الهلال والاتحاد.. “كلاسيكو” المشروع السعودي

tag icon ع ع ع

عروة قنواتي

حملت مواجهات الدوري السعودي بكرة القدم سابقًا كثيرًا من النتائج والأحداث المثيرة، وخصوصًا في المباريات الكبرى أو ما يطلق عليها “كلاسيكو” و”ديربي” للفرق الأربعة الكبرى، النصر والهلال واتحاد جدة والأهلي.

ودخلت في السنوات الماضية على خط المنافسة فرق عديدة أربكت وخلطت أوراق المسابقات السعودية الكروية، ومنها أندية الشباب والاتفاق والفتح والتعاون.

وكانت كل أشكال المنافسة والصراع موجودة بين هذه الأندية، ولعل نادي الهلال بقي وحيدًا يحمل لواء الأخضر السعودي في المحافل الآسيوية والعالمية بعد تراجع أداء النصر والاتحاد، ولكن ما رأيناه قبل يومين في “كلاسيكو” دوري “روشن” السعودي المبكر بين العملاقين الاتحاد والهلال، يؤكد لنا انطباعنا الأولي بأن الموسم وأنديته ومحترفيه وصفقاته التاريخية وسوق انتقالاته الصيفية والشتوية وخطة القائمين على كرة القدم السعودية فنيًا واستثماريًا، لن تمر مرور الكرام ولن تكون طفرة في الميدان الكروي القاري والعالمي، وأن أحداثًا شائقة ومهمة سيحملها دوري “روشن” السعودي للسنوات المقبلة وليس هذا الموسم فقط.

اللقاء الذي انتهى لمصلحة الزعيم الهلالي بأربعة أهداف لثلاثة، شهد تقلبًا بالنتيجة والأداء ومعدل فاعلية اللاعبين المحترفين واللاعبين المحليين وقدرة الطاقم الفني والإداري لكل فريق على قراءة الشوطين والدقائق المهمة في المباراة. وبعد أن كانت أغلب مؤشرات الواقع والمنطق تتحدث عن فوز اتحادي مع التقدم بثلاثة أهداف لهدف حتى الدقيقة الـ60 من أحداث “الكلاسيكو”، عاد الهلال كعادته خطيرًا ومميزًا متلافيًا مشكلاته الدفاعية ومستعدًا بقوة للمجازفة والاعتماد على الأخطبوط ياسين بونو بصد عدة كرات وهجمات لبنزيما ورفاقه. وقلب الهلال الطاولة عبر “هاتريك” للمحترف ميتروفيتش، وهدف رابع ملعوب للذكرى من الدوسري.

لست هنا لأسرد مجريات المواجهة فنيًا ولا من ناحية الأرقام، بل أود الحديث عن المتعة والشغف وترقب اللقاء والحضور الجماهيري الأخّاذ، والإشارة أيضًا إلى البعد القاري الآسيوي والدولي لهذا “الكلاسيكو” وللمباريات الكبرى التي ستأتي في الجولات المقبلة، فقد تداولت وسائل الإعلام العالمية المستوى المميز الذي قدمه الصربي ميتروفيتش، بتسجيله ثلاثة أهداف في شباك الاتحاد، وقيادته للهلال نحو الفوز في “الكلاسيكو”.

وأشارت صحيفة “ديلي سبورت” إلى أن بنزيما سجل هدفًا رائعًا في “كلاسيكو” الكرة السعودية، وقدم مستوى متميزًا مع المهاجم المغربي عبد الرزاق حمد لله قبل أن يخطف ميتروفيتش المباراة لمصلحة نادي الهلال.

صحيح أن الأندية سترفع من رصيدها ومن حماسة لاعبيها ومشجعيها ومن قدرتها الاقتصادية بهذه الانتصارات وهذا الاهتمام الإعلامي الدولي المهم، لكن الفائز الأكبر والأقوى في هذه الخطة وضمن نظرية تطور الكرة السعودية حتى العام 2030، هو الدوري السعودي بحد ذاته وباسمه وشعاراته التي تحولت من عشق كرة القدم وممارستها إلى الاحتكاك والاستثمار والتطور والصناعة. الدوري السعودي الذي أبى أن يكون كلاسيكيًا وفي صفحات مطوية أو ثانوية ضمن التاريخ الكروي العالمي، فأقدم على الخطوة الأهم والأجمل كرويًا على مستوى الشرق الأوسط بأسلوب إداري واقتصادي محنك ويفي بالغرض ضمن السنة الحالية والمواسم المقبلة.

مبارك للزعيم الهلالي و”هاردلك” للعميد نادي الاتحاد، ما زلنا بانتظار التشويق والتنافس في الجولات المقبلة مع بقية الأندية السعودية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة