“واشنطن بوست”: هكذا تتمدد “فاغنر” في إفريقيا

إعلان لشركة مشروبات روحية روسية في شوارع عاصمة أفريقيا الوسطى بانغي 2022 (واشنطن بوست)

camera iconإعلان لشركة مشروبات روحية روسية في شوارع عاصمة أفريقيا الوسطى بانغي 2022 (واشنطن بوست)

tag icon ع ع ع

سلّط تقرير لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية الضوء على تحركات مجموعة “فاغنر” الروسية في القارة الإفريقية.

وتناول التقرير الصادر اليوم، الاثنين 18 من أيلول، مدى توسع المجموعة في جمهورية إفريقيا الوسطى منذ وصولها في عام 2018، وساعدت على بسط نفوذ روسيا في البلاد.

وتحاول موسكو منذ مقتل مؤسس المجموعة يفغيني بريغوجين، في آب الماضي، السيطرة على العناصر هناك، وفق ما نقلت الصحيفة عن مسؤولين حكوميين.

يرأس إفريقيا الوسطى حاليًا، الرئيس فوستين آركانج تواديرا، والذي يوجد ضمن فريقه الأمني عناصر من “فاغنر”، وقال لـ”واشنطن بوست” إنه تعاقد مع الحكومة الروسية لا مع المجموعة.

وسبق لنائب وزير الدفاع الروسي، يونس بك يفكوروف، ومسؤولين من وزارة الاستخبارات الروسية، أن زاروا إفريقيا الوسطى بعد مقتل بريغوجين، ليضعوا الرئيس بصورة التطورات المقبلة.

ووفق الصحيفة، أخطر المسؤولون تواديرا، أن الوجود الروسي سيستمر، ولكن تحت سيطرة وزارة الدفاع.

وبرر تواديرا الزيارة، بأن بلاده لديها علاقات مع روسيا ومن الطبيعي أن يزورها المسؤولون الروس في سياق العلاقات الأمنية.

كما نقلت “واشنطن بوست” عن مستشار تواديرا، فيديل غواندجيكا، بأن مقاتلي “فاغنر” لن يكون لديهم خيار سوى المغادرة في حال لم ينصاعوا لوزارة الدفاع الروسية.

وأضاف، “روسيا من أرسلتهم وأسلحتهم، وهي من تقرر متى ستغادر”.

كنائس وشركات كحول ومنجم ذهب.. مخالب للمجموعة

وتعدّ أفريقيا الوسطى، أكبر موقع لوجود المجموعة الروسية في أفريقيا، ضمن البلاد التي تنشط فيها، كمالي وبوركينا فاسو، وهما بلدان زارهما المسؤولون الروس أيضًا.

وتهدف هذه الزيارات لإرسال رسالة مفادها، أن “فاغنر” بكل امتداداتها الدولية، أصبحت تحت سيطرة الحكومة الروسية بشكل كامل.

ووفق مصادر لم تسمها الصحيفة، غادر 450 عنصرًا من المجموعة في تموز الماضي، مع إعلان بريغوجين تمرده على الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.

ورغم المباحثات التي أجراها المسؤولون الروس، ما يزال هناك قائدان للمجموعة، هما فيتالي بيرفليف وديمتري سيتي.

وتمتلك “فاغنر” امتيازات في منجم ذهب تزيد قيمته عن مليار دولار، بالإضافة إلى الأخشاب وشركات للمشروبات الكحولية، وإذاعة مخلية تبث محتوى مؤيد لروسيا باللغة المحلية.

وسيطرت المجموعة على سوق المشروبات الكحول، بعدما هاجمت في وقت سابق شركات فرنسية.

كما أنشأت كنائس تتبع للطائفة الأرثوذكسية المسيحية الروسية في العاصمة بانغي.

وأسهمت “فاغنر” بالقضاء على تمرد مسلح في عام 2020، بعدما سيطرت مجموعات مسلحة على 90% من مساحة البلاد، وفق رئيس الجمهورية.

وبحسب تواديرا فإن روسيا هي من ساعدت بلاده على القضاء على هذه المجموعات، عبر مدربين روس، اتضح لاحقًا أنهم من “فاغنر”.

وتدل هذه التحركات لـ”فاغنر” على كيفية انتشارها في عدد من البلاد الإفريقية، التي شهدت خلال السنوات الثلاث الماضية، عدة انقلابات عسكرية، كان آخرها في الغابون، في آب الماضي.

“فاغنر” في سوريا

ولا توجد “فاغنر” في أفريقيا فقط، بل لديها تواجد في عدة بلدان أخرى منها سوريا.

وتملك “فاغنر” استثمارات بقطاعات النفط والغاز بسوريا، وذلك عن طريق صلة قائد “فاغنر” بشركتي “ميركوري” و”فيلادا”، اللتين حصلتا على عقود تنقيب عن النفط في سوريا، عبر مرسوم رئاسي نهاية العام 2019.

وحصلت الشركتان على حقول التنقيب في مواقع بالمنطقة الشرقية، وفي المنطقة الوسطى شمال العاصمة دمشق.

ووفق صحيفة “نوفايا غازيتا” الروسية المستقلة، فإن الشركتين تعودان لبريغوجين، ووفق تقرير لها نشر مطلع العام 2020، فإن شركات بريغوجين كانت تحصد حوالي 20 مليون دولار شهريًا في سوريا، خلال العام 2018.

وعرفت “فاغنر” في سوريا، بأدوارها في استعادة حقول النفط والغاز من مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية”، بين عامي 2016 و2018، وتولت لاحقًا، مهام تأمين تلك الحقول، خاصة في ريف دير الزور، إلى جانب تأمين حقول الفوسفات في البادية السورية.

وفي عام 2018، وقّعت المؤسسة العامة للنفط السورية مع شركة “إيفروبوليس” الروسية، عقدًا يقضي بحصول الشركة على ما نسبته 25% من أرباح حقول النفط التي يتم استعادتها من التنظيم، وقد تأسست الشركة قبل أشهر فقط من توقيع العقد، كواجهة لنشاط “فاغنر” الاستثماري، بحسب وثائقي لصحيفة “وول ستريت جورنال”.

وفي عام 2021، صادق الأسد، على اتفاق مبرم مع شركة “كابيتال” الروسية، منحها حق التنقيب عن النفط والغاز في البحر المتوسط.

وجرى اكتشاف صلات بين “كابيتال” وبين “إيفروبوليس” التابعة لـ “فاغنر”، إذ اتضح أن المدير العام للأولى، مُدرج بوصفه كبير الجيولوجيين في الثانية، وتداخلات أخرى في هيكلية الشركتين، وفق تقرير لصحيفة “فورين بوليسي“، صدر في أيار 2021.

وبحسب تقرير مجلة “نيولاينز” الأمريكية، في نيسان 2022، فإن روسيا قدمت قرضين إجماليهما مليار دولار إلى النظام السوري بشرط السداد لشركات روسية محددة، منها شركة “إيفروبوليس” التابعة لـ”فاغنر”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة