الحر يحفز العقارب.. “الدفاع المدني” يحذّر وينشر الإرشادات

"الدفاع المدني السوري" أطلق حملة للتوعية بمخاطر انتشار العقارب، تضمنت ملصقات نشرت في مناطق مختلفة، إلى جانب تعليمات لإسعاف متلقي اللدغة- 16 من تموز 2023 (الدفاع المدني السوري/ فيس بوك)

camera icon"الدفاع المدني السوري" أطلق حملة للتوعية بمخاطر انتشار العقارب، تضمنت ملصقات نشرت في مناطق مختلفة، إلى جانب تعليمات لإسعاف متلقي اللدغة- 16 من تموز 2023 (الدفاع المدني السوري/ فيس بوك)

tag icon ع ع ع

تنثر السيدة نور كشاح (54 عامًا) بقايا رماد حول جدران منزلها في بلدة الفوعة بريف إدلب، في محاولة منها لإبعاد العقارب التي تداهم المنزل بشكل متكرر، لا سيما مع ارتفاع درجات الحرارة شمال غربي سوريا.

وبات انتشار الحشرة السامة في مناطق شمال غربي سوريا، المكتظة بمخيمات النازحين، حالة تثير قلق السكان مع استمرار درجات الحرارة بالتغير صعودًا منذ مطلع تموز الحالي.

نور قالت لعنب بلدي إنها أحصت خلال أسبوعين أكثر من 20 عقربًا في أماكن متفرقة من محيط منزلها، تراوحت أحجامهم بين الصغير والمتوسط.

موضحة أن العقارب تجد في زوايا المنازل القديمة، أو التي دُمرت بعض أجزائها ورُممت بالطين والحجارة، مكانًا للتكاثر والعيش.

الدفاع المدني السوري” أطلق من جانبه حملة للتوعية بمخاطر انتشار العقارب، تضمنت ملصقات نشرت في مناطق مختلفة، إلى جانب تعليمات نشرها عبر معرّفاته الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي.

اللدغات ترتفع

المتطوع في “الدفاع المدني” فيصل المحمد، قال لعنب بلدي إنه منذ مطلع العام الحالي قدمت فرق “الدفاع” 159 جلسة توعية حول لدغات العقارب والأفاعي في مناطق ومخيمات شمال غربي سوريا، وبلغ عدد المستفيدين من هذه الجلسات أكثر من 2165 مدنيًا، بينهم 655 طفلًا، و1115 امرأة.

وأضاف أن الحملة التوعوية انطلقت نتيجة ارتفاع عدد حالات لدغ الحشرات السامة في المنطقة، التي زاد نشاطها مؤخرًا مع ارتفاع درجة الحرارة.

وأضاف أن الحالة الجوية أثارت نشاط العقارب في الأماكن الرطبة كمحيط المنازل، والمناطق السكنية كالمخيمات، وبالتالي فإن عدد حالات اللدغ ارتفع مؤخرًا.

المتطوع أضاف لعنب بلدي أن فرق “الدفاع المدني” استجابت لحالتي لدغ مؤخرًا، أحدها لطفلة في بلدة الحميرة في ريف جرابلس، تبعتها بأيام حالة لدغ أخرى لرجل وزوجته في قرية الغندرين بريف جرابلس أيضًا.

آثار اللدغات

تسبب لدغة العقرب آلمًا شديدًا حول المنطقة المصابة، كما يمكن أن تكون مهددة للحياة، لذلك من الضروري طلب الرعاية الطبية عند التعرض للدغة العقرب، تجنبًا للتأثيرات الضارة.

ومن أبرز الأعراض التي تظهر على المصاب الشعور بالخدر في جميع أنحاء الجسم، وصعوبة بالتنفس والبلع، وتشنج في العضلات، وتشوش بالرؤية مع ارتفاع درجة الحرارة، وغثيان، وأرق.

مالك المحمد من سكان الفوعة قال لعنب بلدي، إن زوجته تعرضت للدغة عقرب منذ أسبوعين تقريبًا، وبقيت لأيام تعاني من أعراضها، إذ أصابتها حمى شديدة.

وأضاف أن اللدغة لم تكن بالتأثير المعروف نفسه للدغات العقارب، إذ كان العقرب الذي لدغها صغيرًا، فاختفت أعراضها بعد عدة أيام.

ويلجأ بعض السكان في إدلب للطرق التقليدية لإبعاد العقارب عن منازلهم، من خلال استخدام مادة القطران ذات الرائحة الطاردة للزواحف والحشرات بما فيها العقارب، أو وضع الثّوم في زوايا المنزل، أو كميات من الزيوت، مثل زيت الشيح.

ودعا “الدفاع المدني” من جانبه الأهالي للانتباه من الأفاعي والعقارب التي تلجأ مع ارتفاع درجات الحرارة إلى الأماكن الرطبة في المنازل والخيام، مذكرًا بضرورة إبعاد القمامة عن التجمعات السكنية، والحفاظ على نظافة المنازل والخيام وتنظيف ما حولها باستمرار، لمنع انتشار الزواحف والحشرات.

وعبر المراكز الطبية المنتشرة في شمال غربي سوريا، نشر “الدفاع المدني” تحذيراته ضد لدغات العقارب، مبينًا أعراضها، وطرق الإسعاف الأولي لمساعدة المصاب قبل نقله إلى مركز طبي لتلقي المصل الخاص بلدغة العقرب، وهو ما توفره المراكز الطبية بشكل مجاني بمحافظة إدلب.

وعند إصابة شخص ما بلدغة عقرب يجب طمأنة المصاب ومحاولة إبقائه هادئًا، والعمل على إزالة ذنب العقرب إن وجد باستخدام جسم مسطح وليس حادًا، مع مراعاة عدم استخدام ملقط، لأنه يتسبب بالضغط على مكان الإصابة ودفع السم إلى الدم داخل الجسم، بحسب “الدفاع المدني”.

كما أوصى “الدفاع” في تحذيراته بغسل مكان الإصابة بالماء والصابون، وإزالة الخواتم والساعة والحلي من مكان الإصابة، لاحتمال تورمه.

ويمكن استخدام رباط قماشي (شاش) أعلى المكان، مع مراعاة ربطه بخفة بحيث يغلق الوريد فقط وليس الشريان، لتفادي إحداث قصور في الإمداد الدموي لأجزاء أسفل مكان الإصابة.

وبحسب تعليمات “الدفاع المدني” يجب وضع ثلج ملفوف بالقماش على مكان الإصابة لمدة عشر دقائق، ثم إزالته لعشر دقائق أخرى وتكرار العملية لتفادي حدوث تورم بمكان الإصابة ولتقليل إفراز السم في الدورة الدموية، وعدم استخدام أي مسكنات إلا بعد استشارة الطبيب.


شارك في إعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي في إدلب شمس الدين مطعون.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة