المرضى يدفعون ثمن المستلزمات الطبية

مستشفى “طفس” يعاني نقص الخدمات والكوادر

camera iconمدخل مستشفى “طفس” الحكومي بدرعا- 31 من آب 2023 (عنب بلدي/ حليم محمد)

tag icon ع ع ع

درعا – حليم محمد

يشهد مستشفى “طفس” الحكومي غربي محافظة درعا تراجعًا في تقديم الخدمات الطبية بعد تناقص كوادره الطبية، فضلًا عن نقص المستلزمات الطبية، وتعطل بعض الأجهزة الرئيسة، ما أدى إلى خروج أقسام كاملة عن الخدمة، وأثر في قدرته على تخديم عدد كبير من سكان المنطقة.

يعد مستشفى “طفس” الوحيد التابع للدولة في ريف درعا الغربي، ويخدّم مدينة طفس وقرى حوض اليرموك، وتل شهاب وداعل واليادودة والمزيريب، ويقصده مرضى من جميع أنحاء المحافظة، وكان يخدّم ما يقارب 400 ألف نسمة.

المستلزمات مأجورة

أجرى أحمد (40 عامًا)، من سكان ريف درعا الغربي، عملية جراحية بالبطن في مستشفى “طفس”، مطلع آب الماضي، إلا أنه اشترى بعد خروجه من العملية عديدًا من المستلزمات الطبية لعدم توفرها في المستشفى، كالمعقمات والشاش و”السيرومات” وبعض الأدوية، بتكلفة وصلت إلى نحو 100 ألف ليرة سورية، بحسب ما قاله لعنب بلدي.

زهير (28 عامًا) راجع المستشفى في شباط الماضي لإجراء عملية “قيصرية” لزوجته، بحسب ما قاله لعنب بلدي، لكن تبين أن العمليات النسائية متوقفة فيها، بعد مغادرة طبيبة النسائية الوحيدة قبل نحو عام، ما أجبر العائلة على التوجه إلى مستشفيات درعا الخاصة، واضطرارها لدفع مبلغ مليون ليرة سورية لقاء إجراء العملية.

مصدر طبي في مستشفى “طفس”، طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، قال لعنب بلدي، إن تغطية مديرية صحة درعا بالمستلزمات الطبية “شحيحة”، ولا تكفي لتخديم أعمال المستشفى، ما يضطر الإدارة إلى شراء بعض المستلزمات من السوق المحلية، وإلزام المرضى بدفع ثمنها لمصلحة صندوق خاص ضمن المستشفى، يتكفل بتغطية تكاليف هذه المستلزمات من جهة، وأجور العاملين من جهة أخرى.

أحد الممرضين في المستشفى قال لعنب بلدي، إن نقص المواد الطبية من أهم المعوقات التي تواجه عمل المستشفى، ومع ذلك يدفع المريض أجورًا رمزية أقل بكثير من أجور المستشفيات الخاصة، إذ تصل تكاليف إجراء عملية “الزائدة الدودية” مثلًا إلى نحو 100 ألف ليرة سورية ضمنها، فيما تصل إلى نحو 800 ألف ليرة في مستشفيات المدينة الخاصة.

وأوضح المصدر الطبي أن حالة نقص الدعم في الكوادر والخدمات هي حالة عامة تعيشها جميع مستشفيات الدولة في المحافظة.

محمود، أحد وجهاء مدينة طفس، طلب عدم ذكر اسمه الكامل لأسباب أمنية، قال لعنب بلدي، إن المجتمع المحلي طالب مرات عديدة مديرية صحة درعا بتقديم الدعم اللازم للمستشفى، ورغم زيارة مدير الصحة المستشفى قبل عامين، وتعهده حينها بزيادة الدعم، لم يتغير واقعه منذ ذلك الوقت.

لا أشعة إسعافية

منذ نحو عام، تعطل جهاز تصوير الأشعة السينية البسيطة، دون أن يتم إصلاحه حتى الآن، ما يمنع تشخيص الحالات الإسعافية المتعلقة بالكسور والرضوض والأمراض المختلفة، بحسب ما قاله الطبيب العامل في المستشفى.

وأوضح الطبيب أن إدارة المستشفى تقدمت بكتاب خطي لإصلاح الجهاز إلى مديرية الصحة عدة مرات، دون أن تتلقى أي رد حتى ساعة نشر هذا التقرير.

ونتيجة العطل، يُطلب من المرضى المراجعين، التوجه نحو مراكز تصوير الأشعة الخاصة في المدينة.

قلة الكوادر

منذ نحو عام تقريبًا، أُغلق قسم العمليات الجراحية النسائية بعد استقالة طبيبتين من العمل في المستشفى، كما أُغلق قسم “الحواضن” نتيجة عدم وجود طبيب أطفال متخصص.

ويعمل قسم من الكادر الطبي في المستشفى بشكل مجاني بعد فصلهم منذ سيطرة النظام على الجنوب السوري عام 2018، إذ يتقاضون أجورًا رمزية من بعض المراجعين، ورغم إجرائه “دراسة أمنية” عن كادر العمل في المستشفى، وتقديم وعود عديدة بعودة الموظفين إلى عملهم، فإن وزارة الصحة لم تتجاوب حتى اليوم.

المصدر الطبي في المستشفى، عزا أسباب ضعف الكوادر الطبية إلى عدم موافقة وزارة الصحة على عودة الكادر المفصول منذ 2018، بالإضافة إلى الهجرة المستمرة خارج البلاد، التي أفقدت القطاع الصحي في درعا معظم الكوادر من اختصاصات فريدة كطب الأطفال، والأوعية، والقلبية، والجراحة العصبية، وأمراض الدم.

وتعاني مناطق سيطرة النظام عمومًا نقصًا كبيرًا في الكوادر الطبية من مختلف الاختصاصات، بسبب هجرة معظم الأطباء، وظروف ممارسة المهنة في ظل أزمات اقتصادية ومعيشية وخدمية، دون حلول حكومية مُجدية قد تساعد في تخفيف آثار ندرة الاختصاصات الطبية الضرورية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة