سعر التبن يلحق بالقمح انخفاضًا ويعمق خسائر الفلاحين بحمص

camera iconمزارع يحصد الحنطة في حقل بريف الكسوة جنوبي دمشق- حزيران 2020 (فرانس برس)

tag icon ع ع ع

حمص – عروة المنذر

قبل بدء موسم حصاد القمح في سوريا هذا العام، تبيّن للمزارعين مقدار خسارتهم، على الرغم من الإنتاج الجيد، إذ إن أسعار الشراء التي طرحتها حكومة النظام السوري لم تتناسب مع حجم التكاليف، وهو ما زاد في معاناة المزارعين وعمّق خسائرهم.

وحددت حكومة النظام سعر شراء القمح بـ2500 ليرة للكيلوغرام للموسم الحالي، بالإضافة إلى مكافأة 300 ليرة في حال اعتبار القمح المسلّم من النوع الأول، في حين يتناقص سعر القمح مع انخفاض تصنيفه في صوامع تسلّم الحبوب.

وسبق أن أقرت رئاسة مجلس الوزراء سعر تسلّم محصول القمح لموسم 2023 بـ2300 ليرة للكيلو، لتعود وترفع السعر إلى 2500 مع مكافأة 300 ليرة عملًا بتوصيات اللجنة الاقتصادية.

انخفاض سعر التبن يزيد الخسائر

رافق انخفاض سعر شراء القمح هذا الموسم تراجع في سعر التبن الأبيض لتزداد خسائر الفلاحين.

ويعتبر التبن الأبيض أحد مخرجات موسم القمح، ويُستخدم في إطعام المواشي من الأغنام والأبقار، ويشتري المربون التبن من المزارعين ويخزّنونه حتى الشتاء لتقديمه المواشي، وينتج دونم القمح الواحد من التبن ذات الكمية التي ينتجها من الحبوب.

وأدت زيادة المساحات المزروعة من القمح إلى خفض أسعار التبن نتيجة زيادة المعروض من جهة، ومنع التصدير من جهة أخرى، ما زاد من خسائر المزارعين في موسم التبن.

سومر هلال، من مزارعي مدينة الرستن في ريف حمص الشمالي، قال لعنب بلدي، إن سعر التبن انخفض هذا العام بسبب المساحات الكبيرة المزروعة، إذ وصل سعره إلى 150 ليرة للكيلوغرام الواحد، بينما كان في العام الماضي حوالي 400 ليرة في موسم الحصاد.

وأضاف سومر أن ثمن التبن هذا العام لا يغطي أجور الحصاد، وأن تخزينه للمتاجرة به أمر صعب، بسبب حاجته إلى مخازن كبيرة وصعوبة نقله من مكان لآخر.

خسائر سعر الصرف

سعر شراء القمح الذي حددته الحكومة في العام الحالي أقل من الموسم الماضي وهو 2000 ليرة للكيلوغرام، إذا ما قورن بسعر الدولار الأمريكي، إذ كان يعادل نحو نصف دولار قياسًا بسعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية وقتها، إذ سجل نحو 3800 ليرة، بينما يقارب سعر صرف اليوم تسعة آلاف ليرة مقابل الدولار الواحد، وفق أسعار “السوق السوداء”.

قاسم وحود، من مزارعي سهل الحولة في ريف حمص، قال لعنب بلدي، إن سعر القمح في العام الحالي “مجحف للغاية”، والخسائر “فادحة” مع ارتفاع أجور الحصادة التي وصلت إلى 75 ألف ليرة للدونم الواحد، وإن السعر “المنصف” في العام الماضي دفع المزارعين لزيادة المساحات المزروعة هذا العام.

وبرر قاسم مضاعفة أغلب المزارعين المساحات المزروعة بالسعر الذي أقرته الحكومة العام الماضي، والذي وصل إلى نصف دولار تقريبًا بشكل قريب من السعر العالمي، أما هذا العام ووفقًا للتسعيرة الحالية، فإنه بالكاد يصل سعر الكيلوغرام إلى 31 سنتًا، وهو ما يصل إلى نصف السعر العالمي تقريبًا.

ووصل سعر القمح الأمريكي القاسي إلى 347 دولارًا للطن، والأرجنتيني إلى 378 دولارًا للطن، والفرنسي إلى 245 دولارًا للطن، بحسب “مجلس الحبوب العالمي“، في انخفاض سنوي بنسب تتراوح بين 23 و38%، بعد الارتفاع العالمي لأسعار القمح عقب الغزو الروسي لأوكرانيا.

بينما بلغ سعر طن القمح الروسي الذي يعد المورد الأساسي لحكومة النظام نحو 230 دولارًا.

وتحسب حكومة النظام أسعار تسويق القمح على الليرة السورية، فيما ترتفع مدخلات الإنتاج من أسمدة وبذور ومبيدات على سعر الصرف.

يوسف كاخيا، مهندس زراعي من مدينة تلبيسة في ريف حمص الشمالي، قال لعنب بلدي، إن الحكومة باعت البذور للمزارعين بسعر 3000 ليرة للكيلوغرام الواحد، ورفعت أسعار الأسمدة بالتوازي مع ارتفاع سعر الصرف، وأسعار المبيدات تُحسب بالدولار الأمريكي، فيما تقر سعر شرائها للقمح وفق الليرة السورية.

مدير زراعة حمص، يونس الحمدان، قال لتلفزيون “الخبر” المحلي، إن مساحة القمح القابل للحصاد بالمحافظة نحو 40 ألف هكتار، فيما جرى تسليم 3110 أطنان من القمح لمؤسسة الحبوب حتى 29 من أيار الماضي.

وأوضح أن المساحات المحصودة حتى تاريخه بلغت حوالي 355 هكتارًا من القمح المروي والبعلي، أغلبيتها في منطقة تلكلخ، بينما جرى تسليم كمية 346 طنًا من الشعير لمؤسسة الأعلاف.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة