سجال لبناني حول إغلاق مؤقت لـ”تلفزيون لبنان”

يعاني موظفو تلفزيون لبنان الحكومي من عدم حصولهم على مستحقاتهم المالية حتى 11 من آب 2023 (النهار)

camera iconيعاني موظفو تلفزيون لبنان الحكومي من عدم حصولهم على مستحقاتهم المالية حتى 11 من آب 2023 (النهار)

tag icon ع ع ع

أشعل قرار وزير الإعلام اللبناني، زياد مكاري، إغلاق “تلفزيون لبنان” الرسمي مؤقتًا، سجالًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بين الصحفيين اللبنانيين.

وظهرت شاشة التلفزيون بخطوط ملونة مع بث موسيقى كلاسيكية، منذ صباح اليوم الجمعة، 11 من آب، على خلفية إضراب موظفيه لعدم حصولهم على مستحقاتهم المالية.

صحيفة “النهار” اللبنانية قالت في تقرير نشرته اليوم، إن قرار الوزير بإيقاف البث لا يعني الإقفال النهائي، بل حصرًا للتكاليف المادية حتى توقف نقابة موظفي التلفزيون إضرابها.

ونقلت عن النقيبة، ميرنا شدياق قولها، إن مكاري أصدر قرارًا شفهيًا بوقف البث لا إغلاق المحطة بشكل كامل، وأن إضراب العاملين يأتي لتخفيف الأعباء والمطالبة بالحقوق المالية.

وأشارت إلى أن وجود مستحقات لم تصرف للموظفين منذ عام 2021، والتحرك ليس ضد وزير الإعلام بشخصه.

موقع “درج” اللبناني، نقل عن مصادر لم يسمها في وزارة الإعلام اللبنانية، أن قرار الإقفال مؤقت حتى حل الأزمة المتعلقة بتأخير الرواتب، ورفض موظفي التلفزيون الاستمرار بالعمل.

وأعلنت نقابة “مستخدمي التلفزيون” إضرابًا مفتوحًا في 3 من آب الحالي، حتى حصولهم على مستحقاتهم المالية.

من جهته قال وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، زياد مكاري، في منشور عبر منصة “X” (تويتر سابقًا)، إن القرار يتعلق فقط بتعليق البث في ظل إصرار النقابة على وقف البرامج وذلك حرصًا على المال العام وتخفيض النفقات.

وهاجم مكاري قرار شدياق باستمرار الاعتصام، خاصةً مع علمها بحصوله على سلفة مالية لتسديد الديون المتراكمة، بما فيها التأمين الصحي للعاملين في “تلفزيون لبنان”.

تعليقات غاضبة لصحفيين لبنانيين

قرار وزارة الإعلام اللبنانية، أثار حفيظة صحفيين وممثلين لبنانيين، عبروا عن استيائهم وغضبهم من القرار عبر حساباتهم في وسائل التواصل الاجتماعي.

الإعلامية ريما نجيم اعتبرت في منشور عبر حسابها في موقع “X” (تويتر سابقًا)، أن التلفزيون يشكل صورة لبنان الحقيقية، ومعظم من تعاقبوا على وزارة الإعلام لم يقدموا شيئًا له.

وأضافت لم يتمكنوا من تعيين مدير عام بسبب المحاصصة، وعينت الأحزاب أتباعها فيه، وسُرق أرشيفه.

فيما قال الصحفي ريتشارد حرفوش عبر الموقع نفسه، “إقفال تلفزيون لبنان سيسجل بأحرف عريضة على جبين الرعاع الذين حكموا البلد”، وأنه وفي عام بيروت عاصمة الإعلام العربي لبنان يغلق تلفازه.

ويعد إقفال التلفزيون خسارة كبيرة للبنان، خاصة في الوقت الذي تنشأ فيه مؤسسات إعلامية جديدة في الدول العربية، وفق الصحفي منير حافي، عبر منشور في موقع “X“.

الاستياء من قرار وزير الإعلام اللبناني، لم يتوقف على الصحفيين فقط، بل شمل كذلك الممثلين اللبنانيين.

وهاجمت الممثلة كارمن لبس، المسؤولين اللبنانيين عبر تسجيل مصور نشرته عبر “X” اليوم، معتبرة لبنان “لا دولة” وأن القرار “قتل ذاكرة لبنان” والمسؤولين اللبنانيين لا قدرة لهم إلا على أوطانهم، بحسب تعبيرها.

فيما اعتبر الممثل نعيم حلاوة، أن القرار هو “إطفاء لشاشة وذاكرة الوطن”، وفق منشوره.

تاريخ فني في الشرق الأوسط

شهد عام 1957، وضع الرئيس اللبناني، كميل شمعون، حجر الأساس لأول مبنى للتلفزيون في الشرق الأوسط، بعد أن تقدم وسام عز الدين وألكس مفرج، رجلا أعمال لبنانيين، في عام 1954 بطلب لإنشاء شركة بث تلفزيوني.

وفي أيار من عام 1959 انطلق بث “تلفزيون لبنان”، وعرف باسم “القناة 7″، ثم “القناة 9” في تموز، وكان البث باللونين الأبيض والأسود، قبل أن يتحول إلى الألوان في 1967.

مرّ “تلفزيون لبنان” منذ انطلاقه في نهاية خمسينات القرن الـ20، بثلاث مراحل، ونشأ عبر شركتين من القطاع الخاص، واستمر حتى عام 1978 وهذه المرحلة الأولى.

في ذلك العام، دخل القطاع العام على خط ملكيته، وتحول لشركة مختلطة مساهمة تحت اسم “تلفزيون لبنان” وتسمى مرحلة “الدمج”، قبل أن يصل إلى المرحلة الثالثة في عام 1996.

واستحوذت الدولة اللبنانية على جميع أسهم القطاع الخاص وامتلكت “تلفزيون لبنان بشكل كامل” في عام 1996.

وأسهم التلفزيون بإطلاق عدد كبير من الفنانين اللبنانيين، كهند أبي اللمع و”شوشو” وأنطوان كرباج وعبد المجيد مجذوب، بالإضافة لكونه منصةً لفيروز والأخوين رحباني ووديع الصافي وغيرهم.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة