أقامت جامعة “غازي عينتاب” حفل تخريج الدفعة الأولى من طلابها في كلية التربية والإرشاد النفسي بفرع الجامعة في مدينة عفرين شمالي حلب، في 6 من تموز الحالي، سبقه بيوم تخريج الدفعة الأولى من طلاب كلية الإدارة والاقتصاد في الجامعة، في فرعها بمدينة الباب بريف حلب الشرقي.
حضر الحفل في عفرين والي هاتاي، مصطفى ماساتلي، ونوابه، وقال إن بلاده “دعمت افتتاح عديد من المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية بجانب كلية التربية في عفرين، لتوفير التعليم الجيد لأبناء المنطقة”.
كما حضر مسؤولو الجامعة في سوريا وتركيا ورؤساء الجامعات شمالي حلب، إضافة إلى رؤساء المجالس المحلية وعدد من ممثلي الجهات الرسمية والمنظمات الإنسانية، إلى جانب أولياء أمور الطلاب.
وبلغ عدد الخريجين في مدينة الباب 89 طالبًا وطالبة في كلية الإدارة والاقتصاد، و53 بكلية التربية والإرشاد النفسي في عفرين، وتستعد كلية العلوم الإسلامية في اعزاز لتخريج 50 طالبًا وطالبة.
المسؤول الإداري في فرع الجامعة بمدينة عفرين، محمد اللوز، قال إن كلية التربية والإرشاد النفسي في عفرين خرّجت 53 طالبًا وطالبة في دفعتها الأولى، تضم اختصاصات الإرشاد والتوجيه النفسي، ومعلم صف، والعلوم الاجتماعية، والرياضيات، واللغة تركية، منوهًا إلى أن الذين تخرجوا لهذه الدفعة هم من قسمي الإرشاد النفسي ومعلم صف فقط.
وفي 5 من تموز الحالي، أُقيم حفل آخر لخريجي كلية الإدارة والاقتصاد بنفس الجامعة ضمن فرعها في مدينة الباب لـ89 خريجًا وخريجة، وهي الدفعة الأولى التي تتخرج في هذا الفرع.
وأوضح اللوز لعنب بلدي أن جامعة “غازي عينتاب” أُسست عام 1973، إلا أنهت افتتحت فروعًا لها شمال غربي سوريا، ففي جرابلس، افتتحت معاهد متوسطة عام 2018، وافتتحت عدة فروع للكليات في عام 2019، توزعت على مدينة الباب التي يوجد فيها كلية الإدارة والاقتصاد، وتضم أقسام الاقتصاد وإدارة الأعمال والتجارة الدولية والخدمات اللوجستية.
وفي اعزاز بريف حلب الشمالي، افتتحت كلية العلوم الإسلامية، إضافة إلى كلية التربية والإرشاد النفسي في عفرين، وفق اللوز الذي قال إن الشهادة الصادرة عن فروع الجامعة شمال غربي سوريا، تحمل نفس القيمة والاعتراف للشهادة الصادرة من الجامعة الأم في تركيا.
وعن رسوم الجامعة قال اللوز، إنها تكاد تكون رمزية مقارنة بالجامعات الأخرى في الشمال، إذ تبلغ في الفصل الواحد 700 ليرة تركية بعد أن كانت 500 ليرة، وهذا الفصل تم إعفاء الطلاب من الرسوم بسبب الزلزال الذي ضرب المنطقة في 6 شباط الماضي.
ويبلغ أعداد الطلبة بكلية التربية في عفرين 600 طالب، وفي كلية الاقتصاد بالباب 550، وفي كلية الدراسات الإسلامية باعزاز 375، وفي المعاهد المتوسطة بجرابلس 650 طالبًا، بمن فيهم الطلاب الذين تخرجوا.
خيارات محدودة للخريجين
يوجد شمال غربي سوريا نحو 18 جامعة ما بين حكومية وخاصة، أبرزها جامعتا “حلب الحرة” و”إدلب”، انضم إليها عشرات الآلاف من الطلاب، ما شكّل تحديًا كبيرًا بإيجاد فرص عمل لهم بعد التخرج، في ظل الوضع الاقتصادي المتردي الذي تعيشه المنطقة.
وعن خيارات الطالب بعد التخرج في كلية التربية قال محمد اللوز، إن لدى الخريجين من كلية التربية والإرشاد النفسي عدة خيارات، منها العمل كمعلم في مدارس المنطقة الخاصة والعامة، أو بإدارات هذه المدارس، وخريج الإرشاد النفسي بإمكانه العمل كمرشد نفسي في المدارس أو ضمن المنظمات الإنسانية أو افتتاح مركز خاص.
من جهته، لم يجد بكري حلاق صعوبة في تحديد خياراته بعد التخرج في كلية الإدارة والاقتصاد من فرع الجامعة في الباب بمعدل ممتاز، بعد أن ترك دراسته بكلية الهندسة التقنية في جامعة “حلب” مع بدء الثورة.
ويعمل الشاب موظف مراقبة وتقييم في فريق “ملهم التطوعي”، لكنه يطمح بأن تفتتح الجامعة فرعًا للدراسات العليا، ليستكمل تحصيله العلمي، لأنها الجامعة الوحيدة التي تصدر شهادات معترفًا بها عالميًا، وفق ما قاله لعنب بلدي.
وقال أحمد الدرويش لعنب بلدي، الذي تخرج في كلية التربية من فرع الجامعة في عفرين قبل أيام، إن خيارات العمل هي التحدي الأكبر للخريج من الجامعة، فالأوضاع الاقتصادية الصعبة في الشمال السوري تجعل من فرص العمل قليلة، وخصوصًا مهنة التعليم.
وأوضح أحمد أن خيارات خريجي التربية، إما للعمل كمعلمين ومرشدين نفسيين في المدارس، وإما في قطاع الدعم النفسي بالمنظمات الإنسانية، التي بالتأكيد لن تستوعب الأعداد الكبيرة من الخريجي من مختلف الجامعات، حسب قوله.
وأضاف أن على الخريج أن يطور نفسه في اختصاصه، وأن يكتسب الخبرة الضرورية لتأهيله للدخول بسوق العمل، لزيادة فرصته للحصول على وظيفة، وهي ضرورية له، ولو اكتسبها عن طريق التطوع.
وأشار إلى أن كثيرًا من الطلاب يواجهون تحديات في مسيرتهم التعليمية، فمنهم أرباب أسر ولديهم عمل، فيصعب التوفيق بينه وبين الدراسة، مضيفًا أنه رغم شهادة الجامعة المعترف بها دوليًا، فإن نظامها الجامعي جديد ومختلف عن الجامعات السورية.
وذكر أن نظامها فصلي قائم على نظام الأحرف (الكريدي) لكل مادة، ويوجد فيها عدة تعقيدات تجعل الطالب في حيرة ببداية مشواره في الجامعة، وكذلك فإن عدم وجود قيود للطالب بمجلس التعليم العالي التركي (YÖK)، يجعل مزاولته للمهنة صعبًا بالمستقبل في تركيا.
مشكلة تعديل الشهادة
يواجه طلاب كلية العلوم الإسلامية في جامعة “غازي عينتاب” بفرعها الموجود باعزاز، مشكلة في تعديل شهادتهم الثانوية (الدنكليك)، فهناك قرابة 50 طالبًا قد تخرجوا في الجامعة، ولم يتم تعديل شهاداتهم الثانوية من قبل مديرية التربية بتركيا، إذ إنه شرط لدخول الجامعات التركية.
قال الطالب نائل قرندل الذي تخرج في كلية الدراسات الإسلامية باعزاز لعنب بلدي، توجد شهادات صادرة عن المجالس المحلية في اعزاز والباب وعفرين ولا تحتاج إلى تعديل، وشهادات صادرة عن “الائتلاف” والنظام التي تحتاج إلى تعديل من قبل التربية التركية، وهذا شرط لمنح شهادة التخرج من الجامعة الأم في تركيا، مشيرًا إلى أن أوراق الطلاب منذ سبعة أشهر لدى مدير التربية بمدينة كلّس التركية، ولم يتلقوا ردًا بتعديل شهاداتهم الثانوية.
ونوه نائل إلى أن هذه المشكلة فقط في فرع الجامعة باعزاز وبعض الطلاب في المعاهد بجرابلس، أما بقية طلاب الفروع الأخرى في الباب وعفرين، فقد تم تعديل شهادتهم الثانوية، وأن الطلاب في اعزاز أصروا على تعديل الشهادات، لأن الاعتراف التركي بالشهادة هو أهم ما في الدراسة بالجامعة.
وتواجه معظم الجامعات الموجودة شمال غربي سوريا صعوبة في الحصول على اعتراف دولي بها، ورغم وجود “بروتوكولات” تعاون بينها وبين جامعات تركية وعربية وأجنبية، فإنها لم ترقَ لدرجة الاعتراف بشهادات الخريجين منها.
اقرأ أيضًا: جامعيات إدلب.. الظروف الاقتصادية تتحكّم بالخيارات
–