“تركوا بابا يعود”.. الجزء الثاني لمأساة توني ماغواير

tag icon ع ع ع

يشكّل كتاب “تركوا بابا يعود” الذي صدر في 2007 للكاتبة الأيرلندية أنطوانيت ماغواير (توني) سيرة ذاتية لحياة الكاتبة، ويعد استكمالًا لكتابها الأول “لا تخبري ماما”، الصادر عام 2006.

ولدت أنطوانيت في عام 1944، لأب أيرلندي وأم بريطانية، وغيرت لاحقًا اسمها إلى توني.

تروي توني في كتابها الأول “لا تخبري ماما” مذكراتها حول الإساءة التي تعرضت لها منذ أن كانت في السادسة من عمرها، وغيرت معالم حياتها إلى الأبد، وأصبح الكتاب الأكثر مبيعًا في عام 2007، ما شجعها على كتابة الجزء الثاني من سيرتها الذاتية، “تركوا بابا يعود”، بعد سنوات عاشتها داخل حالة من العار والذنب.

سلّط الكتاب الثاني الضوء على قضية الاعتداء الجنسي على الأطفال، والآثار النفسية والجسدية والعقلية التي يخلّفها على الطفل وتكوينه، والتبعات المستقبلية التي من الممكن أن يسببها.

تروي توني، في كتابها الثاني، قصة وقوعها ضحية لاعتداء جنسي من قبل والدها في عمر السادسة، والذي استمر بشكل دوري إلى سن الـ14، إلى أن انتهى الأمر بحملها ومحاولة والدتها إجهاض الطفل بطريقة خاطئة، متسترة على جريمة زوجها بمساعدة طبيب، ما تسبب بفقدان توني القدرة على الإنجاب مرة أخرى وإلى الأبد، على حد قولها.

طوال تلك السنوات لم تستمع الوالدة إلى صراخ طفلتها الصغيرة، إلى أن قررت توني إخبار معلمتها في المدرسة، التي بدورها قدمت بلاغًا للشرطة، ما أدى إلى اعتقال والدها والحكم بسجنه أربع سنوات على جريمة ظل يرتكبها طوال سبع سنوات.

استدعى القاضي توني إلى غرفته وقال لها:

“ستكتشفين يا أنطوانيت أن الحياة ظالمة كما سبق لك وأدركت ذلك، سيتهمك الناس، لقدر رأيت ملفك الطبي وأعرف ما كابدته، وأؤكد لك بأنه لا ذنب لك في كل هذا، وليس عليك أن تشعري بالعار”.

غادرت توني المحكمة محتفظة بكلمات القاضي، التي ستواسيها أمام عائلة ومدينة لا يشاطران القاضي رأيه.

في الكتاب الذي تُرجم للعربية عام 2018، ونشرته دار “المركز الثقافي العربي”، تسلّط الكاتبة الضوء على القضاء بأيرلندا في خمسينيات القرن الماضي، وتغيير القانون في عام 2006، ليصل حكم المغتصب لطفل تحت 15 عامًا إلى السجن مدى الحياة.

في أثناء سرد الكاتبة لأحداث حياتها بعد اعتقال والدها، تظهر الاضطرابات النفسية التي كابدتها، من خلال نمط حياتها التي غيرته تمامًا واستبدال كامل للبيئة التي كانت تعيش فيها، إضافة إلى تغيير اسمها ونمط ملابسها ومظهرها.

بعد عودة والدها طُردت توني من منزل العائلة، وأمضت سنوات طويلة في مصحة نفسية، إلى أن أخبرها طبيبها أن والديها يطالبان أطباء المصحة بإبقائها داخله لنهاية حياتها تحت “حجة” أنها غير مؤهلة عقليًا، إذ قررت ترك المصحة وإكمال حياتها معتمدة على نفسها.

بعد نشرها للكتابين اللذين أثارا جدلًا واسعًا، بدأت توني استقبال قصص أخرى لنساء كابدن الأمر نفسه، ونشرت عدة مؤلفات أخرى عن قصصهن.

حازت سيرتها الذاتية “تركوا بابا يعود” تقييم 4.01 من 5 في موقع “goodreads“.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة