عودة مستشفى “الركبان” تجنب المرضى مخاطر التوجه لمناطق النظام

camera iconأهالي مخيم "ألركبان" ينتظرون الحصول على الرعاية الطبية في مستشفى المخيم-26 من شباط 2023 (Hesar/فيس بوك)

tag icon ع ع ع

بعد ثلاث سنوات عانى فيها أهالي مخيم “الركبان” على الحدود السورية- الأردنية غيابًا شبه كامل للرعاية الطبية داخل المخيم، ومخاوف أمنية من تلقي العلاج في مناطق سيطرة النظام، استطاع المرضى تلقى العلاج اللازم وإجراء العمليات الجراحية الطارئة خلال الأيام الماضية.

وبحسب ما نشرته صفحة “HESAR“، المتخصصة بنقل أخبار المخيم عبر “فيس بوك”، في 26 من شباط الماضي، دخل فريق طبي لأول مرة إلى المستشفى المجهز من قبل فصيل “أسود الشرقية”، لإجراء العمليات الجراحية التي يحتاج إليها المرضى.

يتكون الفريق الطبي من طبيب جراحة، وطبيب صحة عامة، بالإضافة إلى طبيب تخدير، وممرضين اثنين، وفني تخدير، وفنّي أشعة، دخلوا المخيم من محافظتي السويداء ودرعا عبر فصيل “أسود الشرقية”.

وأجرى الفريق الطبي، منذ دخوله حتى 27 من شباط الماضي، نحو 25 عملية جراحية إلى جانب إجراء معاينات يومية، وفق ما ذكرته صفحة “HESAR“.

مدير المستشفى، تحفظ على ذكر اسمه، قال لعنب بلدي، إن الكادر الطبي سيغطي نحو 80% من الحالات الصحية التي كانت تتطلب إجراء عمليات جراحية.

وأضاف أن استمرار العمليات الجراحية، وتقديم الخدمات الطبية في المستشفى، مرتبط بتقديم الدعم عن طريق التحالف الدولي.

بديل مُرضٍ للمرضى

استطاع عاصم الزغيرة من سكان مخيم “الركبان” إجراء عملية فتق داخل المستشفى بعد أشهر من الانتظار، وفق ما قاله لعنب بلدي.

وأضاف عاصم أن العودة إلى مناطق سيطرة النظام كانت الخيار الوحيد المتاح أمامه قبل تجهيز المستشفى.

وتبلغ تكلفة الذهاب باتجاه مناطق سيطرة النظام نحو 2000 دولار، لكن العودة إلى المخيم ليست مضمونة، إذ يبقى العائدون عرضة للاعتقال من قبل النظام، بحسب ما قاله عاصم.

من جهته، قال الناشط عمر الحمصي المقيم داخل المخيم لعنب بلدي، إن حركة مغادرة المرضى باتجاه مناطق سيطرة النظام توقفت بعد تفعيل المستشفى.

وتمكّن الفريق الطبي من توفير احتياجات المخيم للرعاية الطبية التي افتقدها منذ سنوات، وفق ما قاله الحمصي، لافتًا إلى أن غياب الرعاية في وقت سابق فرض معاناة كبيرة على الأهالي.

ومنذ إغلاق الأردن النقطة الطبية الوحيدة التي كانت تقدم سابقًا الإسعافات الأولية وتستقبل حالات الولادة الحرجة في المخيم في عام 2020، واجه أهالي “الركبان” صراعًا بين حاجتهم لتلقي الرعاية الطبية ومخاوفهم من العودة إلى مناطق النظام.

وأسفر غياب الرعاية الطبية عن أضرار كبيرة، إذ توفيت الرضيعة يقين، في تشرين الثاني 2022، بعد أشهر من المطالبة بإخراجها من المخيم لتلقي الرعاية الطبية اللازمة، جرّاء معاناتها من وجود فتحة في سقف الحلق.

وكان المخيم يضم قبل عام 2018 حوالي 70 ألف نسمة، إلا أن أغلبية السكان خرجوا باتجاه مناطق النظام السوري، ولم يتبقَ فيه سوى ثمانية آلاف نسمة، بحسب ناشطين مطّلعين على الوضع الإداري فيه.

وتشدد قوات النظام حصارها على مخيم “الركبان”، وتتحكم بإدخال المواد الغذائية، في حين تغيب المساعدات الإنسانية اللازمة للمخيم منذ ثلاث سنوات وسط مناشدات لتوفير الخدمات الأساسية، وتأمين احتياجات الأهالي.

وفي نيسان 2022، قال المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية الأممي، ينس لارك، إن قوافل المساعدات الإنسانية لم تصل إلى مخيم “الركبان” منذ أيلول 2019.

وأضاف لارك، “نشعر بالقلق حيال الأوضاع الإنسانية والظروف المعيشية الصعبة التي يواجهها سكان المخيم البالغ عددهم نحو عشرة آلاف و500 شخص”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة