريو في الفيلم والحياة أيضًا، لكن انتباه الناس إلى التفاصيل متفاوت، وهو ما يؤثر جزئيًا في قدراتهم على سرد القصص والمواقف ورؤيتهم لحدث ما.

يتشارك في بطولة العمل كل من إياد نصار، وغادة عادل، وإنجي المقدم، ومحمد الشرنوبي، وهند عبد الحليم، ومعتز هشام، وهو أحد الأفلام القليلة نوعًا ما، التي تجمع عدة نجوم من الصف الأول دفعة واحدة، على خلاف العرف السينمائي والدرامي القائم عربيًا على منح البطولة المطلقة لشخصية واحدة، كل من يقف إلى جانبها يسعى لتكميلها وبناء حكايتها.

صدر “11:11” في 2022، ويندرج في إطار الدراما، وهو من تأليف ياسر عبد الباسط، وإخراج كريم أبو زايد، ومتاح للمشاهدة عبر منصة “نتفليكس”.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة