“يا عود اعزف صبا”.. وفاة الشاعر كريم العراقي في الإمارات

روفاة الشاعر العراقي كريم العراقي بعد معاناة مع المرض في الإمارات (إحدى أمسياته الشعرية)

camera iconروفاة الشاعر العراقي كريم العراقي بعد معاناة مع المرض في الإمارات (إحدى أمسياته الشعرية)

tag icon ع ع ع

“يا عود اعزف صبا، راحن أيام الصبا، واحد يعذبه القلب، وواحد هله (أهله) تعذبه”، بهذه الأبيات قصيرة المقاطع من موّال عراقي طويل، لخص الشاعر العراقي نظرة مسبقة ومستعجلة للحياة، وفق معياري السن والإحباط الذي يشكّله عذاب القلب والتقدم في السن.

توفي فجر اليوم، الجمعة 1 من أيلول، الشاعر العراقي، كريم العراقي، في أحد مستشفيات العاصمة الإماراتية، أبو ظبي، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء العراقية (واع) عن مستشار رئيس الوزراء العراقي للشؤون الثقافية.

وتفاعل ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع وفاة الشاعر، مستذكرين تسجيلات مصورة أو نصوصًا مكتوبة لبعض قصائده.

من كريم العراقي؟

اسمه كريم عودة، ويلقب بالعراقي، وهو شاعر عراقي معاصر من مواليد الخمسينيات، كتب الفصحى والعامية، ودخلت قصائده على خط الإنتاج الموسيقي بقوة عبر عدة بوابات.

الشاعر من أبناء العاصمة العراقية، بغداد، وعمل مدرسًا في مدارسها لسنوات، وبدأت اهتماماته الأدبية في وقت مبكر، فكتب ونشر الشعر في المجلات والإذاعة والتلفزيون.

يحظى كريم العراقي بأرشيف وإرث شعري وفني متنوع، يختلف فيه القالب والأسلوب، واللون، والجهة المستهدفة بالخطاب، إذ كتب الشعر والأغنية للأطفال منذ سبعينيات القرن الماضي، واتجه في مرحلة أكثر نضجًا في المشوار الفني، إلى صلاح عبد الغفور، ومنحه نص أغنية “تهانينا يا أيام”.

ومن أبرز الأعمال التي كتبها “جنة جنة”، وغنّاها رضا الخياط، لتتحول إلى عمل غنائي تراثي مقاوم لعامل الزمن، ويحظى ببعض التعديلات من بلد لآخر دون مساس بمقدمة النص على الأقل.

الكثير من الأغنيات الجميلة التي رافقت نمو ووعي الجمهور العربي، من توقيع كريم العراقي، ومن أبرزها “يا أمي” لسعدون جابر، إلى جانب تعاونه الفني مع المطرب العراقي حسين نعمة.

ثنائي مع كاظم الساهر

منذ الثمانينات بدأ كريم العراقي مشوارًا طويلًا مع المطرب العراقي كاظم الساهر، وشكّلا ثنائيًا قدم للجمهور العربي نحو 70 أغنية، تراوحت بين اللهجة العراقية، والنص العربي الفصيح، بلغة تترك المستمع للوهلة الأولى، أمام حيرة وشك بأن يتكون الكلمات للشاعر السوري، نزار قباني، نظرًا لجودة النص، وقدرته على التأثير، كوظيفة رئيسية للشعر.

“معلم على الصدمات، افرح، لا تحرموني منه، موّال يا عود”، وغيرها الكثير مما غناه الساهر من نصوص كريم، إلى جانب نصوص أخرى لم تبصر النور بعد بصوت الساهر.

ومن أبرز الأعمال في هذا السياق “كان صديقي”، وكتبها كريم العراقي عن قصة واقعية بين صديق وصديقة له، قبل أن يغنيها كاظم الساهر.

كما تعاون مع مطربين ومغنين عرب مثل ماجد المهندس وعادل مختار، ورضا العبد الله، وأصالة، وصابر الرباعي، ونشر ألبومات شعرية صوتية، وروايات للأطفال، ومسرحيات، وقصص وسيناريوهات وحوارات لأعمال سينمائية، وصولًا إلى كتاب “هنا بغداد” في 2009، مع الحفاظ على ظهور إعلامي متزن، أخل بمظاهره خلال السنوات الأخيرة المرض، ودخول المستشفى لأكثر من مرة، في الإمارات، حيث كان يقيم.

https://www.youtube.com/watch?v=cqTa8Gct-4I

وكان كريم العراقي كتب قصيدة “تذكر” التي غناها كاظم الساهر، وترجمت لاحقًا لنحو 18 لغة أجنبية، ونال على أساسها تكريمًا من منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة والأمومة “يونسيف”، ومن أبياته الشعرية ذائعة الصيت “لا تشكو للناس جرحًا أنت صاحبه، لا يؤلم الجرح إلا من به ألم”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة