سائقون يتوقفون عن العمل..

غياب تعرفة الركوب يخلق أزمة مواصلات في سوريا

ازدحام في مناطق سيطرة النظام بعد ارتفاع أسعار الوقود وعدم الإعلان عن تسعيرة الركوب- 16 من آب 2023 (تشرين)

camera iconازدحام في مناطق سيطرة النظام بعد ارتفاع أسعار الوقود وعدم الإعلان عن تسعيرة الركوب- 16 من آب 2023 (تشرين)

tag icon ع ع ع

شهدت مناطق سيطرة النظام السوري، حركة نقل محدودة جدًا اليوم، الأربعاء 16 من آب، مع توقف السائقين عن العمل بشكل شبه كامل، بانتظار صدور التعرفة الجديدة بعد رفع سعر المحروقات.

وتضاعفت أسعار المحروقات بقرار حكومي، وارتفع سعر ليتر المازوت “المدعوم” من 700 إلى 2000 ليرة سورية، اعتبره كثيرون أنه رفع كامل للدعم رغم عدم صدور قرار رسمي بذلك.

وانعكس عزوف السائقين عن العمل على حركة الموظفين في المدن والأرياف، وتضرر طلبة الجامعات وتأخر كثيرون عن حضور امتحاناتهم.

ورصدت عنب بلدي عبر مراسليها وشكاوى من أهالي في اللاذقية ودمشق وحلب وحمص، عدم تمكن الموظفين والعديد من الطلاب من الوصول إلى أعمالهم، وجامعاتهم لتقديم الامتحانات بسبب عدم توفر وسائل نقل.

لا امتحانات بسبب وسائل النقل

لم تستطع ليّا 23 عامًا (اسم مستعار)، سنة رابعة أدب فرنسي، الوصول إلى امتحانها بالموعد المحدد عند الساعة 09:30 صباحًا، في مدينة اللاذقية.

وتعيش الطالبة في ريف جبلة، ووصلت إلى “كراج” المدينة بعد انتظار دام أكثر من نصف ساعة على طريق قريتها، من خلال استخدام سيارة خاصة لأحد أقاربها كان في طريقه للمدينة.

وحين وصلت “كراج” الانطلاق إلى اللاذقية، كان هناك ازدحام كبير للركاب وانخفاض كبير في عدد الحافلات (السرافيس)، وكان السائقون يطلبون 4000 ليرة أجرة طريق، علمًا أن الأجرة كانت 1000 ليرة.

رغم ذلك، بقيت الطالبة تنتظر في “الكراج” نحو ساعة ونصف حتى أتى والدها على دراجة نارية وأعادها إلى المنزل.

أجرت ليّا اتصالات مع زملائها وزميلاتها وعلمت أن كثيرًا منهم لم يستطيعوا اللحاق بالامتحان للسبب ذاته، ما منحها بعض الأمل بأن تعيد الجامعة الامتحان لاحقًا لمن لم يستطع الحضور.

حالة إضراب

فضّل غالبية السائقين التوقف عن العمل اليوم، تحاشيًا للمشكلات مع الركاب من جهة، وخوفًا من التعرض للخسائر من جهة ثانية.

سمير (39 عامًا)، يعمل على خط من قرى جبلة إلى مدينة اللاذقية، قال إنه فضل الانتظار بالمنزل ريثما تصدر التعرفة الجديدة، فأي نقلة ركاب بالأجرة السابقة البالغة 1000 ليرة تعرضه لخسائر كبيرة.

وحمّل السائق مسؤولية الإضراب إلى الجهات المعنية، معتبرًا أنه من واجبها أن تصدر التعرفة الجديدة فور رفع سعر المحروقات، وليس الانتظار وتعطيل عمل وأشغال الناس والموظفين.

وبحسب السائق فإن الأجرة لتكون عادلة بعد رفع سعر ليتر المازوت من 700 إلى 2000 ليرة، يجب أن تكون 4000 ليرة، إذ ارتفعت أجور تغيير الزيت والصيانة مع المازوت، لافتًا إلى أنه يفكر البحث عن مهنة أخرى لأن هذه المهنة “لم تعد تطعم خبزًا”.

ازدحام في مناطق سيطرة النظام بعد ارتفاع أسعار الوقود وعدم الإعلان عن تسعيرة الركوب- 16 من آب 2023 (تشرين)

مواطنون في دمشق ينتظرون حافلات النقل في ظل اضراب بعد ارتفاع أسعار الوقود وعدم الإعلان عن تسعيرة الركوب- 16 من آب 2023 (تشرين)

رفع تلقائي

توقفت حافلات النقل عن العمل بانتظار التعرفة الجديدة، بينما عملت بعضها، بعد رفع أجرتها بشكل تلقائي.

على سبيل المثال تقاضى سائقون على خطي الدوار الشمالي والصناعة داخل اللاذقية، أجرة بين 1200 إلى 1500 ليرة للراكب الواحد، وكانت 400 ليرة، ما تسبب بمشكلات مع الركاب.

ولم يصدر أي قرار رسمي يتضمن التعرفة الجديدة الرسمية لوسائل النقل، في حين نشرت مواقع تواصل محلية أخبارًا عن إمكانية صدورها اليوم، بعد حساب نسبة الزيادة عقب رفع سعر المحروقات.

“التكاسي”.. أجور مضاعفة

حتى الثلاثاء 15 من آب، كانت تعرفة وسائل النقل الخاصة “التكسي” للمسافات القريبة تبدأ من 6000 ليرة، أما اليوم فأقل طلب “تكسي” يبلغ 12 ألف ليرة، وفق ما قالته نايلة (45 عامًا)، التي كانت تحاول الوصول لعملها في مستشفى خاص، مضطرة لدفع المبلغ للسائق

وتسود حالة من الغضب والتهكم في الشارع السوري وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، نتيجة رفع سعر المحروقات لأكثر من الضعف، في وقت يعاني فيه السوريون من أزمة معيشية سيئة ومتردية.

ورفع وزارة التجارة الداخلية في حكومة النظام أسعار المحروقات، لتحدد سعر مبيع مادة البنزين (أوكتان 90) من 2700 إلى 8000 ليرة سورية، لليتر الواحد، و”أوكتان 95″ من 8000 إلى 13500 ليرة.

ورفعت سعر المازوت “المدعوم” من 700 إلى 2000 ليرة، مع الإبقاء على سعره 700 ليرة للمخابز، والإعلان عن عدم رفع سعر الخبز، الذي من المتوقع أن يطاله الارتفاع بعد فترة قصيرة من الزمن.

وحددت سعر المازوت الحر للقطاع الصناعي والقطاعات الأخر بـ11550 ليرة لليتر الواحد.

وتزامن قرار رفع المحروقات، مع صدر مرسوم من رئيس النظام السوري، بشار الأسد، بزيادة الرواتب والأجور المقطوعة للعاملين في الدولة بنسبة 100%.

تأتي هذه الإجراءات في ظل حالة سخط شعبي في مناطق سيطرة النظام، جراء تردي حاد في الوضع المعيشي أمام انخفاض قيمة الأجور، وتدهور قيمة الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي، لتتخطى 14000 ليرة سورية، مبيعًا وشراءً مقابل كل دولار.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة