إنترنت رأس العين.. تكاليف مرتفعة لخدمة منخفضة

من أعمال صيانة شبكة الإنترنت في رأس العين شمال غربي الحسكة- 3 من أيلول 2023 (عنب بلدي/ حسين شعبو)

camera iconمن أعمال صيانة شبكة الإنترنت في رأس العين شمال غربي الحسكة- 3 من أيلول 2023 (عنب بلدي/ حسين شعبو)

tag icon ع ع ع

رأس العين – حسين شعبو

بعد تضرر البنى التحتية لخدمة الإنترنت طوال أكثر من عشر سنوات في مدينة رأس العين بريف الحسكة شمالي سوريا، نتيجة العمليات العسكرية في المنطقة، أعلن المجلس المحلي في المنطقة عن إطلاق مشروع إعادة بناء البنى التحتية للألياف الضوئية المخصصة للإنترنت.

وأسفرت العمليات العسكرية في المنطقة عن تعطيل خدمات الإنترنت وتدمير الشبكة، ما دفع السكان للاعتماد على شبكات بديلة تعمل على لواقط خاصة بالإنترنت، لا تتمتع بالكفاءة مع البطء والانقطاع المتكرر للخدمات.

باقات مرتفعة

ماجد دريعي، صاحب محل هواتف في رأس العين، اشتكى من تكرار انقطاع الإنترنت في المنطقة، ما أثر سلبًا على عمله في تزويد الزبائن برصيد الاتصالات، وصيانة أنظمة الهواتف التي تتطلب اتصالًا ثابتًا بالإنترنت.

يدفع ماجد 18 دولارًا أمريكيًا شهريًا مقابل الحصول على خط إنترنت بسرعة 2 ميجابت في الثانية، ما يعتبر تكلفة مرتفعة مقابل خدمة لا تعد جيدة.

واعتبر ماجد أن من واجب المجلس المحلي إيجاد حلول لمشكلات الإنترنت، وضبط أسعار الباقات التي تزيد العبء على السكان، وتشغيل الخط الأرضي (الفايبر) وإعادة تفعيله بأسعار مُرضية.

المصدر سبب الارتفاع

اضطر عدنان الشبو، أحد سكان منطقة رأس العين، لشراء لاقط إنترنت وكابل بتكلفة تصل إلى 150 دولارًا أمريكيًا، لتأمين شبكة إنترنت لمنزله، ومع ذلك لا يزال يجد صعوبة في الوصول إلى باقات معقولة من مزودي الإنترنت في المنطقة، إذ تبلغ تكلفة اشتراكه الحالي بسرعة 1 ميجابت في الثانية تسعة دولارات شهريًا، ما يعتبره مكلفًا لشخص يعيش بدخل محدود، بحسب ما قاله لعنب بلدي.

وأشار عدنان إلى ضرورة وجود باقات إنترنت بأسعار مناسبة أكثر لذوي الدخل المحدود في المنطقة، معتبرًا أن انتهاء أعمال الصيانة التي يجريها المجلس المحلي على الشبكات يجب أن يوفر ذلك.

مسعود ختاي، صاحب محل لبيع باقات الإنترنت في رأس العين، أرجع ارتفاع أسعار باقات الإنترنت إلى مصدر الإنترنت من شركة “ترك تيليكوم” التركية، التي تبيع الميجابايت الواحد لمزودي خدمة الإنترنت بسعر ستة دولارات أمريكية، تضاف إليها تكاليف التوصيل وتشغيل الإنترنت عبر اللواقط المنتشرة في الشبكة، ما يبرر بيع الميجابايت بسعر تسعة دولارات للمشتركين، وفق قوله.

يبلغ عدد سكان رأس العين 115 ألف نسمة، ومساحتها 23 ألف كيلومتر مربع، ويحتاج سكانها إلى الإنترنت لعديد من القطاعات، كشركات تحويل الأموال، ومحال الهواتف النقالة، وغيرها.

ولا توجد آلية معينة لضبط أسعار الإنترنت في رأس العين، نتيجة عدم تدخل المجلس المحلي بتنظيم الأسعار، بسبب وجود عديد من الشركات الموردة للإنترنت في المنطقة.

ويجري تحديد الأسعار من قبل الشركات الموردة للإنترنت وفق اتفاقيات بين المورد والموزع المحلي، إذ يعتبر الموزعون المحليون المستفيد الأول من ارتفاع الأسعار، ويحصلون على أرباح أكبر كلما ارتفعت الأسعار.

دولاران للميجا

فيصل العبيد، رئيس مكتب الخدمات في المجلس المحلي لرأس العين، قال لعنب بلدي، إن مشروع المجلس المحلي يهدف إلى توفير إنترنت مستقر بسرعات عالية في رأس العين، إذ يعتمد على تقنية الألياف الضوئية، ويهدف إلى توصيل الإنترنت إلى كل منزل بتكلفة ميسرة.

وستبدأ الأسعار وفق العبيد من دولارين للميجابايت الواحد، مشيرًا إلى أن أعمال التوصيل جارية حاليًا، ومن المتوقع تفعيل الاشتراكات رسميًا خلال شهر واحد فقط، وسيتم افتتاح مكتب لخدمة المشتركين في المدينة لتلبية احتياجاتهم.

وبحسب بيانات موقع “SPEED TEST” لشهر حزيران الماضي، تحتل سوريا المرتبة الرابعة بين الدول حيث الخدمة الأبطأ للإنترنت على مستوى العالم، إذ تصل فيها سرعة الإنترنت إلى 4.11 ميجابت بالثانية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة