ارتفاع الحرارة يسبب أكثر من 100 حالة تسمم غذائي في إدلب

إصابة أطفال بتسمم غائي في مخيم "مرام" شمالي إدلب- 15 من تموز 2023 (الدفاع المدني السوري/ فيس بوك)

camera iconإصابة أطفال بتسمم غذائي في مخيم "مرام" شمالي إدلب- 15 من تموز 2023 (الدفاع المدني السوري/ فيس بوك)

tag icon ع ع ع

شهدت مدينة إدلب شمالي سوريا حالات تسمم غذائي كثيرة مؤخرًا، أصابت الأهالي بسبب تناول الأطعمة الفاسدة، بفعل ارتفاع درجات الحرارة وسوء التخزين وعدم الاهتمام بالنظافة العامة.

معاون مدير “مديرية صحة إدلب”، الطبيب حسام قره محمد، قال لعنب بلدي، إن حالات التسمم الغذائي من تناول الأطعمة الفاسدة تقدّر بـ113 حالة.

وأرجع قره محمد ارتفاع معدل حالات التسمم الغذائي إلى ارتفاع درجات الحرارة وعدم الحفظ الجيد للأغذية، لافتًا إلى أن بعض الأطعمة العالية الحريرات والدسم تفسد أسرع من غيرها.

وأضاف الطبيب أن بعض الأماكن لا يتم تنظيفها بشكل جيد قبل البدء بالطهو أو تقديم الطعام، ما يؤدي إلى تكاثر الجراثيم والفيروسات بشكل كبير، ما يزيد من خطر التسمم.

وأوصت مديرية “صحة إدلب” بتجنب تناول الطعام المجهول المصدر أو الذي لم يتم التأكد من مدى عناية مصدره، وحذرت من التأخر في تناول الأطعمة، وتعريضها للشمس لمدة طويلة، خصوصًا اللحوم بأنواعها، وفق ما قاله قره محمد.

60 حالة تسمم من مطعمَين

مدير دائرة الصحة العامة في وزارة الصحة بحكومة “الإنقاذ”، الطبيب رياض المحمد، قال إن الوزارة سجلت حوالي 60 حالة تسمم غذائي ناتجة عن تناول وجبات جاهزة من مطعمَين مختلفَين خلال تموز الحالي.

وأوضح الطبيب في تصريح لعنب بلدي، أن جهاز الرقابة التموينية بالتعاون مع وزارة الصحة يجري جولات رقابية على محال بيع اللحوم وإعداد الأطعمة لضرورة الالتزام بالنظافة والمعايير الصحية وحفظ الأغذية.

وعن إرشادات وتوجيهات وزارة الصحة، أوصت بعدم تناول الطعام خارج المنزل، وفي حال الضرورة يجب أن يكون الطعام من مطعم ملتزم بتطبيق المعايير الصحية، بالإضافة إلى غسل اليدين قبل إعداد الطعام وبعده وقبل تناوله.

وأوصت الوزارة بغسل أدوات المطبخ بشكل جيد بعد الانتهاء من تحضير الطعام، وعدم تناول الخضراوات والفواكه إلا بعد غسلها جيدًا، وعدم ترك الطعام أكثر من ساعتين في درجة حرارة الغرفة ويجب نقله إلى الثلاجة، وطهو الطعام بشكل جيد، والانتباه إلى تاريخ انتهاء الصلاحية على الأطعمة المعلبة.

ولفت الطبيب رياض المحمد إلى الحذر عند تناول بعض الأغذية في فصل الصيف، مثل “المايونيز” والأغذية المعلبة واللحوم والحليب التي تفسد خلال 12 ساعة دون تبريد.

أسباب التسمم وأعراضه

سوء تخزين الأطعمة وعدم حفظها في الثلاجات وأجهزة التبريد خلال أيام الصيف يحفز نمو الجراثيم والفيروسات المسببة للتسمم الغذائي.

اختصاصي الأمراض الداخلية والهضمية الطبيب محمود شحم، قال لعنب بلدي، إن للتسمم الغذائي عدة أسباب، أكثرها شيوعًا الأسباب الجرثومية الناشئة عن تكاثر الجراثيم على الأطعمة بفعل ارتفاع درجات الحرارة، ثم الطفيليات الفيروسات العضويات التي تنمو على الأطعمة.

خالد السويد طبيب اختصاصي أمراض داخلية وأمراض هضمية، أوضح لعنب بلدي أن أبرز أعراض التسمم الغذائي هي الألم البطني والقيء والإسهال بأنواعه، ومن الممكن أن يرافقها ترفع حروري في الجسم وصداع وآلام عضلية وآلام مفصلية.

وتتركز الخطورة، بحسب الطبيب السويد، في حدوث التجفاف، والإصابة بحالة من الوهن والتخليط الذهني والشعور الشديد بالعطش التي تستدعي الإسعاف إلى أقرب مستشفى والعلاج الوريدي بالسيرومات والأدوية الأخرى.

الطبيب محمود شحم لفت إلى خطورة هذه الأعراض بأنها تتسبب بصدمة نقص حجم، كالإسهال الذي يتطور إلى تجفاف ناجم، والذي بدوره يسبب نقص حجم داخل الأوعية، وهو العامل الخطر بالنسبة للتسمم الغذائي.

علاج التسمم الغذائي

وعن العلاج قال السويد، إن الأهم هو تشخيص التسمم الغذائي من قبل طبيب مختص والانتباه الشديد إلى العلامات الحيوية، وملاحظة التجفاف أو نقص حجم الأوردة، وضرورة تعويض هذه السوائل لدى المرضى.

أما المرحلة الثانية من العلاج فهي التغطية بـ”الصابات” الجيدة، وإعطاء المرضى “صابات” من أجل التخلص من العضويات التي سببت التسمم الغذائي، والالتزام بالحمية والابتعاد عن الخضار والفواكه والأرز المسلوق، والاستمرار على الحمية لزوال الأعراض بشكل كامل.

وتتكرر حوادث التسمم الغذائي سواء داخل المدن أو داخل المخيمات وخاصة مع ارتفاع درجات الحرارة.

وشهدت المخيمات عشرات حالات التسمم، معظمها ناتج عن فساد وجبات الإفطار الجاهزة التي تم توزيعها على المخيمات من قبل بعض المؤسسات الإغاثية، بسبب طبخها وتغليفها مبكرًا وعدم تبريدها، أو توزيعها بشاحنات غير مبرّدة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة