بإمكانيات ضعيفة.. “بامبينو” تواصل عروضها لإسعاد الأطفال بإدلب

camera iconأحد عروض فرقة "بامبينو" المسرحية في الحديقة العامة وسط مدينة إدلب شمالي سوريا- 26 من نيسان 2023 (عنب بلدي / شمس الدين مطعون)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – إدلب

تواصل بعض الفرق المسرحية في إدلب أنشطتها رغم ضعف إمكانياتها وتراجع دعم المسرح بشكل كبير، لا سيما مع غياب النقابات الفنية في المنطقة، وغياب الدعم من قبل الجهات المحلية شمال غربي سوريا.

وتراجع دور هذه الفرق، واقتصرت بعض الفعاليات على فرق تحيي عروضًا كل فترة، أو عبر منظمات عاملة في المنطقة تقيم فعاليات متنوعة وبوتيرة متباعدة زمنيًا.

ومن هذه الفرق “بامبينو”، التي تحولت من تقديم عروض الكوميديا السوداء إلى الاهتمام بترفيه الأطفال.

30 عضوًا وعروض متنوعة

تقدم الفرقة عروضها على مدرج مسرح المركز الثقافي بإدلب، وفي الحدائق العامة، وبالمراكز التعليمية، وبين أشجار الزيتون وخيام النازحين، بهدف جذب العدد الأكبر من الأطفال للاستمتاع بالعروض والمشاركة بالأنشطة التي تقدمها.

مدير ومؤسس الفرقة، ضياء عسّود، قال لعنب بلدي، إن “بامبينو” تضم أكثر من 30 عضوًا نصفهم من السيدات اللواتي يشاركن في الإعداد والتجهيز والتنسيق.

واستطاع عسّود، بعد تهجيره إلى إدلب مع شغفه في حب المسرح، العمل على مشروعه وتطويره عبر إدخال عروض جديدة، كالرسم على الوجوه، وتقديم العروض التفاعلية التي يكون الأطفال جزءًا منها.

تتنوع العروض التي تقدمها الفرقة بين مسرح العرائس والظل والمسرحيات الكلاسيكية الموجهة للأطفال، وتوجهت نحو التخصص بعروض الأطفال في 2022.

اهتمت “بامبينو” مؤخرًا بتقديم بعض العروض في حفلات افتتاح المراكز التجارية وحفلات انتهاء الموسم الدراسي في المراكز التعليمية الخاصة، بهدف جذب الأطفال وتأمين رعاة للعروض، بما يساعدها على استمرار تمويل لوازم العمل الأساسية.

وينشط عمل الفرقة في المناسبات كالأعياد وحفلات النجاح، إذ تروّج لعروضها وخدماتها عبر صفحات التواصل الاجتماعي.

أحد أعضاء الفرقة أحمد كمانات (23 عامًا)، وهو طالب في كلية الاقتصاد، قال لعنب بلدي، إنه استطاع تطوير خبراته بالتمثيل من خلال التدريبات الدورية التي يجريها مع أعضاء الفرقة.

وذكر أنه صار متمكنًا في أداء أدوار متعددة، وعبّر عن سعادته خلال أجواء الحفلات التي تدخل البهجة إلى قلوب الأطفال، مضيفًا أنه ليس لأعضاء الفرقة أدوار محددة، بل تختلف باختلاف نوعية العرض، الذي يتنوع بين تحريك الدمى (مسرح العرائس) أو ارتداء أزياء شخصيات كرتونية.

و”تختلف الأدوار التي يقدمها بين الأمير الشرير أو بابا سنفور”، بحسب ما قاله أحمد.

أحد عروض فرقة “بامبينو” المسرحية في الحديقة العامة وسط مدينة إدلب شمالي سوريا- 26 من نيسان 2023 (عنب بلدي / شمس الدين مطعون)

صعوبات عبر الزمن

أوضح مدير الفرقة، ضياء عسّود، لعنب بلدي، أن تجربته المسرحية بدأت في دمشق منذ 2009، حيث قدم عروضًا في الجامعة، ثم انتقل لتقديم العروض في المدارس والمراكز الثقافية ودور العرض الخاصة.

وبعد تهجيره إلى إدلب عام 2016، أعاد عسّود تجميع بعض أعضاء فرقته الذين أحبوا المهنة، كما عمل على تطوير الفرقة واستقطاب هواة آخرين للانضمام إليها.

وفي تموز 2017، تعرضت حافلة الفرقة لاستهداف بعبوة ناسفة، على طريق سهل الروج بريف إدلب الغربي، وكانت متوجهة لتنظيم حفل وعرض مسرحي للأيتام في مطعم “بوابة دركوش”، بعد انطلاقها من مدينة إدلب، وقُتل ثلاثة من أعضاء الفرقة وأُصيب آخرون.

وقدمت فرقة عسّود عديدًا من العروض منذ إعادة تأسيسها في إدلب، من أشهرها مسرحية “طب القاطع”، التي عُرضت لأول مرة صيف عام 2018.

وتابعت الفرقة تقديم عروضها في مسرح المركز الثقافي بإدلب، الذي أعيد افتتاحه في 2019، وهو المسرح الوحيد المؤهل لعرض الأعمال المسرحية، وجهزته إحدى المنظمات ببعض الأدوات اللوجستية.

لا دعم ولا تمويل.. وعود بالرعاية

يفتقر أعضاء الفرقة للإمكانيات المادية، وهو ما يبدو واضحًا على نوعية الأزياء التي يرتدونها والمعدات التي بحوزتهم، كمكبرات الصوت وغيرها، وهو الأمر الذي يؤثر سلبًا على جودة العروض التي يقدمونها.

وتعاني الفرقة كما معظم العاملين ضمن المجال ذاته غياب الدعم والتمويل، وتضطر لتقديم عروضها عبر التعاقد مع ممولين تجار أو جهات رسمية بإدلب، كمديرية الثقافة التابعة لحكومة “الإنقاذ”.

وتحاول الفرقة أن تقدم عروضها بشكل مجاني لاستقطاب الأطفال، إلا أن أعضاءها يضطرون في بعض الأحيان لتقاضي أجور رمزية لتمويل مستلزمات العرض، عند غياب جهة ممولة، وفق عسّود.

وتعاني الفرق المسرحية في الشمال السوري ضعفًا كبيرًا في الإمكانيات ونقصًا في التجهيزات كالإضاءة والصوت، التي تسهم بشكل كبير في نجاح العمل المسرحي، إضافة إلى غياب دور النساء في معظمها.

ويضاف إلى الصعوبات، نقص مراكز التدريب والدورات الخاصة بإعداد الممثلين والمخرجين والفنيين.

مدير العلاقات العامة في دار الثقافة والمعارف التابعة للشؤون السياسية في حكومة “الإنقاذ” بإدلب، رضوان القصار، قال إن الدار تسعى منذ انطلاقتها قبل بضعة أشهر إلى معرفة واقع الحال فيما يخص عموم الأمور الثقافية في المنطقة، ومن ضمنها الفرق المسرحية.

وذكر القصار في تصريح لعنب بلدي، أن دار الثقافة وجدت بعض الفرق المسرحية شبه جاهزة، وبعضها الآخر يحتاج إلى تنظيم أكثر وضبط فني وإداري، لتكون على مستوى الطموح.

وأضاف أن دار الثقافة رعت بعض الفرق المسرحية بشكل كامل، ممن وجدت عندهم الأهليّة للعمل، وما زالت تعمل باتجاه رفع السويّة الفنية والثقافية عند جميع الفرق المسرحية.

ولفت القصار إلى أن دور دار الثقافة يتمثل برعاية الإبداع في المنطقة وتفجير الطاقات الكامنة، والبحث عن المواهب الفنية المغمورة، وتعمل على تجهيز خشبة المسرح بالمركز الثقافي في إدلب بالاحتياجات اللوجستية للفرق المسرحية، بما يتماشى مع المعايير العالمية.


شارك في إعداد التقرير مراسل عنب بلدي في ريف إدلب شمس الدين مطعون




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة