بأدوات متواضعة.. فرق واستوديوهات تنتج الأغاني بإدلب 

camera iconاستديو محلي في مدينة إدلب شمالي سوريا - 28 من تموز / يوليو 2023 (عنب بلدي/ شمس الدين مطعون)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – شمس الدين مطعون

 يحاول فنانو مدينة إدلب شمال غربي سوريا إنتاج أغانٍ تتنوع بين الثورية والحماسية، وأغاني الأطفال، والإنشاد الديني، بجهود محلية، تنقصها خبرات احترافية وتجهيزات أكثر دقة.

تُنتج الأغاني في استوديوهات جُهزت بمعدات متوسطة الجودة، ويكتب كلماتها ويلحنها شبان يسكنون المنطقة، وحققت رواجًا وحفزت كثيرًا من المواهب للمشاركة.

 أدوات محدودة

يقدم الفنانون أغاني لمناسبات محددة، كذكرى الثورة، والتهجير، والحج، والأعياد، بالإضافة إلى الأغاني التي ينتجونها لمنظمات محلية معنية بتقديم الخدمات الإنسانية، أو لمراكز تعليمية خاصة تقدمها مع إصدارتها المرئية أو في مناسبات عامة.

مصعب والي، معلق صوتي وصاحب استوديو “كُرد” في إدلب، قال لعنب بلدي، إن مشاريع إنتاج الأغاني بدأت تتطور بتوسع فريق العمل، وهناك أشخاص لديهم القدرة على التلحين، بالإضافة إلى التعاون مع شعراء عدة من أبناء المنطقة، مع وجود كثير من الأصوات الجميلة والمتنوعة منها أصوات الأطفال.

وأضاف أن الاختصاصات الموجودة لديها خبرة جيدة في العمل، وعلى الرغم من محدوديتها أنتجت عديدًا من الأغاني وحققت رواجًا كبيرًا.

ومن أشهر الأغاني التي أنتجها مصعب في الاستوديو غرد على جمر الكفاح، و”قد دق بابي زائر“، و”العيد ما أحلاه“، وفاض الحنين، وبدأ  مصعب أول أعماله عام 2021.

أما فهد الشامي، صاحب استوديو “هارموني” في إدلب، فذكر لعنب بلدي أن غياب الرعاة ومؤسسات الإنتاج المتخصصة، حوّل عمل الاستوديو إلى شركة إنتاج مصغرة، إذ يتكفل بكل ما يلزم لإصدار الأغنية بأفضل نتيجة ممكنة.

وأصدر الاستوديو منذ 2018 أكثر من 300 عمل صوتي مسجل، تنوعت بين المديح والإنشاد والأغاني الثورية.

استديو محلي في مدينة إدلب شمالي سوريا – 28 من تموز / يوليو 2023 (عنب بلدي/ شمس الدين مطعون)

إنتاج متواضع وحاجة إلى المتخصصين

تحاول الكوادر غير المتخصصة تطوير عملها واكتساب مهارات جديدة، بحسب ما قاله فهد، صاحب استوديو “هارموني”.

وأبدى حسن مصفرة، المنحدر من مدينة سراقب جنوب شرق إدلب، إعجابه بتجارب الأغاني التي تنتج محليًا قائلًا، إن ما يميزها كلماتها التي تلامس الواقع، وتحاكي هموم وتطلعات الجمهور.

وأضاف أن الأغاني رغم رواجها ضمن المنطقة، فإنها تفتقر إلى الألحان الجيدة، لأن اللحن هو أول ما يشد المستمع للأغنية، ومعظم الألحان كما يرى حسن أصبحت مكررة، لا سيما أنها تعتمد على البرامج الإلكترونية.

ويرى حسن أن الاستعانة بملحنين متخصصين يمكن أن ينعكس إيجابًا على جودة الأغنية المحلية.

من جانبه، قال الصحفي عبد الحميد حاج محمد لعنب بلدي، إنه لا شك أن جميع ما ينتج من أغانٍ في المناطق المحررة هو شيء إيجابي، لكن “الأجمل أن نرى تلك الأعمال على قدر عالٍ من الحرفية والتأثير”، خصوصًا أن “عديدًا من الأغاني والأناشيد التي أُنتجت وصُورت وأُعدت في المناطق المحررة تحمل رسالة هادفة”.

ورغم ضعف الإمكانيات والموارد المتاحة، فإن معظم الشباب يحاولون إبراز مواهبهم خدمة لقضيتهم، “قضية الشعب السوري”، بحسب ما قاله عبد الحميد.

الترويج عبر المنصات

عبر مواقع التواصل الاجتماعي يروّج أصحاب الأغاني إنتاجهم، خصوصًا الصادر بالتعاون مع منصات تعليمية أو منظمات محلية.

ويتفق صناع الأغنية بأن افتقارهم للتجهيزات الاحترافية يشكّل العائق الأكبر أمام تطوير صناعة الأغنية، لأن تسجيل الصوت يتأثر بأي عوامل خارجية، وهو أمر شديد الحساسية، وكلما ارتفعت جودة معدات التسجيل برزت جمالية الصوت.

وعلى الرغم من ارتفاع تكاليف إنتاج الأغاني، يعمل القائمون عليها في إدلب ضمن إمكانيات مادية محدودة، ولا تتوفر في أغلب الأحيان أجور للمشاركين فيها، وهو ما يجبرهم على عدم التفرغ الكامل لهذه المهنة.

وتنتشر الأغاني عبر منصات التواصل الاجتماعي على صفحات صناعها وحساباتهم الشخصية دون ترويج ممول، وهو ما يعوق انتشارها بشكل كبير.

ويأمل صناع الأغنية في إدلب توفير فرص دعم لإنتاج أغانيهم، وتسليط الضوء على تجاربهم، أو مساعدتهم في إنتاج الأغاني لتحقيق انتشار أوسع.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة