مع ازدياد أعداد الوافدين.. إيجارات المنازل تتضاعف برأس العين

تشهد مدينة رأس العين في محافظة الحسكة، ارتفاعًا في إيجارات المنازل، وصل إلى 75% مقارنة بالعام الماضي لبعض المنازل، وترجع أسباب ارتفاع الأسعار إلى عدة عوامل أبرزها زيادة الطلب على المساكن، وقلة العرض، واستغلال بعض المؤجرين.

وشكل ارتفاع الإيجارات عبئًا على السكان، خاصةً ذوي الدخل المحدود، إذ يضطرون إلى دفع مبالغ أكبر من مدخولهم من أجل إيجاد منزل يناسبهم.

الضروريات مقابل الإيجار

تعمل هدى محمد موظفة حكومية في مدينة رأس العين، وتواجه حالها حال العديد من سكان المدينة صعوبة في العثور على منزل للإيجار بسعر مناسب، بحسب ما قالته لعنب بلدي، إذ تضطر لدفع 60 دولارًا شهريًا مقابل شقة مؤلفة من غرفتين وملحقاتهما.

وبناءً على تجاربها السابقة في استئجار منازل بالمنطقة، قالت هدى، إن متوسط إيجار الشقة السكنية في رأس العين لم يتجاوز 300 ليرة تركية سابقًا، ما يعادل 11 دولارًا، بينما يطلب بعض المؤجرين مبالغ تصل إلى 70 دولارًا اليوم.

وأثرت هذه الأسعار سلبًا على حياة هدى اليومية، فتضطر إلى التخلي عن قسم الأساسيات من أجل توفير المال لإيجار منزلها.

فادي الصوكل (50 عامًا)، يعمل في ورشة للحدادة بمدينة رأس العين، قال لعنب بلدي، إن راتبه الشهري “متواضع” لا يكفيه لاستئجار منزل يؤويه مع زوجته وثلاثة أطفال.

كان إيجار منزل فادي سابقًا 250 ليرة تركية شهريًا (نحو عشرة دولارات)، بينما يطلب منه مالك المنزل 50 دولار شهريًا، ما يشكل عبئًا عليه، خاصة وأن دخله الشهري لا يتجاوز 70 دولارًا.

حاول فادي البحث عن منزل آخر بسعر أقل، بعد رفض مالك منزله أن يخفض الإيجار، لكنه لم يوفق بذلك.

ارتفاع غير مسبوق

أيمن زبيد، مالك مكتب عقاري في رأس العين، قال لعنب بلدي، إن ارتفاع الإيجارات ناتج عن عدة عوامل، منها زيادة الطلب على المساكن وقلة العرض.

وأضاف، أن أعداد الباحثين عن منازل للإيجار ازداد خلال الأشهر الماضية، خصوصًا مع ازدياد أعداد القادمين الجدد من مناطق أخرى وخاصة الوافدين من مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) عبر معابر التهريب، وآخرين مرحلين من تركيا، ووافدين من شمال غربي سوريا عبر المعابر العسكرية.

أيمن قال، إن ازدياد الطلب على المنازل جعل من أسماهم “ضعفاء النفوس” يرفعون الإيجارات بشكل خيالي وغير مقبول، خصوصًا أن الإيجارات المتعارف عليها برأس العين لاتتجاوز 300 ليرة تركية (نحو 11 دولارًا)، بينما يطلب بعض الأشخاص أرقامًا خيالية تصل لـ100 دولار أمريكي، وطالب الجهات المعنية باتخاذ إجراءات لضبط أسعار الإيجارات في المنطقة.

المتحدث باسم المجلس المحلي في رأس العين، زياد ملكي، قال لعنب بلدي، إن المجلس يبحث عن حلول لارتفاع الإيجارات، والتي أصبحت تشكل عبئًا على الأسر الفقيرة في المدينة.

وأضاف، أن “المجلس” يدرس وضع سقف معين لإيجارات المنازل، بحيث لا يتجاوز الحدود المعقولة، وتنظيم عقود رسمية بين صاحب المنزل والمستأجر لمنع الاستغلال.

وأوضح ملكي أن ارتفاع الإيجارات يرجع إلى عدة عوامل، منها ارتفاع تكاليف المعيشة بشكل عام، وزيادة الطلب على السكن في المنطقة.

ويدفع غلاء الإيجار الأهالي والنازحين في رأس العين  للسكن في شقق غير مهيأة أو مكسوّة، فيلجأون لستر فتحات تلك المنازل بالأقمشة والكرتون ليستقروا فيها، بحسب مراسل عنب بلدي في رأس العين.

85% من السكان من ذوي الدخل المحدود

في حديث سابق لعنب بلدي، قال مدير “مركز الخدمة الاجتماعية” في مدينة رأس العين، فايز المسطان، إن المركز يجري من فترة لأخرى إحصاء سكانيًا شاملًا للمدينة والريف والمهجرين، بهدف تحديد احتياجات الأسر الفقيرة والمحتاجة في المنطقة.

وأوضح المسطان، أنه وفق الإحصائيات فإن 85% من سكان المنطقة من ذوي الدخل المحدود.

وبالنسبة للمنظمات، أشار المسطان إلى أنها شبه غائبة عن تقديم الدعم في المدينة، باستثناء بعض الجمعيات الخيرية التي تعمل في المنطقة وتسعى لتلبية احتياجات العائلات الفقيرة، ولكنها تواجه صعوبات في تأمين أبسط الاحتياجات لتلك العائلات.

ويصل عدد السكان في رأس العين نحو 115 ألف شخص، عدد المهجرين منهم 6500 شخص، وفق الإحصائيات التي أجراها “مركز الخدمات الاجتماعية”.