الأنفاق العسكرية تضر بالبنى التحتية في رأس العين

عنب بلدي – رأس العين

خلال فترة سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) على مدينة رأس العين، شمالي محافظة الحسكة، قبل عام 2019، أطلقت عمليات عديدة لحفر الأنفاق في إطار صراعها العسكري مع تركيا، و”الجيش الوطني السوري” المدعوم من قبلها.

ومع خروج “قسد” من المنطقة، ودخول رأس العين تحت حكم منافسيها، تحولت هذه الأنفاق إلى واحدة من التأثيرات السلبية على حياة السكان اليوم بعد نحو أربع سنوات على تغير أصحاب النفوذ في المنطقة، بحسب مدنيين من سكان المنطقة قابلتهم عنب بلدي.

ومن التأثيرات السلبية للأنفاق في رأس العين، كان تعرض شبكة الصرف الصحي والمياه لأضرار جسيمة، إثر انهيارات في التربة على جوانب الأنفاق، ما أدى لتلف في أنابيب الصرف، ونتج عنها تلوث المياه الجوفية وتدهور نظام الصرف الصحي، بحسب ما قاله المجلس المحلي في رأس العين لعنب بلدي.

ومع مرور الوقت، تأثرت جودة المياه المتاحة للسكان، وزادت مشكلات الصحة العامة في المنطقة مخلفة عدم استقرار إمدادات المياه في المدينة.

تأثير سلبي على منازل السكان

أحمد أسعد، من سكان رأس العين، قال لعنب بلدي إن منزله تأثر بشكل كبير جراء الأنفاق المحفورة تحته، إثر الانهيارات التي وصفها بـ”البالغة”، وتسببت بتلف الجدران والأرضية في بعض الأجزاء من منزله.

منزل أحمد اليوم صار غير صالح للسكن، ويشكل خطرًا على حياة وسلامة قاطنيه، وسط حالة من العجز المادي التي يعاني منها أحمد وعائلة وعدم قدرته على ترميم الأضرار من جديد.

نائب مدير التوجيه المعنوي في “الجيش الوطني” في رأس العين، عز الدين الخطاب، قال لعنب بلدي إن “قسد” قامت بـ”أعمال تخريبية” في منطقة رأس العين وريفها، قبل انسحابها منها.

وأضاف أن حفر الأنفاق كانت أحد أساليب تسهيل العمليات العسكرية وإخفاء الأسلحة وتسهيل حركة مقاتليها، وانتشرت تحت المنازل وفي الطرق وحتى تحت المدارس والمستشفيات.

الخطاب قال إن “الجيش الوطني” عمل منذ دخوله إلى المدينة قبل سنوات، وبالتعاون مع الجيش التركي، للبحث عن هذه الأنفاق وسد مداخلها والتخلص منها، نظرًا للخطر الكبير الذي شكلته على حياة المدنيين.

إضرار بخدمات المياه

رئيس مكتب الخدمات في المجلس المحلي، فيصل عبيد، قال من جانبه لعنب بلدي، إن إجراء صيانة شبكة الصرف الصحي أقامها المجبس لمسافة تزيد عن ستة كيلومترات في المدينة.

وأضاف أن شبكة المياه كانت مدمرة بشكل كبير عندما دخل “الجيش الوطني” للمدينة.

اليوم وبعد مرور نحو أربع سنوات تمكن المجلس المحلي من ترميم نحو من 50% من الأعطال في شبكة المياه، بحسب عبيد.

فيصل عبيد قال أيضًا إن بئر الماء في المحطة الجنوبية، وبئر “زكاوة” توقفا عن العمل نتيجة الأنفاق المحيطة بهما، ما دفع المجلس المحلي لحفر بئرين جديدين لتعويض نقص المياه في المنطقة المعروفة باسم “شارع الكنائس”.

وأضاف أن هذه الأعمال ستسهم في تحسين وتعزيز قدرة الإمداد بالمياه للمنطقة، لكن مع ذلك يتبقى ما نسبته 50% من البنى التحتية في رأس العين بحاجة إلى ترميم لضمان استمرارية وجودة خدمات المياه في المنطقة، بحسب رئيس مكتب الخدمات في المجلس المحلي لرأس العين.

تبدل النفوذ في رأس العين

في تشرين الأول 2019، أخلت “وحدات حماية الشعب” (الكردية) مدينة رأس العين الحدودية بشكل كامل، بموجب اتفاق أمريكي- تركي، قبل يوم من انتهاء مهلة مدتها “120 ساعة” منحتها الدول الراعية للاتفاق لإتمام الانسحاب.

وقال الناطق باسم “الجيش الوطني” حينها، يوسف حمود، عبر “تلجرام”، “رصدنا صباح اليوم اكتمال انسحاب ميليشيا PYD الإرهابية من مدينة رأس العين”.

وأضاف، “قواتنا لم تدخل بعد تلك الأحياء التي انسحبت منها الميليشيا التزامًا بتعليق الأعمال القتالية، وننتظر انسحاب ميليشيا PYD من كامل المنطقة الآمنة، تطبيقًا لبنود الاتفاقية”.

وبعد أيام على انسحاب “الوحدات”، أعلن “الجيش الوطني” السيطرة الكاملة على المدينة الحدودية.