أسعار الفروج مرتفعة في رأس العين.. المداجن مغلقة ومتهالكة
تشهد أسعار الفروج الحي ارتفاعًا في مدينة رأس العين شمال غربي الحسكة مقارنة بمعظم مناطق الشمال السوري، الأمر الذي جعل السلعة غائبة عن موائد معظم سكان المدينة.
ويتجاوز سعر الفروج الحي في رأس العين 60 ليرة تركية، ويبلغ في مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي نحو 43 ليرة، رغم أن المدينتين ضمن مناطق سيطرة “الحكومة السورية المؤقتة” (يقابل الدولار 27 ليرة تركية بحسب موقع “Doviz” المتخصص بأسعار العملات).
ويعود ارتفاع السعر إلى عدة أسباب، أبرزها عدم وجود مداجن في رأس العين، ما يجعل عملية توريد الفروج صعبة وتكلفة إضافية على المستهلك.
واشتكى عدد من سكان رأس العين في حديثهم لعنب بلدي من عدم قدرتهم على شراء الفروج، وأوضح بعضهم أنه لا يشتريه إلا في حالة وجود ضيوف وزائرين، كحالة بشار البشو أحد قاطني المدينة.
ويضطر التجار إلى استيراد الفروج من تركيا عن طريق معبر “تل أبيض” الواقع على بعد حوالي 120 كيلومترًا من رأس العين، ما يزيد من تكلفة النقل والتوزيع وينعكس بشكل مباشر على الأسعار النهائية للفروج في الأسواق المحلية.
مداجن تحتاج إلى تأهيل
مالك الفواز (41 عامًا) صاحب مدجنة سابقًا، قال لعنب بلدي إن منطقة رأس العين محاصرة ومحدودة بمناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) وبالحدود التركية، ما يؤثر سلبًا على قطاع الثروة الحيوانية ككل وتربية الدواجن خاصة.
وأوضح مالك أن أكثر من 80% من مداجن رأس العين تعرضت للدمار، نتيجة التوترات والعمليات العسكرية التي شهدتها المنطقة.
وذكر أن التحديات التي تواجه أصحاب المداجن كثيرة منها، قلة الإعلاف المخصصة لفروخ الدجاج (الصيصان)، لافتًا إلى أن توفير الأعلاف الملائمة يعد أمرًا حيويًا لضمان صحة ونمو الطيور، كما أن فتح وإدارة المداجن يتطلب تكاليف عالية من بنية تحتية وتجهيزات وتشغيل.
الطبيب البيطري باسل كميان قال لعنب بلدي إن السبب الرئيس وراء ارتفاع أسعار الفروج هو عدم وجود مفاقس للبيض ومداجن في الوقت الحالي، وندرة المواد العلفية المخصصة للدجاج.
وبحسب اطلاعه، أشار الطبيب إلى أن أكثر من 40 مدجنة كانت تعمل سابقًا في رأس العين باتت حاليًا خارج الخدمة، وتحتاج إلى إعادة بناء شبه كامل، وقد يتطلب تشغيلها قدرات مهنية عالية وتكاليف مالية باهظة.
بدوره قال، نائب مدير الرقابة والتموين في المجلس المحلي لرأس العين محمد القاضي، لعنب بلدي، إن الأسباب الرئيسة وراء ارتفاع أسعار الفروج هي طبيعة المنطقة “المحاصرة جغرافيًا” وغياب المداجن، والاعتماد على واردات الفروج من تركيا.
وأضاف القاضي أن مديرية التموين، تنفذ جولات دائمة على الأسواق لمراقبة الأسعار وضمان التزام التجار بالتسعير المناسب ومع ذلك، تعاني المديرية من تقلبات في أسعار الصرف والتعامل بالليرة السورية، إذ لا تزال العملة موجودة في المنطقة.
وأوضح القاضي أن المداجن بحاجة إلى تأهيل كامل، وأعدادها كبيرة لا يقدر المجلس المحلي أن يتحملها، ويسعى للتواصل مع كل الجهات لإيجاد حلول سريعة وفعالة ضمن الإمكانيات المتوفرة.
وتدير “الحكومة السورية المؤقتة” مدينتي رأس العين وتل أبيض عبر مجالس محلية، بعد أن سيطر “الجيش الوطني السوري” مدعومًا من تركيا عليهما عقب معركة عملية “نبع السلام” التي أطلقتها تركيا ضد “قسد” عام 2019.
اقرأ ايضًا: الأنفاق العسكرية تضر بالبنى التحتية في رأس العين
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :