لعبة جديدة بمليون ليرة..

آباء في القامشلي يرضون أطفالهم بالألعاب المستعملة

camera iconمحل لبيع الألعاب في القامشلي - 21 كانون الثاني 2023(عنب بلدي/ مجد السالم)

tag icon ع ع ع

الحسكة – مجد السالم

يتهرب عبد الرحمن الحسين، من مدينة القامشلي (شمال شرقي سوريا)، قدر استطاعته من طلب أطفاله المتكرر لاصطحابهم إلى السوق، تجنبًا لرؤيتهم يطلبون شراء ألعاب لا يمكنه شراؤها بالنظر إلى دخله المادي، بحسب ما قال لعنب بلدي.

وأوضح عبد الرحمن (46 عامًا) أنه في كل مرة يأخذ فيها أطفاله معه إلى السوق المركزي يرون الألعاب معلقة على واجهات المحلات أو “مكومة على البسطات”، ويبدؤون بالبكاء والصراخ وطلبات الشراء، لكن ثمن الأرخص منها قد يعادل نصف ما يحمله من نقود، حسب وصفه.

ووصف عبد الرحمن حزنه وأمنياته لو كان يستطيع أن يشتري لأطفاله ما يرغبون من ألعاب، لكنه من “ذوي الدخل المحدود”، وفي ظل تدهور قيمة الليرة السورية أمام الدولار، ارتفعت أسعار الألعاب في المنطقة بشكل مبالغ فيه.

ووصل سعر الدولار مقابل الليرة السورية إلى 6710 ليرة بحسب موقع “الليرة اليوم” المختص بمراقبة سعر الصرف.

ومن المصاعب التي تواجه عبد الرحمن في حال أراد توفير المال من أجل شراء لعبة لأطفاله، أن الطفل يحب أن تكون له لعبته الخاصة، ويرفض غالبًا مشاركتها مع أخوته، وهذا يعني شراء أكثر من لعبة، كما أن أغلب الأطفال يملّون من اللعبة “سريعًا ويتلفونها قبل أن يطلبوا لعبة جديدة بديلة”، وهو ما لا يقوى عليه.

ارتفعت أسعار الألعاب بشكل مبالغ فيه بالقامشلي، وبحسب جولة لعنب بلدي في محلات بيع الألعاب في المدينة، فثمن بعضها بلغ مليون ليرة سورية (نحو 150 دولارًا أمريكيًا).

خالد العيدان (45 عامًا)، وهو صاحب محل لبيع ألعاب الأطفال، قال لعنب بلدي، إن سبب ارتفاع أسعار الألعاب يعود لكون أغلبها مستوردًا من الصين وتركيا وإيران، وتخضع للضرائب والرسوم مثل أي “بضائع استهلاكية عادية”.

وتبدأ الأسعار من خمسة آلاف ليرة للأنواع التجارية صغيرة الحجم، وتصل حتى مليون ليرة بالنسبة للألعاب الكهربائية وسيارات الأطفال والدرجات الهوائية والكهربائية، وفق خالد.

أما أسعار الدمى و”الدباديب”، التي تعد “الأكثر طلبًا”، تراوحت بين عشرة آلاف و200 ألف ليرة، حسب حجمها وفيما إذا كانت تحتوي على قطع إلكترونية.

وصار إقبال الأهالي على شراء الألعاب لأطفالهم “متواضعًا جدًا”، ويرتبط بالمناسبات كأعياد رأس السنة، وحفلات عيد الميلاد، وهدايا النجاح في المدارس نهاية العام الدراسي، مع تغيّر أولويات السكان نتيجة الوضع الاقتصادي المتردي.

توجه نحو الألعاب المستعملة والحدائق العامة

خالد المقطف (39 عامًا) من سكان القامشلي، قال لعنب بلدي، إن إدراكه لأهمية اللعب لدى الطفل يدفعه إلى البحث عن حلول لتأمين ما يحتاجه من ألعاب لطفليه، إذ وجد مبتغاه في الألعاب الأجنبية المستعملة.

وبالرغم من كونها “معطلة” في بعض الأحيان، لكنها تبدو “جميلة وملفتة” للطفل، كما أنها رخيصة بالمقارنة مع الجديدة، وتتراوح أسعارها بين خمسة و20 ألف ليرة، وباستطاعة الشخص شراء عدة قطع منها بثمن قطعة واحدة، على حد وصف خالد.

وبحسب استطلاع عنب بلدي، فإن الألعاب المستعملة ليست كلها رخيصة، فبعضها بحالة جيدة وغالية الثمن.

ويلجأ السكان لحلول أخرى للترفيه عن أطفالهم، باصطحابهم إلى حديقة الألعاب والملاهي بدلًا من شراء الألعاب.

وفي نهاية كل أسبوع تصطحب العائلات أطفالها لركوب المراجيح أو غيرها من الألعاب المتوافرة، لقاء 1500 ليرة عن الطفل الواحد، لكن حسبما رصدت عنب بلدي، ليست جميع الحدائق مجهزة بألعاب للأطفال، وقد تكون الألعاب معطلة وقليلة العدد.

ويصنع أطفال الريف ألعابهم لوحدهم، بحسب ما قاله سلمان الحميد (46 عامًا) من ريف بلدة القحطانية الجنوبية لعنب بلدي، وهو أب لأربعة أبناء، فإن أطفاله مثل بقية أطفال القرية، يلعبون بما يتوفر أمامهم من “أغراض”، ويصنعون من “الطين” الحيوانات التي يحبونها.

ومن ألعاب أطفال القرية، أخذ أغطية العلب المستعملة وجعلها دراجات بعصا خشبية، كما يدحرجون أمامهم إطارات السيارات الصغيرة المستعملة، أو يلعبون كرة القدم، وغيرها من الألعاب التي لا تحتاج إلى أدوات معينة.

وكانت صحيفة “الوطن” المحلية، نقلت في تقرير لها في 14 كانون الأول الماضي، عن معاون وزير الاقتصاد في حكومة النظام السوري، بسام حيدر، أنه “منذ ما يزيد على ثلاثة أعوام لم تمنح إجازات استيراد للألعـاب، وأن ما يتوافر في الأسواق حاليًا “صناعة سورية أو سلع مستوردة مخزنة”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة