تردي الخدمات ينعكس على طلاب الجامعات بمناطق سيطرة النظام

camera iconانطلقت الامتحانات الجامعية في مناطق سيطرة النظام - 15 من تموز 2023 (جامعة البعث/فيس بوك)

tag icon ع ع ع

حمص – عروة المنذر

بداية تموز الحالي، انطلقت الامتحانات الجامعية في مناطق سيطرة النظام، وسط تراجع حاد في المستوى الخدمي الذي ينعكس على مختلف مفاصل الحياة للطالب، كانقطاعات طويلة للتيار الكهربائي، وعودة أزمة النقل بين المحافظات والمواصلات الداخلية في المحافظة نفسها، ما ضاعف الأعباء على الطلاب.

كما ارتفعت أسعار المحاضرات والطباعة إلى الضعف مع تخطي الليرة السورية حاجز عشرة آلاف ليرة مقابل الدولار الواحد.

ورغم لجوء الطلاب على مدار سنوات للسكن الجامعي، فإن انعدام الخدمات وتردي حالة السكن من العوامل التي أخرجته من حسابات الطالب، ما فاقم الأعباء الامتحانية وعزز صعوبة تخطي الامتحانات بنجاح لدى بعض الطلاب.

المواصلات تهدر الوقت

تعاني مناطق سيطرة النظام أزمة مواصلات مزمنة، ترتفع وتيرتها مع بداية الامتحانات الجامعية في كل عام، بسبب ازدحام الطلاب الخاضعين للامتحانات بشكل متزامن، ما يجبر الطلاب على السفر من أماكن إقامتهم إلى الجامعات قبل يوم من موعد الامتحان.

خالد الأحمد، طالب من محافظة حمص، يدرس في كلية هندسة العمارة بجامعة “دمشق”، قال لعنب بلدي، إنه يضطر للسفر إلى دمشق قبل موعد الامتحان بيوم على الأقل، كما يضطر للسفر وقوفًا في الباص لقلة حافلات النقل بين المحافظات.

يضطر الشاب للمبيت عند أقاربه أو في فندق يتقاضى ما لا يقل عن 75 ألف ليرة، والهدف ضمان وصوله إلى الامتحان في الوقت المحدد، ما ينعكس ارتفاعًا مرهقًا في تكاليف الدراسة.

السكن الجامعي بديل غير مجدٍ

أمام ميزة قربه من مباني الكليات الجامعية، يفتقر سكن الجامعات الحكومية في سوريا إلى الخدمات الأساسية بالمجمل، إلى جانب تردي حالة الأبنية، وما يحصل عليه الطالب مطلع العام الدراسي من “أثاث” قديم ومتهالك، بعد التوقيع على تعهد خطي بإعادته نهاية العام.

وإلى جانب هذا النوع من المشكلات، فحالة الكهرباء في مناطق سيطرة النظام أثرت على السكن الجامعي وقدرة الطلاب على الدراسة، بسبب ساعات القطع الطويلة التي يواجهونها بشكل يومي.

مناف العزو، طالب يدرس في كلية طب الأسنان، ويقيم في سكن المدينة الجامعية بحماة، قال لعنب بلدي، إن التغذية الكهربائية تراجعت هذا العام، وأصبح السكن الجامعي يعامَل معاملة الأحياء السكنية العادية مع فوارق بسيطة في عدد ساعات التغذية التي لا تتجاوز ست ساعات كل 24 ساعة.

أضاف الشاب أن انقطاع التيار الكهربائي رافقه انقطاع في مياه الشرب، كون المضخات تعمل على الكهرباء، ما فاقم وضع السكن الجامعي قياسًا بالعام الماضي، وجعل طلاب المحافظات القريبة يفضّلون السكن مع عائلاتهم وأقاربهم، والاستغناء عن السكن الجامعي.

وأشار الطالب إلى أن الخدمات في العام الماضي كانت أفضل مقارنة بالعام الحالي، إذ لم تكن تتجاوز ساعات القطع خمس ساعات مقابل 19 ساعة وصل، ولم تكن المياه تنقطع بسبب توفر التيار الكهربائي بشكل شبه دائم.

 أسعار المحاضرات “تحلّق”

سجلت أسعار المحاضرات ارتفاعا كبيرًا مع انخفاض متواصل بقيمة الليرة مقابل الدولار، حيث ارتفعت أجرة طباعة الورقة الواحدة من 100 إلى 175 ليرة لكل ورقة، ما زاد الأعباء المادية على الطلاب، على اعتبار أن المقرر الدراسي يصدر بمعظمه عبر محاضرات منفصلة، أو مقرر كامل قد يكون كتابًا غير متوفر يطبع بالطريقة ذاتها.

سهى المحمود، طالبة في جامعة “البعث”، قالت لعنب بلدي، إن المقرر الذي كان سعره عشرة آلاف تجاوز سعره 17 ألفًا و500 ليرة، وحصلت هذه الزيادة مع بداية الامتحانات لتزيد تكاليف الدراسة على الطلاب، وفق رأيها.

متعهد إحدى المكتبات الجامعية في جامعة “البعث”، رفض الكشف عن اسمه لاعتبارات أمنية، قال لعنب بلدي، إن انخفاض قيمة الليرة تسبب في رفع أسعار طباعة الأوراق، إذ ارتفع سعر “ماعون الورق” قرابة الضعف، وارتفعت تكاليف صيانة الطابعات وقطع غيارها مع انخفاض قيمة العملة، ما دفع لرفع الأجور في سبيل تغطية الزيادة، موضحًا أن هامش الربح لم يتأثر كثيرًا رغم رفع الأسعار.

وفي كانون الأول 2022، أعلن نائب رئيس جامعة “دمشق” للشؤون الإدارية، محمد تركو، بدء تنفيذ مشروع المكتبة الإلكترونية، وتوفير الكتاب الجامعي الإلكتروني في أكثر من 20 كلية بالجامعة، إلى جانب المعاهد.

تهدف هذه الخطوة، وفق ما ذكره تركو، لـ”تخفيف التكاليف على الطالب”، والحد من سوق الملخصات والمتاجرة بـ”النوت” المنتشرة في الأكشاك، والإسهام في وصول المادة العلمية للطالب بالسرعة الممكنة، بالإضافة إلى توفير تكاليف الطباعة والورق، لوجود كميات كتب كبيرة مخزنة وغير مباعة، لكن المشروع لم يعمم على كل الجامعات الحكومية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة