البطيخ بلا طعم في إدلب.. ما علاقة القرع والهرمونات

camera iconمحل لبيع البطيخ في بلدة سرمين إدلب شمالي سوريا - 19 تموز 2023 (عنب بلدي/ شمس الدين مطعون)

tag icon ع ع ع

رغم انخفاض سعر فاكهة البطيخ الأحمر أو ما يعرف في محافظة إدلب بـ”الجبس” مقارنة بأصناف أخرى، لا تشهد إقبالًا كبيرًا على شرائها كما في مواسم سابقة.

وفي فصل الصيف ترتفع درجة حرارة الجسم ويفقد الكثير من الماء، لذلك يقبل الناس على تناول البطيخ للحفاظ على رطوبة الجسم حيث أنه يحتوي على الماء بنسبة 92% من وزنه.

بطيخ بلا طعم

مهند قاق من سكان إدلب قال لعنب بلدي، إنه في كل مرة يشتري فيها بطيخة يحرص أن تكون كبيرة الحجم، ويدق عليها كما جرت العادة، ليسمع “رنتها”، إلا إنه لم يوفق باختيار أي بطيخة ناضجة بشكل كامل منذ بداية الموسم.

وعبر مهند عن استيائه، “أحيانًا تكون بيضاء وأحيانًا أخرى حمراء دون طعم، ويظهر فيها لون أصفر أو تكون طرية غير صالحة للأكل”.

قرر مهند وغيره العشرات العزوف عن شراء مادة البطيخ واستبدالها بصنف فواكه يمكن تفحصه وتذوقه قبل شرائه كالمشمش مثلًا.

ويتراوح سعر كيلو البطيخ في أسواق إدلب بين ليرة ونصف إلى ثلاث ليرات ونصف تركية، وفقًا لجودة الصنف وحداثة مواقيت قطافه (يقابل الدولار 26.9 ليرة تركية بحسب سعر الصرف اليوم 20 من تموز).

مجد جمال بائع خضار وفواكه ببلدة سرمين شرقي إدلب قال لعنب بلدي، إن الإقبال على شراء البطيخ لهذا الموسم متجه نحو الانخفاض بسبب عدم جودة الصنف، حيث يقدر نسبة التراجع بفترة مكوث كمية البطيخ لديه، قائلًا، “في العام الماضي كل ثلاثة أيام كنت أستقدم طلبية جديدة للجبس، حاليًا كل أسبوع وأحيانًا حتى عشرة أيام”.

وأضاف جمال “عندما يسألني أحد الزبائن عن بطيخة جيدة، لا أعرف ماذا أختار له، حتى أنا أشعر بالحرج من كسرها أمامه”.

وخلال تواجد مراسل عنب بلدي لدى محل البائع، سأل ثلاثة زبائن عن بطيخة جيدة، واعتذر منهم الرجل بأنه لا يوجد لديه، رغم وجود العشرات إلى جانبه، وبرر جمال تصرفه بالقول، “لا أريد أن أخجل قدام زبوني”.

أسباب تراجع الجودة

انتشرت منذ بداية موسم البطيخ لهذا العام ظاهرة على ثماره، وهي ظهور لون أصفر ضمن لب الثمرة، إضافة إلى قلة الحلاوة ورداءة الطعم، ما أثار موجة من ردود الفعل لدى الناس.

ويعتمد معظم مزارعي البطيخ الأحمر في محافظة إدلب على تطعيم الشتول بحيث يطعّم شتل البطيخ الأحمر على أصول من شتول القرع وهذه الطريقة معروفة ومنتشرة منذ نحو عقد من الزمن.

المهندس الزراعي عبد الوهاب العلي قال لعنب بلدي، إن المزارعين يلجؤون لهذه العملية كونها تزيد من مقاومة النباتات للأمراض الفطرية والفيروسية كما تساعد في الحصول على إنتاج وفير.

وحول موضوع الهرمون، أوضح العلي أن غالبية الناس يظنون بأن رداءة طعم البطيخ وتصبغ لبّه باللون الأصفر ناتج عن الهرمون، بينما في الحقيقة تسبب به مرض بكتيري يدعى “ايروينيا”، وقد لوحظ انتشاره على أغلب أصناف البطيخ التي جرى تطعيمها على نباتات القرع مع وجود تفاوت في نسبة الإصابة من صنف لآخر.

ويرى العلي أن أدوات التطعيم ساعدت في انتشار المرض، كما أن تعرض نباتات البطيخ الأحمر للعطش، أدى الى زيادة نسبة الإصابة أيضًا.

وأضاف أن جميع النباتات تحتاج إلى الأسمدة خلال مراحل حياتها ولكن بشكل علمي ومدروس.

ويضيف بعض المزارعين الأسمدة، وخاصة سماد النترات بكميات كبيرة بغية الحصول على زيادة في الإنتاج، مما يسبب في زيادة تركيز النترات في الثمار، وإصابة من يتناولها بالإسهال والتلبك معوي، وفق المهندس الزراعي.

وتختلف أعراض الهرمون عن المرض الفيروسي على الثمار من خلال ظهور فراغ أو تجويف في لب الثمرة بالإضافة إلى تحول لحمة الثمرة إلى شكل يشبه الفلين.

موسم البطيخ في بلدة سرمين إدلب شمالي سوريا – 19 تموز 2023 (عنب بلدي/ شمس الدين مطعون)

زراعة البطيخ

تتركز زراعة البطيخ بشكل أساسي بمناطق ريف حماة الشمالي وريف إدلب الشرقي، إضافة لريف حلب الجنوبي والغربي.

ومع تقدم قوات النظام لتلك المناطق اقتصرت أماكن زراعته على مناطق من ريف إدلب الشمالي وريف حلب الغربي، ومنطقة سهل الروج.

ويميز المزارع صالح قصاص لعنب بلدي، طريقتين لزراعة البطيخ (الجبس)، تعتمد الأولى على الأنفاق التي توضع فيها الشتلات في آذار، وتستلزم عناية خاصة كما أنها تتأثر جدًا بالعوامل الجوية كالصقيع والسيول لذلك تعتبر مكلفة.

وبحسب صالح، تعتمد هذه الطريقة على جودة البذور المستخدمة في الشتلات لتعطي محصولًا وفيرًا وكامل النضج، ليجنى المحصول مع مطلع أيار.

الطريقة الثانية والتي تدعى “البطيخ الشمسي”، تبدأ زراعتها في أيار، ويجنى في نهاية حزيران، وبهذه الطريقة يعتمد المزارع على طريقة تطعيم القرع ليصبح بطيخًا، وذلك للحصول على موسم وفير، وتتميز هذه الطريقة بإنتاج ثمار كبيرة الحجم في وقت قصير، لكن ذلك يؤثر على جودة الصنف، وفق صالح.

ويمكن الحصول على ثمار جيدة في كلتا الطريقتين، وذلك بالاعتماد على بذور ذات صنف جيد، مع الري بكميات وفيرة واستخدام الأسمدة الضرورية بكميات مدروسة.

بائع بطيخ يحمل بطيخة في بلدة سرمين إدلب شمالي سوريا – 19 تموز 2023 (عنب بلدي/ شمس الدين مطعون)




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة