كلاب مسعورة تقتل المواشي في درعا.. البشر ليسوا بمأمن

camera iconتهدد الكلاب الضالة المواشي في ريف درعا الغربي 3 آب 2023 (حليم محمد \ عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

درعا – حليم محمد

يشهد ريف محافظة درعا الغربي، جنوبي سوريا، انتشارًا متزايدًا للكلاب الضالة التي تستهدف المواشي، متسببة بخسائر مادية كبيرة لأصحابها، إذ تدفعهم لقتلها ودفنها بعد إصابتها بالسعار خوفًا من انتقال العدوى لحيوانات أخرى، وسط غياب أي تحركات للبلدية من جهة، وعدم تقديم أدوية المعالجة من قبل حكومة النظام السوري من جهة ثانية.

أحمد (40 عامًا) من سكان بلدة الفوار، قال لعنب بلدي، إن الكلاب الشاردة تسببت بمقتل ثلاث أبقار في البلدة الأسبوع الماضي، ولم تتحرك البلدية للتخلص منها أو معالجتها.

وأضاف أن شبانًا من البلدة قتلوا كلابًا مسعورة، ويستهدفون أي كلب تظهر عليه علامات السعار في محيط بيوتهم، مشيرًا إلى أن هذه الكلاب تشكّل خطرًا كبيرًا على الحيوانات والسكان.

ويبلغ سعر البقرة ما بين 15 مليونًا و20 مليون ليرة سورية، ويزيد سعر الخروف على مليون ليرة، وتشكّل هذه المواشي مصدر رزق لمالكيها، بحسب أحمد.

سابقًا كان محمد (35 عامًا) يترك مواشيه المكوّنة من خمس أبقار وعشرة خراف تنام تحت الأشجار مع ارتفاع درجات الحرارة في الصيف، ومع تزايد حوادث تعرضها لعضات الكلاب المسعورة، بات يضطر لإدخال المواشي إلى الحظيرة وإقفال الباب عليها، خوفًا من استهدافها وتعرضها للسعار.

أحمد، مساعد طبيب بيطري فضّل عدم ذكر اسمه الكامل لأسباب أمنية، قال لعنب بلدي، إن الإصابات بـ”داء الكلب” تزايدت خلال أشهر الصيف، بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة، ويمكن تمييز سلوك الكلب المصاب من خلال عدد من الأعراض.

وتظهر لدى الكلب عدوانية زائدة مع تغير في صوت نباحه جراء تشنج الحنجرة، بالإضافة إلى الهيجان والذبول، مشيرًا إلى أن انتشار النفايات على جوانب الطرقات تجذب الكلاب، وتشكّل عاملًا إضافيًا للإصابة.

وتنتقل العدوى عبر لعاب الكلب المصاب، وتصيب الأبقار والأغنام والأرانب، فيما أشار مساعد الطبيب البيطري إلى عدم وجود مصل مضاد لحماية الحيوانات من الإصابة في درعا.

وتظهر على المواشي في حال إصابتها علامات الهيجان واحمرار العينين وضعف الشهية وسيلان اللعاب وتشنج البلعوم، وصعوبة البلع والتبول والتبرز، بحسب  مساعد الطبيب البيطري.

كيف نتعامل مع الإصابة للمواشي والإنسان؟

في حال أصيبت إحدى المواشي بعضة من كلب مصاب بالسعار، يجب التخلص منها ودفنها على عمق أربعة أمتار، لضمان عدم انتشار العدوى من جهة، وعدم تمكن الكلاب من نبش جثتها وانتقال العدوى إليها.

وفي حال تعرض أحد السكان لعضة كلب، يجب إسعافه إلى أقرب مركز صحي وإعطاؤه الأدوية اللازمة.
ومن أساسيات العلاج، بحسب الدكتور زياد محاميد، مدير مستوصف درعا البلد، غسل الجرح بالماء والصابون، ووضع المواد المعقمة عليه، ومن ثم إعطاء المريض المصل المضاد لداء الكلب.
وقال محاميد لعنب بلدي، إن المصل مفقود في المراكز الحكومية ومتوفر في الصيدليات الخاصة.
لا تحركات للبلدية

إحدى أبرز المشكلات التي تعترض المواطنين، غياب تحركات المجلس البلدي للتخلص من الكلاب الشاردة.

وليد (40 عامًا)، وهو من سكان بلدة تل شهاب، قال لعنب بلدي، إن التخلص من هذه الكلاب يقع على عاتق المجلس البلدي، محملًا الأخير مسؤولية تزايد حالات السعار بين الكلاب، لعدم ترحيل القمامة، والتراخي في إيجاد حل للكلاب الضالة التي أصبحت تشكّل هاجسًا لسكان المنطقة.

ولا يتوقف خطر الكلاب المصابة بالسعار على الحيوانات فقط، بل يمكنها مهاجمة البشر أيضًا.

يوسف (38 عامًا)، من سكان بلدة عموريا في ريف درعا الغربي، قال لعنب بلدي، إن ابنه تعرض لإصابة بليغة في وجهه، بسبب عضة كلب مسعور، وبعد إسعافه إلى المستوصف الصحي، اشترى على حسابه الشخصي لقاحات داء الكلب من الصيدليات الخاصة، واحتاج ابنه إلى ثلاث جرعات على مدار شهر كامل.

ووفق وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، يبلغ عدد الأبقار في درعا 43 ألفًا و264 رأسًا، في حين يوجد 779 ألفًا و139 رأس غنم، و119 ألفًا و54 رأس ماعز.

وفي تموز الماضي، قالت دائرة الصحة الحيوانية في مديرية زراعة درعا، إنها أطلقت حملة لتلقيح الأغنام والأبقار ضد عدد من الأمراض، منها الحمى القلاعية والأنتروكسيميا، دون ذكر لـ”داء الكلب”.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، يصيب “داء الكلب” الحيوانات المنزلية والبرية على حد سواء، وينتقل باللعاب، عبر العض أو الخدش أو اللمس المباشر للغشاء المخاطي للعين أو الفم أو الجروح المفتوحة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة