أحمد البياسي.. نجا من مجزرة “البيضا” ثم اعتقل واختفى

الشاهد على مجزرة البيضا في بانياس أحمد البياسي (تعديل عنب بلدي)

camera iconالشاهد على مجزرة "البيضا" في بانياس أحمد البياسي (تعديل عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

قد لا يتذكر كثير من السوريين اسم أحمد البياسي، ابن قرية البيضا التابعة لمدينة بانياس على الساحل السوري، الذي ظهر في تسجيل مصوّر يروي كيف ساقه قدره إلى جانب العشرات من أبناء القرية، إلى ما بين أقدام عناصر مخابرات النظام السوري.

“بدكم حرية”، كلمتان ترددتا على ألسنة السوريين على مدار السنوات السابقة، تقليدًا لعنصر مخابرات النظام الذي كان يركل السوريين المقيدين في ساحة قرية البيضا، وصارتا حتى اليوم تتكرران بين أحاديثهم مزاحًا، أو دليلًا على قمع النظام للثورة السورية.

بعد سلسلة من الاحتجاجات المناهضة للنظام في قرية البيضا بمحافظة طرطوس، اقتحمت قواته القرية، في 2 من أيار 2013، واستمرت أكثر من يومين، وارتكبت هناك مجزرة عُرفت باسم “البيضا”.

بلغ عدد ضحايا المجزرة قتلًا وحرقًا أكثر من 150 مدنيًا، بحسب ما قاله “الائتلاف السوري” المعارض حينها، واتُهمت قوات النظام ومجموعات من المخابرات بارتكابها، في حين قالت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان“، إن 459 شخصًا قُتلوا بهجوم النظام على القرية، بينهم 92 طفلًا و71 امرأة.

أحمد البياسي.. نجا واختفى

عقب انسحاب قوات النظام من البلدة، ظهر الشاب أحمد البياسي حاملًا هويته الشخصية ليثبت أنه مواطن سوري من أبناء البلدة، متحدثًا عن الاقتحام الذي بدأ بدخول قوات النظام إلى المنطقة لتفتيش أحيائها.

لم يكن “الجيش” عدوانيًا إلى حد بعيد في تلك الفترة، بحسب ما رواه البياسي، لكن بعد انسحابه مباشرة دخلت قوات من المخابرات إلى البيضا، وبدأت بتقييد أبنائها واقتيادهم إلى ساحتها العامة.

وبحسب تسجيلات مصوّرة نشرها ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبثتها قنوات تلفزيونية عربية وعالمية، أظهرت العشرات من المدنيين في القرية مكبلي الأيدي، بينما يركلهم عناصر المخابرات السورية، وسط صراخ في خلفية التسجيلات “بدكم حرية؟”.

أحمد الذي تحدثت وسائل إعلام عربية عقب ظهوره بأيام عن اعتقاله من قبل أجهزة الأمن السورية، ومقتله تحت التعذيب في إدارة المخابرات بمنطقة كفرسوسة بدمشق، ظهر عبر وسائل إعلام النظام نافيًا خبر مقتله، لكنه عاد واختفى بعد ظهوره الأخير، ولا يزال مختفيًا حتى اليوم.

وفي تقرير لها عقب المجزرة بعنوان “لم يبقَ أحد“، قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، إن بعض عمليات الإعدام تمت داخل منازل الأهالي، ووقع بعضها الآخر أمام أحد المباني أو في الساحة الرئيسة للبلدة، وتم الإبقاء على حياة عدد من السيدات والأطفال، لكن غيرهم لم ينجُ.

ووثّقت المنظمة إعدام ما لا يقل عن 23 سيدة و14 طفلًا، بينهم بعض الرضع، وفي حالات كثيرة كانت قوات النظام والميليشيات التابعة لها تحرق جثث من قتلتهم بالرصاص.

وتابعت في تقريرها، “وفي حالة تتسم بوحشية بالغة، قامت قوات الأمن بتكديس ما لا يقل عن 25 جثة في أحد متاجر الهواتف الخلوية بساحة البلدة، وأشعلت فيها النيران”.

اعتراف لاحق

كأول تعليق على الصور الواردة من المجزرة، قالت وسائل إعلام النظام السوري، في أيار 2013، إنها لم تحدث في سوريا، رغم أن لهجة المتحدثين في التسجيلات المصوّرة تُظهر أن معظمهم من أبناء الساحل السوري.

وبعد أيام على المجزرة، ظهر تسجيل مصوّر لقائد ميليشيا “المقاومة السورية” الرديفة لقوات النظام، معراج أورال، متحدثًا عن ضرورة تطويق بانياس و”تطهيرها من الخونة” باعتبارها منفذهم الوحيد نحو البحر المتوسط.

أورال تركي الجنسية، وأحد أبرز المطلوبين للاستخبارات التركية، قلّل حينها من خطورة الاحتجاجات التي شهدتها مدينة جبلة في ريف اللاذقية، والواقعة على الساحل السوري أيضًا، مشددًا على ضرورة تطهير بانياس.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة