“حلب الحرة” توضح هدف زيارة وفد الخطباء: اطمئنان لا تفتيش

أثارت قضية زيارة وفد من خطباء المساجد إلى جامعة “حلب في المناطق المحررة” بمدينة اعزاز بريف حلب الشمالي، جدلًا واسعًا بعد انتشار صور تظهر “اختلاطًا” بين طلاب وطالبات الجامعة في إحدى القاعات خلال إجراء الامتحانات.

الجدل بدأ بصورة من داخل القاعة، وحرّكته مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، وتبعته ردود فعل عديدة، عقب زيارة وفد من خطباء المساجد وطلاب العلم الشرعي بمدينة اعزاز إلى الجامعة بهدف “الاستفسار عن وضع الجامعة من ناحية الالتزام الديني والشرعي، وعن آلية فرز الطلبة”.

صورة تثير الجدل

بدأت القضية بعد انتشار صورة من داخل قاعة الامتحانات في الجامعة مؤخرًا، أظهرت جلوس طلاب وطالبات بشكل مشترك في المقعد الواحد مع وجود مسافة بينهما ووجود مراقبين.

ولقيت الصورة التي تداولتها غرف “تلجرام” (واسعة الانتشار في المنطقة)، مرفقة بمنشورات انتقاد بعضها حمل كلامًا مسيئًا، ردود فعل مختلفة، سواء عبر منشورات  أو تعليقات على وسائل التواصل.

بعض التعليقات نصت على أن الصورة وما يرافقها من منشورات، “طبيعية ولا تحمل أي إساءة أو مخالفة لقيم المجتمع”، في حين كتب آخرون أن الصورة تشير إلى “فساد أخلاقي وعُرف غير معتاد في المنطقة”.

زيارة “استفسار”

في 13 من حزيران الحالي، اجتمع وفد من خطباء المساجد وطلاب العلم الشرعي في إدارة الأوقاف مؤلف من خمسة شيوخ، وتوجهوا إلى الجامعة بهدف “الاستفسار عن وضع الجامعة من ناحية الالتزام الديني والشرعي، وعن آلية فرز الطلبة في القاعات والامتحانات والساحات العامة”.

وقال الوفد في بيان أصدره، إنه التقى رئيس الجامعة ونوابه، وكان اللقاء وديًا ومجديًا، وجرى الاستماع إلى النصائح التي قدمها الوفد، وفق البيان.

وجاء في البيان أن رئاسة الجامعة أوضحت بشأن الاختلاط الذي ظهر بالصورة التي انتشرت في القاعة الامتحانية، أن هذا ليس من سياسة الجامعة، وليس من مبادئ “الثورة المباركة”، و”أننا نحن لم نقم بثورة على الظلم والفساد السابق حتى نعيد الاختلاط والفساد الأخلاقي، وما كانت عليه جامعات النظام سابقًا، وهذه الصورة التي انتشرت لا تعبر عن منهج الجامعة أبدًا”.

وبحسب البيان، تجول الوفد برفقة رئاسة الجامعة في قاعات الامتحانات وكلياتها والساحات العامة والمقهى، وكل قسم منهم له مدخل خاص للإناث، وهناك “عزل تام بين الذكور والإناث بشكل كامل”.

جاء في البيان كلام عن رئيس الجامعة، عبد العزيز الدغيم، بأن الجامعة تملك 70 قاعة، وأحيانًا يكون هناك ضغط طلابي، ويمكن أن يكون في بعض الامتحانات عدد قليل من الطالبات، ولا يمكن وضعهن في قاعة امتحان خاصة بهن بسبب الضغط على كل المراكز، وعدم وجود متسع، لذلك يتم دمجهن في قاعة أخرى.

ضغط طلابي

نائب رئيس الجامعة، الدكتور رامز كورج، قال لعنب بلدي، إن الجامعة تمثّل جزءًا وشريحة من شرائح المجتمع، ولها عادات وتقاليد وأعراف المجتمع، ولا يمكن الانسلاخ عنه، وتملك هوية محافظة على مبدأ المكان الذي تعيش فيه.

ضيق المكان وامتلاء القاعات خلال فترة الامتحانات، يمنع عزل الذكور عن الإناث 100%، واجتهد أحد المراقبين ووضع الذكور مع الإناث، وجرى تصوير ذلك وتسريب الصورة التي لا تعبر عن هوية ورسالة وسياسة الجامعة، وفق كورج.

وأوضح كورج أن الجامعة تضم حوالي 11 ألف طالب بين مركزَيها في اعزاز ومارع، لافتًا إلى أنه يوجد في مركز الجامعة باعزاز حوالي تسعة آلاف طالب في منطقة جغرافية مساحتها خمسة آلاف متر مربع، وهي ضيقة.

وأضاف كورج أنه خلال فترة الامتحانات، يتقدم يوميًا ثلاثة آلاف طالب في 70 قاعة امتحانية، وأن القاعات غير كافية، والجامعة تعزل الذكور عن الإناث، ولديها قاعات امتحانية منفصلة لكل من الذكور والإناث، وعلى مستوى الساحة والمدخل لكل فئة مكان مخصص.

زيارة “اطمئنان”

عن زيارة وفد الخطباء للجامعة قال كورج، إن الشيوخ شريحة وجزء من أبناء المجتمع، زاروا الجامعة لـ”النصيحة والاطمئنان”، نافيًا ما يُتداول على أنها زيارة “مراقبة أو تفتيش”.

وذكر أنهم قدموا من باب نقل الصورة الصحيحة للناس، بأن الصورة المتداولة لا تعبر عن هوية الجامعة، لافتًا إلى أن إدارة الجامعة طلبت منهم الحديث من خلال المنابر وإيصال رسالة الجامعة ومشكلتها لإيجاد حلول تعالج ضيق المكان، سواء للبحث عن أرض أو عن بناء أو عن داعم لذلك.

ولفت كورج إلى أن الجامعة لا تغلق أبوابها أمام أحد من الخطباء أو أي شريحة من شرائح المجتمع، ودائمًا ما يأتي وجهاء وممثلو مؤسسات ومنظمات وشخصيات أخرى لزيارة الجامعة التي ترحب بهم، وتأخذ منهم ما يرفع سوية وكفاءة الطلاب، وفي حال وجود أي طرح لا يتناسب فالجامعة لا تأخذ به.

اقرأ أيضًا: ريف حلب.. حملة تدعم النساء الأشد ضعفًا لمتابعة التعليم

تنتشر شمالي حلب خمس جامعات بين خاصة وعامة إلى جانب عديد من المعاهد، وتعتبر جامعة “حلب الحرة” الأكبر بينها، وتتبع لـ”الحكومة السورية المؤقتة”.

تضم الجامعة 11 ألفًا و761 طالبًا، يتوزعون على أفرعها، وفق ما جاء عبر موقعها الرسمي.

 

شارك في إعداد التقرير مراسل عنب بلدي في اعزاز ديان جنباز

–