صعوبات أمام الطبيعي والصناعي.. تلقيح الأبقار يرهق مربي إدلب

camera iconمربي أبقار في حظيرة بريف إدلب الشمالي- 26 من حزيران 2022 (عنب بلدي/ إياد عبد الجواد)

tag icon ع ع ع

إدلب – أنس الخولي

يواجه مربو المواشي في محافظة إدلب شمال غربي سوريا مشكلات عديدة في عملية تلقيح الأبقار، فالتلقيح الطبيعي مكلف، فيما قد لا تنجح عمليات التلقيح الصناعي ما يخلق الحاجة إلى تكرارها.

وفي ظل الظروف الحالية، يعتمد المربون على التلقيح الطبيعي للأبقار أكثر، بسبب إجراء عدة عمليات تلقيح صناعي باءت بالفشل، فضلًا عن ارتفاع تكاليفه، خاصة بعد توقف عدد من مشاريع المنظمات الإغاثية التي كانت تتكفل بجزء من تكاليف عمليات التلقيح الصناعي.

ويؤثر التلقيح الطبيعي على صحة العجول، نظرًا إلى قلتها في المنطقة، ما يجعل المربين يعتمدون على عجل واحد لتلقيح عدد كبير من الأبقار، وهي عملية تؤثر سلبًا على صحة العجل، وقد تؤدي إلى انخفاض وزنه.

للطبيعي صعوباته

الأربعيني عبد القادر العلي، مربي أبقار يقيم في مدينة إدلب، قال لعنب بلدي، إن تربية العجول أمر بالغ الصعوبة، إذ يجب عزلها عن الإناث خصوصًا خلال مرحلة الحمل حتى لا يقوم العجل بأذية البقرة وإنهاء الحمل أو تكسير السياج أو الحظيرة، ما يجعل تخصيص مكان للعجول الذكور أمرًا مكلفًا.

صعوبات تربية العجول تجعل مربي الأبقار يفضّلون التلقيح الصناعي لتحسين نوع الأبقار، لكن تكرار فشل عمليات التلقيح الصناعي رسخت اعتقادهم بعدم كفاءة الأطباء البيطريين لإجراء مثل هذه العمليات، أو عدم جودة العينات المستخدمة في عملية التلقيح.

ويعتمد عبد القادر على عجل وحيد لتلقيح أبقاره وأبقار المربين الآخرين في المنطقة، الذين لا يملكون العجول، على الرغم من أن ذلك يفوّت فرصة تحسين النسل، ويهدد بظهور الأمراض على الأبقار خصوصًا التناسلية منها، إضافة إلى الخسائر المادية التي قد يتعرض لها المربي كخسارة العجل لوزنه.

وبحسب عبد القادر، بإمكان العجل القيام بعملية تلقيح مرة كل ثلاثة أيام، ويمكن باستخدام الأدوية جعل العجل يقوم بعملية تلقيح مرة كل يومين، ويجب أن ترافق علمية التلقيح تغذية عالية للعجل، ومع ذلك فهو يخسر كثيرًا من وزنه، ما يعني كثرة استهلاك العلف، وبيع العجل بسعر أقل من الطبيعي بسبب الوزن الهزيل.

ولفت عبد القادر إلى أن بعض المربين يحضرون العلف للعجل الذي يملكه في حال قام العجل بتلقيح إحدى أبقارهم، كنوع من التضامن، لكن ذلك لا يمنع من خسارة المربي.

التلقيح الطبيعي والصناعي يرهق مربي الأبقار في إدلب- 26 من حزيران 2022 (عنب بلدي/ إياد عبد الجواد)12

15

الصناعي ميزاته أكثر

يعد التلقيح الصناعي إحدى الطرق العلمية المتبعة لتحسين الثروة الحيوانية، ولإخراج أجيال جديدة تحمل صفات وراثية أفضل من سابقتها، الأمر الذي ينعكس بشكل إيجابي، ويؤدي إلى ارتفاع الإنتاج من اللحوم والألبان، لذا تتبعه عديد من الدول لتحسين إنتاجها الغذائي، وفق ما قاله المتخصص بالتلقيح الصناعي جمال مناع لعنب بلدي.

من جانبه، قال الطبيب البيطري محمود بحلق، إن تقنية التلقيح الصناعي ساعدت بشكل كبير في تحسين الثروة الحيوانية، ومكّنت المربين من الحصول على “طلائق” محسنة لا يمكن الحصول عليها عادة بسبب ارتفاع سعرها أو عدم توفرها في المنطقة.

تزداد أهمية التلقيح الصناعي مع النتائج التي حققها، منها التحسن الوراثي في القطعان، وارتفاع المستويات الإنتاجية بسرعة فائقة، ما يؤدي إلى إنتاج الحليب بصورة مرتفعة والاعتماد على عدد أبقار أقل، والتخفيف من عبء استهلاك الأعلاف والتطور في الرعاية الصحية للأبقار، وفق الطبيب البيطري.

ولفت بحلق إلى أن التلقيح الصناعي ورغم أهميته في تحسين النسل، فإنه يبقى مرهونًا بظروف خاصة بالبيئة ونظم الإنتاج والعنصر البشري من أجل إتمام نجاحه وانتشاره.

منها الغذاء.. عوامل تؤثر

أرجع عدد من الأطباء البيطريين فشل عمليات التلقيح الصناعي إلى عدم عناية المربين بالحيوانات الملقحة، وعدم المراجعة الدورية للطبيب البيطري وسوء تغذية الحيوانات.

الطبيب البيطري محمود بحلق، يرى أن الخبرات والكفاءات الموجودة في إدلب “عالية” في مجال التلقيح الصناعي، موضحًا أن علمية التلقيح ترتبط بعوامل كثيرة غياب أحدها يؤدي إلى فشل عملية التلقيح.

ووفق الطبيب، تحتاج عملية التلقيح الصناعي إلى متابعة دقيقة، وترتبط بشكل وثيق بمدى جودة مكان إيواء الحيوانات، وجودة التغذية والأعلاف المتوفرة، مشيرًا إلى أن الحالة المادية المتردية للمربين تمنعهم من تأمين المتممات العلفية الضرورية، ما يؤثر سلبًا على درجة إخصاب الحيوانات.

وحول أنواع اللقاحات المتوفرة في الشمال السوري، أوضح بحلق أنه يتم استيراد نوعين من “قشات” التلقيح الصناعي هما “فيرزيان هولشتاين” و”سمنتا” من تركيا مع عدم وجود فوارق كبيرة بين النوعين.

تتم عملية حفظ “قشات” التلقيح من خلال استخدام الآزوت، وعند عملية التلقيح يُستخدم مع “القشات” الأكسجين أو النتروجين السائل، مؤكدًا أن عملية الخلط أو الحفظ أو تبريد “القشات” من العوامل المهمة في نجاح عملية الإخصاب.

وتصل تكلفة أجور عملية التلقيح إلى نحو 250 ليرة تركية، وتزداد بزيادة المسافة التي يجب على البيطري قطعها للقيام بالعملية، ولفت بحلق إلى أن ارتفاع أسعار المحروقات أدى إلى ارتفاع تكاليف التلقيح.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة