بتوقيت نون النسوة.. مونديال السيدات

tag icon ع ع ع

عروة قنواتي

يا لجمال كرة القدم، ويا لسحرها عالميًا. وسط درجات الحرارة العالية، وفي فترة انقطاع الدوريات الأوروبية والعالمية قبل بداية الموسم الجديد، بشقيها الرجالي والنسائي، كرة القدم جميلة يا سادة، وخصوصًا عندما تحمل عنوان المونديال، وعلى هامش مونديال السيدات 2023 بضيافة نيوزيلندا وأستراليا أقول، نون النسوة في كرة القدم تستحق المتابعة والتقدير والاحترام.

وحتى لا ندخل في باب التزلف والتقديس والتعظيم لكرة القدم النسائية، وحتى تكون الجملة واضحة وصريحة في كل مقام، لا يزال الطريق طويلًا ومتعبًا وشاقًا لمساواة كرة القدم النسائية بالرجال. ليس من باب الاستخفاف “لا سمح الله”، أبدًا، فالعطاء والتقدم النسوي بكرة القدم واضح، والجهد المبذول عظيم فعلًا، وخلال 32 عامًا من تسع نسخ مونديالية وعديد من البطولات الدولية والقارية وبطولات الأندية الكبرى، مع طواقم تحكيم نسائية مهمة دخلت ميدان مونديال الرجال أيضًا وكان الحضور بارزًا في الدوحة 2022، وفي دوري أبطال أوروبا لعدة مواسم، تقدمت كرة القدم النسائية كثيرًا، وزادت مبالغ الجوائز والعائدات المالية، وبلغ الاحتراف مستوى طيبًا ومتقدمًا بما يلفت النظر على صعيد الأندية الكبرى، كبرشلونة وباريس سان جيرمان وأرسنال وليون.

أما لماذا الطريق ما زال طويلًا في الكفاح النسوي بكرة القدم للمساواة والتعادل مع الرجال، فلأن الأمر بحاجة إلى الاهتمام والرعاية أضعافًا مضاعفة، وهذا لا يقتصر فقط على جهود النسويات في الملاعب والتحكيم والاحتراف والتسجيل والحزن والفرح ورفع الألقاب والمنافسة أبدًا، إنما هو بحاجة إلى دعم الحكومات والاتحادات المحلية والصحافة والإعلام، والدعم الدولي ودعم الاتحادات القارية للعبة كرة القدم، لأن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) فعل كل ما بوسعه خلال ثلاثة عقود من الزمن، ولو بمواجهة الأخطاء والمطبات والعراقيل.

في المونديال الحالي وحتى الآن نشاهد مستويات جيدة وأرقامًا معقولة في المباريات، بل ونتائج صعبة وفوارق لا تكاد تكون كبيرة بين المنتخبات مع أحقية وترشيح المنتخبات المعروفة والقوية لحمل اللقب كمنتخب الولايات المتحدة الأمريكية ومنتخب اليابان والمنتخب الألماني، لكن المنتخب النرويجي للسيدات خسر أيضًا وهو من لائحة شرف البطولة كحامل للقب في العام 1995، وهذا يعني أن المونديال يقام وسط جاهزية واستعداد لأغلب المنتخبات في البطولة إن كانت بمشاركات كبيرة أو بأول وصول للمونديال.

سيدات المغرب ومع أول إشراقة لهن موندياليًا على مستوى المنتخبات العربية، يُنتظر منهن تقديم المستوى الطيب بحسب احترافية وتحضير المنتخبات المغربية كرويًا وبمختلف الفئات العمرية وللجنسين في السنوات الأخيرة، مع أن المجموعة التي وقعت بها سيدات منتخب المغرب قوية جدًا وصعبة المواجهة مع سيدات ألمانيا وكولومبيا وكوريا الجنوبية، وبالتأكيد ليس مطلوبًا من سيدات المغرب اقتحام الإقصائيات والوصول فورًا للمباراة النهائية أو لدور الأربعة في هذا المونديال، ولكن الأفضل والأصح هو تثبت الأقدام والهوية من أجل المشاركات المقبلة والتحديات المستقبلية.

متابعة طيبة لمن يترقب ويشاهد كرة القدم النسائية، فالمونديال الحالي (2023) يضرب جرس الإنذار لمنعطف كبير في قدرة وقوة المنافسة وتسجيل النتائج وتصدير النجمات الدوليات إلى الشهرة وساحات الإعلام الكبرى، المنعطف الذي إن حصد أولى الثمار، فإن الثمرة ستكون زيادة المتابعة الجماهيرية والتعاطف والتشجيع لنون النسوة كرويًا، والإيمان بقدرتهن على خلق المنافسة وتحقيق الألقاب وفرض الهوية كما الرجال في المستقبل.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة