درعا.. إقبال ضعيف على شراء الحلويات قبيل العيد

camera iconمحل لبيع الحلويات في درعا- 19 من حزيران 2023 (عنب بلدي/ حليم محمد)

tag icon ع ع ع

تستمر أسعار الحلويات في درعا بالارتفاع مع اقتراب عيد الأضحى في 28 من حزيران الحالي، لأسباب تتعلق بغلاء السكر، والمواد الأولية لصناعتها، رغم انخفاض أسعار الغاز في السوق المحلية إلى 75 ألف ليرة سورية.

وبحسب ما رصده مراسل عنب بلدي في درعا، تجاوز سعر الكيلوغرام من الحلويات الفاخرة 150 ألف ليرة سورية، في حين لا يقل سعر الكيلوغرام من الحلويات الشعبية عن 25 ألف ليرة، مثل “البرازق” و”الغربية” و”المعمول”، ووصل سعر النوعيات المتوسطة، مثل “البقلاوة” و”عش البلبل”، إلى 60 ألف ليرة للكيلوغرام.

وتختلف أسعار هذه الحلويات باختلاف نوعية “المكسرات” والسمن المستخدم في صناعتها.

إنقاص للكميات

تراجع الإقبال على شراء الحلويات، بحسب ما رصدته عنب بلدي من خلال جولة على محال الحلويات في درعا.

وقال أحمد (27 عامًا)، الحرفي في صناعة الحلويات، إن السوق تشهد ركودًا سببه ارتفاع أسعار الحلويات، إذ يمتنع معظم السكان عن شراء الأصناف الجيدة، لذلك اعتمد على صناعة نوعيات شعبية، إلا أن سعرها مرتفع مقارنة بالأعياد السابقة، ما شهد إقبالًا ضعيفًا على شرائها.

وأضاف أحمد أن سعر كيلوغرام السكر وصل إلى تسعة آلاف ليرة سورية، وسعر كيلوغرام السمن البلدي إلى 75 ألف ليرة، بينما سعر كيلوغرام “المكسرات” يتراوح بين 200 ألف و50 ألف ليرة بحسب النوع، يضاف إلى ذلك الحاجة المستمرة للغاز، ورغم انخفاض سعره، ما زال يشكّل عبئًا ماليًا على مالكي محال الحلويات.

بسمة (40 عامًا)، لم تشترِ الحلويات لهذا العيد، قائلة لعنب بلدي، إن سعر الكيلوغرام لا يقل عن 30 ألف ليرة، في حين وصل سعر كيلوغرام “البرازق” إلى 50 ألف ليرة.

وتنوي بسمة شراء حلويات مغلّفة من “البسطات”، حيث لا يتعدى سعر الكيلوغرام 20 ألف ليرة، لأن “أصول الضيافة” تستوجب تقديم الحلويات للضيوف في العيد، لكن الغلاء دعاها للتخلي عن شراء النوعيات الفاخرة، التي ستكلفها مبلغًا لا يقل عن 300 ألف ليرة بالحد الأدنى.

أما بالنسبة لضيافة العيد، فقد وصل سعر كيلوغرام الشوكولا المغلّفة إلى 60 ألف ليرة، وكيلوغرام أنواع أرخص من ضيافة العيد المغلّفة ( ثل البنبونات) إلى 30 ألف ليرة.

واكتفت إسراء (28 عامًا) بشراء كميات لضيافة العيد لا تتعدى كيلوغرامًا من الشوكولا المغلّفة، ونصف كيلوغرام من “البرازق”، ونصف كيلوغرام آخر من “الغربية”، بسبب الغلاء، وقالت لعنب بلدي، “المهم أن نزيّن طبقًا فيه هذه الأنواع من الحلويات ونقدمها للضيوف”.

“بسطة” لبيع ضيافة العيد في ريف درعا- 23 من حزيران 2023 (عنب بلدي/ حليم محمد)

صناعة الحلويات منزليًا

تستعين لجين (27 عامًا) بخبرتها التي اكتسبتها من الإنترنت في صناعة “المعمول” و”البرازق” و”المبروشة” في المنزل.

وقالت لجين، التي تعمل مدرّسة في درعا لعنب بلدي، “إن غلاء الأسعار في السوق يدفعها لتصنيع الحلويات في المنزل قبل يوم واحد من العيد”.

ورغم التكلفة التي تدفعها لجين لشراء مكوّنات هذه الحلويات، ترى أنها تبقى أقل سعرًا من شراء الحلويات الجاهزة من السوق المحلية.

وخصصت لجين أسطوانة غاز اشترتها بسعر 75 ألف ليرة لصناعة الحلويات، موضحة أنها لن تستهلكها كاملة.

في حين تنوي ربة المنزل “أم محمد” (45 عامًا) الاكتفاء بصناعة الكعك المدوّر و”خبز القالب”، والتخلي عن شراء الحلويات من السوق.

وبحسب موقع “الليرة اليوم” المتخصص برصد أسعار العملات الأجنبية، يصل سعر مبيع الدولار الواحد إلى 8750 ليرة سورية.

وبلغ متوسط الراتب الشهري في سوريا خلال عام 2022 نحو 146 ألف ليرة سورية (حوالي 19 دولارًا)، و50% من الموظفين معدل رواتبهم 146 ألفًا أو أقل، بحسب موقع “Salary explorer” المختص بأرقام سلم الرواتب.

ويعيش 90% من السوريين تحت خط الفقر، وأكثر من 13 مليون شخص داخل سوريا بحاجة إلى المساعدة الإنسانية، منهم ما يقرب من ستة ملايين طفل، وفق الأرقام الأممية.

ويعتمد معظم المقيمين في مختلف المحافظات السورية على الحوالات المالية القادمة من الخارج، خاصة بعد تدهور القيمة الشرائية لليرة السورية وارتفاع الأسعار بشكل كبير.

كعك منزلي قبل مرحلة الشي في ريف درعا- 23 حزيران 2023 (عنب بلدي/ حليم محمد)




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة