معارك كر وفر في محيط ذيبان شرقي دير الزور

آليات عسكرية لقوات سوريا الديمقراطية شمال شرقي سوريا- 26 من أيلول 2023 (هاوار)

camera iconآليات عسكرية لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) شمال شرقي سوريا- 26 من أيلول 2023 (هاوار)

tag icon ع ع ع

تشهد بلدة ذيبان معارك كر وفر بين “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) ومقاتلين من أبناء العشائر، بعد أسابيع من إعلان “قسد” سيطرتها على المنطقة وانتهاء عملياتها الأمنية فيها.

وقالت “قسد” في بيان اليوم، الثلاثاء 26 من أيلول، إن مجموعة مسلحة تابعة للنظام السوري تمكنت من التسلل إلى بلدة ذيبان، الاثنين، “مستغلة حالة الهدوء والأمن السائدة في البلدة لتستهدف قواتنا”.

وأضافت أن ثلاثة من عناصرها قتلوا خلال المواجهات في ذيبان، هم نور شلاش الفرج، وعلي محمد عيسى، ورضوان طلال خليل.

وأفاد مراسل عنب بلدي في دير الزور أن قوات العشائر سيطرت، مساء الاثنين 25 من أيلول، على معظم أحياء بلدة ذيبان، تزامنًا مع استمرار حظر للتجول فرضته “قسد” شرقي دير الزور لليوم الثاني على التوالي.

ولم تتمكن قوات العشائر من السيطرة على عموم البلدة، إذ حافظت “قسد” على مواقع عسكرية في الشارع العام وسط البلدة، ومبنى الناحية.

من جانبها، قالت “قسد” عبر بيان رسمي، مساء الاثنين، إن قواتها حاصرت مجموعتين تابعتين لـ”أجهزة النظام السوري الأمنية” تسللتا تحت غطاء من القصف المدفعي العشوائي من مدينة الميادين في الضفة الغربية لنهر الفرات إلى مناطق في بلدة ذيبان شرقي دير الزور.

وأضافت أنها “اتخذت إجراءات أمنية فورية ضرورية لفرض الأمن والاستقرار في المنطقة، وسهلت انتقال المدنيين إلى المناطق الآمنة في القرى المجاورة وضمان سلامتهم، ومنع المسلحين المرتزقة من إقحامهم في هجومهم الإرهابي، حتى القضاء على المسلحين أو فرض الاستسلام عليهم”.

وتزامنًا مع المواجهات، قالت شبكة “دير الزور 24″، إن طيرانًا مروحيًا يتبع للتحالف الدولي حلّق فوق المناطق الخاضعة لسيطرة “قسد” بريف دير الزور الشرقي.

التطورات جاءت بعد بيان نشره الشيخ إبراهيم الهفل الذي يمثل قوات العشائر شرقي دير الزور، وتداولته حسابات إخبارية محلية، طالب عبره بالنفير العام، وأعلن عن بدء الهجوم على بلدة ذيبان بهدف استعادة الأراضي التي سيطرت عليها “قسد” مؤخرًا.

ما علاقة النظام؟

تتهم “قسد” الهفل وقوات العشائر بتلقي تمويل ودعم من النظام السوري والميليشيات الإيرانية المتمركزة على الضفة الغربية لنهر الفرات، بينما تطالب عشائر المنطقة بتعزيز المكون العربي في “الإدارة الذاتية” التي تهيمن عليها كوادر من حزب “العمال الكردستاني” (PKK) على حساب العرب من أبناء المنطقة.

مشكلة المكون العربي ليست جديدة على المنطقة، إذ لطالما شهدت مناطق من دير الزور احتجاجات طالبت بتعزيز الإدارة العربية للمؤسسات الخدمية بالمنطقة، في حين تشرف عليها كوادر أجنبية من “PKK” في المنطقة ذات الطبيعة العشائرية.

وسبق أن تعهد قائد “قسد”، مظلوم عبدي، عقب انتهاء المواجهات بتلبية مطالب العشائر العربية شرقي سوريا وإصلاح “الأخطاء” التي قال إنها ارتكبت في إدارة المنطقة سعيًا لنزع فتيل التوترات بعد أيام من القتال شهدته دير الزور.

وعن كيفية إصلاح “العيوب”، تعهد عبدي بإعادة هيكلة كل من “المجلس المدني” التابع لـ”الإدارة الذاتية” والذي يحكم المحافظة، إلى جانب “مجلس دير الزور العسكري” التابع لـ”قسد”، لجعلهما أكثر “تمثيلًا لجميع العشائر والمكونات في دير الزور”.

وكان وزير خارجية النظام السوري، فيصل المقداد، أعلن، في 6 من أيلول الحالي، عن دعم النظام للعشائر العربية في ريف دير الزور، شرقي سوريا، في معركتها ضد “قسد”.

وفي حديث لوكالة “سبوتنيك” الروسية قال المقداد، “إن ما يجري في الشرق السوري لا يحتاج إلى بيانات رسمية، لكون المواطنين السوريين يخوضون نضالًا وطنيًا باسم جميع السوريين في معركتهم ضد الاحتلال والمسلحين الموالين له”.

اقرأ أيضًا: هل تدخل النظام بـ”الانتفاضة العشائرية” في دير الزور

امتداد لمواجهات سابقة

في 28 من آب الماضي، نشبت مواجهات مسلحة في أرياف دير الزور على خلفية اعتقال “قسد” قائد “المجلس العسكري”، أحمد الخبيل (الملقب بـ”أبو خولة”)، ما أسفر عن تحالف عشائر من المنطقة مع مقاتلي “المجلس”، وبدأت اشتباكات عسكرية وُصفت بـ”العنيفة” في بعض قرى وبلدات دير الزور خرجت عن سيطرة “قسد” بالكامل، ثم عاودت “قسد” احتواء التوتر فيها.

وانتهت العمليات العسكرية بقرى من ريف دير الزور الشمالي والشرقي، في 9 من أيلول الحالي، بعد نحو أسبوعين من المواجهات المسلحة، بحسب ما أعلنت عنه “قسد” عبر موقعها الرسمي.

وسبق أن قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، في 7 من أيلول الحالي، إن المواجهات في أرياف دير الزور الشمالية والشرقية أسفرت عن 69 قتيلًا و96 جريحًا منذ بدايتها حتى 4 من الشهر نفسه.

وأشار إلى أن آلاف الأشخاص، معظمهم من النساء والأطفال والمسنين، عبروا نهر الفرات إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام السوري على الضفة الغربية هربًا من المعارك الدائرة شرق الفرات.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة