“الائتلاف” السوري المعارض يلغي الحضور الإعلامي لانتخابات الرئاسة

camera iconقادة في هيئات المعارضة السورية الرئيسية (تعديل عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

ألغى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، حضور وسائل الإعلام لتغطية الانتخابات المقررة اليوم، الثلاثاء 12 من أيلول.

وتلقت عنب بلدي دعوةً لحضور الانتخابات والمؤتمر الصحفي الذي سيتلوها، قبل أن تتلقى اعتذارًا من قبل المكتب الإعلامي بإلغاء حضور وسائل الإعلام اليوم.

وبرّر المكتب الإعلامي إلغاء وجود وسائل الإعلام، بـ”أسباب لوجستية”، على أن يُقام مؤتمر صحفي في وقت يحدد لاحقًا.

ويأتي قرار الائتلاف وانتخاباته في ظلّ أجواء مشحونة بين أعضائه وخلافات تتعلق باختيار الرئيس المقبل للمؤسسة التي تضم 12 تيارًا ومجلسًا معارضًا، وشخصيات مستقلة معارضة للنظام السوري.

ويتهم أعضاء من الائتلاف، بمحاولة فرض رئيس هيئة التفاوض الحالي، هادي البحرة، رئيسًا، بالإضافة إلى حديث متزايد حول آلية الانتخاب نفسها.

وسبق أن نشرت عنب بلدي في 10 من أيلول الحالي، ملفًا أوضحت فيه الخلافات الحالية، وضعف الدور السياسي للائتلاف، في ظلّ تغيرات كبيرة تطال الملف السوري في عدة مناطق داخل سوريا.

ووفق معلومات حصلت عليها عنب بلدي، تتنافس على رئاسة الائتلاف كتلتان رئيسيتان، الأولى يمثلها هادي البحرة ويقف إلى جانبه كل من عضو الائتلاف عبد الأحد سطيفو، وعضو هيئة التفاوض بدر جاموس، وعضو الائتلاف ورئيسه الأسبق، أنس العبدة، بالإضافة إلى رئيس الحكومة المؤقتة عبد الرحمن مصطفى.

أما الكتلة الثانية يمثلها عضو الائتلاف هيثم رحمة، ويقف إلى جانبه الرئيس الأسبق للائتلاف، نصر الحريري، ونائبة رئيس الائتلاف، ربا حبوش، كما يحصل على دعم التيار الإسلامي وجماعة “الإخوان المسلمون”.

غياب للشفافية وخلافات لفرض مرشح

ويمثل إلغاء الدعوة لوسائل الإعلام، استمرارًا بغياب الشفافية عن الائتلاف أمام الجمهور والرأي العام، وعدم وضوح طريقة اتخاذ الأعضاء لقراراتهم، سواء بما يخص الانتخابات أو أي قرارات أخرى.

وإحدى أبرز الانتقادات التي تطال الائتلاف وعملية انتخاب أعضائه ورئيسه، هو غياب الشفافية والخلافات وعجزه عن اقتناص أي فرص تصلح للاستغلال السياسي.

بالإضافة إلى انشغاله بملفاته الداخلية تزامنًا مع متغيرات كبيرة في الملف السوري على مختلف المستويات.

وفي 14 من آب الماضي، سُرّبت رسالة من نائبة رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة السورية”، ربا حبوش، أرسلتها عبر البريد الإلكتروني إلى أعضاء “الائتلاف”، انتقدت خلالها آليات التصويت المعتمدة لاختيار من يشغل منصب الرئاسة والهيئات الأخرى.

وسرعان ما تطورت الأحداث، إذ عقد “الائتلاف” اجتماعًا لمحاسبة حبوش، التي قالت إنها تعرضت لـ”تهديدات بالمحاسبة” من كتل سياسية داخل “الائتلاف”.

وفي 23 من آب الماضي، سُرّبت رسالة أخرى نُسبت لحبوش، تحققت عنب بلدي من صحتها، طالبت فيها بتغيير آليات التصويت وعقد اجتماعات “الائتلاف” بطريقة علنية، كمحاولة لبناء ثقة جديدة مع السوريين، وإصلاح الأخطاء والعثرات التي يعانيها.

تشي هذه التسريبات بخلافات عميقة بين أعضاء “الائتلاف” الذي يواجه انتقادات لفشله في مواكبة ثورة السوريين، وضعفه وانفصاله عن المتغيرات في الملف السوري، خصوصًا مع التغييرات المتسارعة منذ أيار الماضي تحديدًا، عند عودة الأسد لشغل مقعد سوريا في الجامعة العربية والإعلان عن “المبادرة الأردنية” للتطبيع مع النظام وفق مبدأ “خطوة بخطوة”، وصولًا إلى احتجاجات السويداء في جنوبي سوريا، والمعارك في دير الزور بين “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) و”مجلس دير الزور العسكري” التابع لها.

وسبق أن تعرض رئيس “الائتلاف” الحالي، سالم المسلط، للضرب من قبل متظاهرين غاضبين في أثناء زيارته لمدينة اعزاز بريف محافظة حلب، شمالي سوريا، في كانون الثاني الماضي، وشهدت المنطقة عدة مظاهرات هجومًا على “الائتلاف” وأعضائه، آخرها مظاهرات مدينة السويداء المستمرة منذ آب الماضي، عبر رفع لافتات ترفض تمثيله للسوريين.

ما مكونات الائتلاف؟

يتكون “الائتلاف” من خمسة مجالس، هي “مجلس تمثيل المحافظات” (تسعة ممثلين)، و”المجلس التركماني” (تسعة ممثلين)، و”المجلس الوطني الكردي” (11 ممثلًا)، و”مجلس القبائل والعشائر السورية” (خمسة ممثلين)، ومجالس محلية للشمال السوري (ستة ممثلين).

وهناك تياران سياسيان، هما “الوطني السوري” ويمثله عضوان أحدهما رئيس “هيئة التفاوض”، بدر جاموس، وتيار “المستقبل الوطني” ويمثله عضوان أيضًا.

وإلى جانب 15 شخصية مستقلة، هناك المنظمة “الآشورية” ولها ممثلان، و”رابطة المستقلين الكرد” بثلاثة ممثلين، وجماعة “الإخوان المسلمين” بممثلين، فيما للتمثيل العسكري 15 عضوًا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة