نهاية موسم مثير.. ورحيل أساطير

tag icon ع ع ع

عروة قنواتي

انتهى الموسم المثير للعام 2022- 2023 في الملاعب الأوروبية والعالمية، موسم حفل بنهاية الرزنامة المضغوطة التي بدأت مع تفشي فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، فكانت الأندية ونجومها وبطولاتها تحت رحمة “الزحمة في المواعيد”. موسم دارت رحى حرب المونديال فيه بفصل الشتاء على عكس العادة المتعارف عليها في الصيف، فأفرغت كثيرًا من الأندية والمنتخبات واللاعبين طاقتها واحتياطي الطاقة لديها، ما أثّر فعلًا على وتيرة المنافسة في كل بطولة ومسابقة تلت أحداث المونديال في الدوحة.

لا جديد على قمة الدوريات الخمسة الكبرى في أوروبا والعالم إلا من خلال نادي نابولي الذي عاد إلى قمة “الكالتشيو” بعد 33 عامًا متجاوزًا اليوفي وأندية الميلان، ولربما كانت المفاجأة بوصول ثلاثة أندية إيطالية إلى نهائيات المسابقات الأوروبية (شامبيونزليج، يوروباليج، المؤتمر)، إلا أن الألقاب ذهبت للخصوم، خسر الإنتر أمام السيتي، وروما أمام إشبيلية، وفيورنتينا أمام وست هام يونايتد.

في ألمانيا كاد أن يفعلها دورتموند بعد هدايا البايرن غير المعقولة في اللحظات الأخيرة، إلا أن الفريق الأصفر أبى إلا أن يرد الهدية فأعادها إلى البافاري، وفي إسبانيا عاد برشلونة إلى قمة “الليجا”، وهي الحالة التنافسية المعتادة بينه وبين الريال منذ سنوات طويلة، والتي لا يعكر صفوها إلا نجمة على صدر أتلتيكو مدريد كل عشر سنوات مرة. في فرنسا كان اللقب محجوزًا ضمن حديقة الأمراء لمصلحة باريس سان جيرمان ونجومه الذين بدؤوا بالرحيل قبل نهاية الموسم، ما يشير وبكل ثقة إلى فشل مشروع التألق الأوروبي المفترض، وحجز نجمة أوروبية على قميص الفريق كما فعلها مانشستر سيتي الذي توّج مشروعه هذا العام بثلاثية تاريخية مع السيد بيب جوارديولا (دوري وكأس وشامبيونزليج)، إلا أن الفريق الفرنسي عاد ليكون ضمن المنافسة المحلية سيدًا ومتصدرًا، ورحل عنه ليونيل ميسي وسيرجيو راموس، ولم يبقَ في عقد كيليان مبابي سوى عام واحد، فلا الفريق اعتلى منصة التتويج الأوروبية، ولا النجوم وجدوا مستقبلهم في حديقة الأمراء.

الميركاتو الصيفي، ورغم أن بعض مشاهد الدراما وشد الأعصاب ظهرت وستظهر به من خلال بعض الصفقات وحسمها قبل الساعات الأخيرة، فإن السوق الرياضية السعودية فاجأت الجميع بسرعة حسم عديد من الصفقات المهمة، ولم تنجح طبعًا باستقطاب الأرجننتيني ليونيل ميسي الذي فضّل إنتر ميامي الأمريكي على الهلال السعودي، إلا أن كلًا من ميندي وكوليبالي وزياش وبنزيما ونيفيز وكانتي ارتدى قميص فريقه الجديد بألوان الاتحاد والهلال والنصر والأهلي، ولا تزال الصفقات الجديدة قيد البحث والإنجاز بحسب كثير من الأنباء الواردة في السوق الكروية السعودية.

سيكون الموسم الجديد موسم التصفيات والتحضيرات لمسابقة “يورو 2024” في ألمانيا، وستبدأ أيضًا تصفيات كأس العالم التمهيدية في أكثر من قارة، وعلى ما يبدو فإن المملكة العربية السعودية قد انسحبت من سباق الترشح لاستضافة مونديال 2030 بسبب قوة الملف الإسباني- المغربي- البرتغالي، وهذا ما جعل المملكة، بحسب صحيفة “ماركا”، تشعر بصعوبة حجز الاستضافة برفقة مصر واليونان.

ما يجب أن نتعود عليه إن كنا من جيل المتابعة الكروية القديم أو الحديث، أن دوري أبطال أوروبا المقبل ولأول مرة منذ 20 عامًا تقريبًا لن يشهد حضور النجمين ليونيل ميسي وكريستيانو رونالد، لا في دوري المجموعات ولا في الإقصائيات، وأن عوامل الزمن كتبت نهاية حضور اللاعبين الأكثر إثارة ومشاكسة ومنافسة وقوة وتحطيمًا للأرقام في تاريخ كرة القدم، رونالدو في النصر السعودي، وميسي في إنتر ميامي الأمريكي، لربما بقيت لهما مشاركة دولية في أمم أوروبا 2024 وكوبا أمريكا 2024، والواضح أكثر بأن لا حضور لكليهما في مونديال 2026 بعد ثلاث سنوات، وهذه حال كرة القدم بتقدم العمر، وحال الدنيا كلها لتكون العبارة أدق.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة