بعض المتوفر يتغذى على الجيف وأحشاء الدجاج

ارتفاع أسعار لحوم الأسماك يزيحها عن المائدة بدرعا

camera iconمتجر للأسماك في مدينة المزيريب جنوبي محافظة درعا- كانون الثاني 2023 (عنب بلدي/ حليم محمد)

tag icon ع ع ع

درعا – حليم محمد

يعتمد الأهالي بدرعا في تأمين الأسماك على السدود المنتشرة بين محافظتي درعا والقنيطرة، إضافة إلى أسماك المزارع الخاصة، وأخرى مستوردة من محافظات الساحل وحماة.

وخلال السنوات الماضية، حلّت لحوم الأسماك محل لحم الدجاج والأغنام، لانخفاض سعرها بشكل بسيط.

ومنذ مطلع العام الحالي، شهدت أسعار الأسماك ارتفاعًا وضعها خارج دائرة القدرة الشرائية لمحدودي الدخل في درعا.

وبحسب مدنيين ممن قابلتهم عنب بلدي من سكان المحافظة، فإن لحوم الأسماك صارت “طبقًا من الكماليات” بالنسبة لمعظم السكان.

ووصل سعر الكيلوغرام الواحد من السمك الحي إلى 20 ألف ليرة سورية، بينما بلغ سعر لحم الأغنام 45 ألفًا للكيلو الواحد، إضافة إلى 17 ألف ليرة للكيلوغرام من لحم الدجاج.

يتزامن هذا الارتفاع في الأسعار مع ارتفاع ملحوظ في سعر صرف الليرة، إذ وصل إلى نحو 6500 ليرة سورية مقابل كل دولار أمريكي وفق السوق الموازية في الأسبوع الأخير من كانون الثاني الماضي.

السدود مصدر رئيس للأسماك

تعتبر السدود، وخاصة سد “الوحدة” المشترك مع الأردن، مصدرًا رئيسًا لتغذية السوق المحلية في محافظة درعا بالأسماك، ولكن الكميات التي يحصل عليها الصيادون لا تكفي للسوق المحلية.

ويعمد سكان المحافظة إلى شراء الأسماك من الصيادين قبل اصطيادها أصلًا، إذ يبلّغ الشاري الصياد بأنه يحتاج إلى عدد معين من الأسماء (تباع بالوزن) خلال خروجه إلى رحلة الصيد.

وخلال الرحلة التي يسلكها أحمد (38 عامًا)، وهو تاجر أسماك بسيط في محافظة درعا، يلتقي بجيرانه وبعض معارفه، ممن يطلبون كميات معيّنة من الأسماك، بحسب ما قاله أحمد لعنب بلدي.

وبينما يعمل الصيادون لتوفير طلبات السكان، يأخذون ما تبقى من حمولتهم إلى سوق السمك في بلدة حيط المطلة على سد “الوحدة” بريف درعا الغربي، لبيعها هناك.

سد “الوحدة” هو سد عربي مشترك بين سوريا والأردن، يقع على نهر “اليرموك”، طوله 110 أمتار، وطاقة تخزينه تصل إلى 115 مليون متر مكعب من المياه.

سدود القنيطرة

يستجر التجار أيضًا الأسماك من سدود محافظة القنيطرة ذات المياه العذبة، خصوصًا مع ارتفاع أجور النقل التي رفعت من أسعار الأسماك القادمة من الساحل السوري.

بينما تختلف أسعار الأسماك مع اختلاف أنواعها، لكن أكثرها شعبية في درعا هي “المشط” و”الكرب”.

أحمد قال أيضًا لعنب بلدي، إن سعر كيلو السمك قفز إلى 20 ألف ليرة منذ مطلع العام الحالي، إذ لم يتجاوز خلال السنوات الماضية 13 ألف ليرة سورية.

وتوجد في القنيطرة سبعة سدود، هي “رويحينة”، و”كودنة”، و”المنطرة”، و”الهجة”، و”بريقة”، و”غدير البستان”.

وتعتمد هذه السدود على مياه الأمطار ومن ذوبان ثلوج جبل الشيخ، إذ يستثمر مربو الأسماك هذه السدود لزراعة الأسماك فيها، وصيدها لاحقًا.

ومع قلة مياه الأمطار وكثرة الآبار العشوائية، جفّت معظم المسطحات المائية في درعا كبحيرة “المزيريب”، وبحيرة “زيزون”، و”عيون العبد”، وشلالات “تل شهاب”، بحسب أحمد، الذي قال إن هذه البحيرات والينابيع كانت مقصدًا للصيادين، ومصدرًا مهمًا للأسماك.

مزارع خاصة للأسماك

تنتشر في درعا عشرات مزارع الأسماك الخاصة، وهي عبارة عن برك مياه تُزرع فيها “الإصبعيات” (بيوض الأسماك).

وتعتمد هذه المزارع على الأعلاف في تغذية الأسماك، إلا أن ارتفاع أسعار الأعلاف الخاصة دفع المزارعين لتغذية الأسماك من أحشاء الدجاج، وبعض جثث الحيوانات.

عبد العزيز (50 عامًا)، وهو مالك مزرعة أسماك في درعا، قال لعنب بلدي، إن المزارع الخاصة لا ثقة في أسماكها، إذ يعتمد البعض على التغذية بمخلّفات الفروج، وأحشاء المواشي، والبعض يرمي الجيف في الماء.

وأشار إلى أن الطعام الفاسد المقدم للأسماك يولد منتجات رديئة في الأسواق، وهو ما وضع السكان أمام خيارات التقصي عن مصدر الأسماك قبل شرائها.

سمك “حموي”

يعتبر السمك “الحموي” أحد الأنواع المتوفرة في درعا، ويشتهر في بقية المحافظات السورية باسم سمك “السلور”، ويطلق عليه محليًا هذا الاسم، كونه يأتي من محافظة حماة.

ويتميز سمك “السلور” بانخفاض أسعاره مقارنة بغيره، إذ يبلغ سعر الكيلوغرام الواحد تسعة آلاف ليرة سورية، حتى إنه لم يتجاوز ستة آلاف ليرة حتى مطلع العام الحالي.

عبد العزيز أضاف أن سمك “السلور” يجب التعامل معه بحذر أكثر من غيره، فمن المحتمل أن يكون مصدره بحيرات صغيرة غير عذبة أو يعيش في مياه مخلوطة بمياه صرف صحي.

ويبلغ إنتاج المياه الإقليمية السورية من الأسماك ما بين 2500 و3000 طن.

وقال مدير الهيئة العامة للثروة السمكية في سوريا، عبد اللطيف علي، لمراسل الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا)، إن هناك عدة عوامل أثرت على كميات الإنتاج، منها ضيق الرصيف القاري، وقلة الأنهار التي تصب بالبحر، بالإضافة إلى قلة الخلجان والرؤوس البحرية، وارتفاع تكاليف الإنتاج ومعدات الصيد.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة