معرض الكتاب في إدلب 2023.. حضور متزايد يقابله تراجع في الشراء

tag icon ع ع ع

في 27 من تموز الماضي، انطلقت فعاليات معرض الكتاب بنسخته الثانية لعام 2023 في مدينة إدلب شمال غربي سوريا، واستمر حتى 5 من آب الحالي، بمشاركة 33 دار للطباعة والنشر منها من خارج الشمال السوري، و70 ألف نسخة كتاب.

أقيم على هامش المؤتمر ندوات تثقيفية بعناوين متعددة، منها دور الشباب في التغيير ودور المرأة في المجتمع وإدارة الحياة، وحفلات توقيع كتب لمؤلفات فكرية وأدبية، في ظل غياب واضح للأعمال الفنية والتشكيلية التي تضمنتها نسخة المعرض من العام الماضي.

وبحسب إحصائيات نشرها الموقع الرسمي لـ”معرض إدلب للكتاب”، بلغ عدد زوار المعرض 26948 زائرًا، وشهد المعرض نحو 22 فعالية ثقافية متنوعة مع شخصيات متعددة.

وحقق المعرض عدد مبيعات وصل إلى 15077 كتابًا من مختلف العناوين، وحازت دور النشر التالية على المرتبة الأولى في المبيعات “دار عالمي لكتب الأطفال والوسائل التعليمية”، “دار نقش للطباعة والنشر والتوزيع”، “دار الرموز العربية للنشر والتوزيع”.

ومن بين الأكثر الكتب مبيعًا جاء في المرتبة الأولى كتاب “التحفة السنية” وكتاب “البلاء الشديد والميلاد الجديد” وكتاب “لله نمضي”، ومن بين كتب تعليم الأطفال جاء في مقدمة  المبيعات “سلسلة التربية والسلوك”.

تنوع في الكتب.. حضور كثيف

الدكتور جوهر مشتاق، أستاذ في جامعة إدلب، يدرس مادة الكيمياء الحيوية وباحث بأمراض القلب والسرطان، حمله شغفه بالقراءة لحضور المعرض، بحثًا عن كتب كلاسيكية وقديمة، وفق ما قال لعنب بلدي، مبديًا إعجابه بكثافة الحضور غير المتوقعة، لاعتقاده بهجرة المواطنين للقراءة والاعتماد على الكتب والمؤلفات الرقمية المنشورة على شبكات الانترنت.

وأشار مشتاق، إلى وجود تنوع في الكتب المعروضة، إذ تنتشر العديد من الكتب الطبية المترجمة للغة العربية.

الخمسيني، محمود حلاق، مواطن مهجر يقيم في إدلب، زار المعرض مع أولاده، لاقتناء الكتب، قال لعنب بلدي، إن أولاده يحبون قراءة الكتب والروايات الأدبية، كما يحاول تشجعيهم على قراءة الكتب الفكرية التي تنمي لديهم مهاراتهم.

وحول أسعار الكتب المعروضة، قال محمود إن متوسط أسعار الكتب المتعلقة بالتاريخ المعاصر يصل لنحو 400 ليرة تركية (15 دولارًا أمريكيًا)، معتبرًا أن الأسعار أثرت بشكل كبير على نسبة الإقبال على الشراء، ما جعل البعض يختار عناوين بعض الكتب لقراءتها إلكترونيًا لاحقًا، أو طباعة الكتاب على حسابهم لتوفير بعض النقود.

من خارج الشمال

مدير دار “الثقافة والمعارف”، عادل حديدي، قال لعنب بلدي، إن المعرض ضم 16 بابًا من العناوين المتنوعة من الكتب المتخصصة، أبرزها القرآن وعلومه، اللغة، الأدب، التنمية البشرية، قصص الأطفال، الفقه، الطب، الروايات، التاريخ، السير النبوية، السلوك، الفكر والسياسة، الفلسفة، وغيرها.

ووفق حديدي، بلغ عدد نسخ الكتب الموجودة في المعرض 70 ألف نسخة.

تشارك هذا العام 16 مكتبة ودار نشر من خارج سوريا قدمت من تركيا وبعض الدول الأوروبية مقارنة بمشاركة مكتبتين من تركيا في نسخة العام الماضي من المعرض.

باسل السالم، مدير دار “الفاتح للطباعة والنشر”، قال لعنب بلدي، إن هناك مشاركة لافتة لدور النشر الخارجية فمن أصل 33 دار نشر مشاركة في المعرض هذا العام 16 دار نشر قادمة من خارج الشمال السوري.

أما عن المبيعات اعتبر باسل السالم، أن المبيعات منخفضة جدًا هذا العام مقارنة بالعام الماضي، مرجعًا ذلك لأسباب عديدة أبرزها تراجع الحالة الاقتصادية للمواطنين وانخفاض سعر صرف الليرة التركية مقابل الدولار، ما أثر في قيمة الدخل وأسعار الكتب من جهة.

ومن بين المكتبات المشاركة هذا العام “دار المناهل للنشر” وهي مكتبة يقع مركزها الرئيسي في ألمانيا لها عدة فروع في أوروبا وتركيا أحضرت عدد من الكتب الأدبية الأوروبية المترجمة.

عبد الكريم الشيخ، مسؤول التسويق في “دار المناهل”، قال لعنب بلدي، إن هذه المشاركة الأولى للدار في المعرض، موضحًا أن محتواها تضمن عدد من سلاسل التربية والتعليم على الطرق الأوروبية المترجمة للأطفال لمساعدة المدارس الخاصة بتقوية مناهجها بما يتوافق مع المعايير الدولية الحديثة.

ولتنشيط الطلب على الكتب المترجمة دعت دار النشر فريقًا مؤلفًا من سبعة أشخاص مؤهلين لشرح والتعريف بالكتب المنشورة، وفق مسؤول التسويق، مؤكدًا أن الإقبال على الشراء ضعيف جدًا بسبب الأسعار.

وطالب عبد الكريم الشيخ، بضرورة تعاون منظمات المجتمع المدني والمنظمات الإنسانية لتوزيع قسائم شرائية لمساعدة الأهالي على اقتناء الكتب والعمل على التوازن في أنواع الكتب وعدم التركيز على الكتب الدينية أو التراثية فقط.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة