السكن الجامعي بدمشق.. تطبيق لا يعمل والرسوم ترتفع 400%

وحدات سكنية ضمن المدينة الجامعية بدمشق- 27 أيلول 2023 (عنب بلدي/ سارة الأحمد)

camera iconوحدات سكنية ضمن المدينة الجامعية بدمشق- 27 أيلول 2023 (عنب بلدي/ سارة الأحمد)

tag icon ع ع ع

اشتكى العديد من الطلاب الجامعيين التطورات الأخيرة المتعلقة بالسكن الجامعي من رفع للرسوم، وحصر التسجيل بتطبيق إلكتروني يجهلون طريقة استخدامه.

ونقلت صحيفة “الوطن” المحلية، في 25 من أيلول الحالي، قرار وزارة التعليم العالي برفع رسم التسجيل في السكن الجامعي لجميع المدن الجامعية لتصبح 8000 ليرة سورية شهريًا بدلاً من 2000 ليرة، بدءًا من العام الدراسي الحالي.

ويجبر الطلاب إلى الدفع بشكل دفعة واحدة عن كامل السنة مبلغ 88 ألف ليرة، وهو ما يصعب على العديد من الطلاب تأمينه.

وحول أسباب هذا القرار، قال مدير السكن الجامعي بجامعة دمشق، عباس صندوق، لإذاعة “شام اف ام” المحلية في 26 من أيلول الحالي، إن رفع قيمة رسوم السكن الجامعي جاء بعد إحداث قانون المدن الجامعية الجديد، لتصبح أغلب العائدات المدفوعة تعود لتأمين الخدمات والاستثمار، بينما سابقًا كان جزء من العائدات يعود لخزينة الدولة وقسم آخر للجامعة.

وعود بالتحسين ودوافع “للتطفيش”

رامي، طالب مستجد في السكن (تحفظ على ذكر اسمه الكامل لدواعي أمنية)، قال لعنب بلدي، إنه رغب بمغادرة المدينة الجامعية بمنطقة المزة منذ لحظة وصوله، بعد سماعه بقرار رفع الرسوم من الموظف المختص، قائلًا، “لا يوجد ما يستحق رفع الرسوم لأجله”.

وأوضح رامي أن فرن المدينة السكنية مغلق منذ مدة طويلة بحجة الصيانة، والمياه مقطوعة، أما عن الكهرباء فالتقنين يشمل السكن الجامعي، بحيث يصل التيار الكهربائي ساعتين مقابل أربع ساعات انقطاع.

ومن أشد ما يمكن ملاحظته منذ دخول الشخص من بوابة المدينة الجامعية، الروائح الكريهة التي تنبع من قناة المياه ذات الأوساخ الموجودة وسط المدينة الجامعية وعلى طول مساحة الحديقة الداخلية للمدينة، وفق رامي.

تحدثت الطالبة نيروز لعنب بلدي عن معاناتها في دفع الرسوم قائلة، “لو يقبلون بالتقسيط كنت سأتمكن من الدفع، لكن قرار دفع 88 ألف ليرة دفعة واحدة يحرمني من فرصة التسجيل بالسكن”.

وترى نيروز أن المبلغ للعديد من الطلاب “مرتفع”، إذ ليس بإمكان الجميع دفع كامل المبلغ بدفعة واحدة، دون وجود حل بديل في حال رفض الدفع، إذ تعد إيجارات المنازل في دمشق “مرتفعة جدًا”.

وتتمنى نيروز أن يبدأ الاستثمار والإصلاح في السكن، فمنذ قدومها للسكن لم تشهد أي تغييرات، فحمامات الوحدات السكنية أغلبها مغلق بالأوساخ، وتطفو المياه أحيانًا منها لتصل إلى غرف السكن، كما أن الحشرات ضمن الغرف “لا تعد ولا تحصى”.

وبحسب قولها، لو أرادوا تحسين وضع السكن لما انتظروا بدء العام الدراسي، بل كان يجب عليهم البدء منذ أول يوم في العطلة الصيفية للجامعين.

موظف في اتحاد الطلبة بالمدينة الجامعية، تحدث لعنب بلدي بشرط عدم الافصاح عن هويته لأسباب أمنية، أوضح استحالة إصلاح وضع السكن الجامعي “في يوم وليلة”، لكن هذه الاستثمارات التي تحدث عنها مدير المدينة الجامعية إن كانت صادقة فستنفذ العام المقبل.

وعما تقدمه إدارة المدينة، أفاد الموظف أن ما تفعله الإدارة حتى الآن هو “تطفيش” للطلاب، خاصة المستجدين حتى لا تكون الأعداد أكبر من استيعاب الغرف السكنية.

وأوضح أنه في كل عام تصل أعداد الطلاب في الغرفة الواحدة بالنسبة لوحدات الإناث إلى 13 طالبة.

قناة مائية داخل المدينة الجامعية بدمشق- 27 أيلول 2023 (عنب بلدي/ سارة الأحمد)

قناة مائية داخل المدينة الجامعية بدمشق- 27 أيلول 2023 (عنب بلدي/ سارة الأحمد)

تطبيق يحتاج دليل استخدام

عقد في 20 من أيلول الحالي، مؤتمر في قاعة “رضا سعيد” بجامعة “دمشق”، حيث أعلن عن إطلاق تطبيق “سكن” للطلاب، للتسجيل الإلكتروني بالمدينة الجامعية عن طريق الهاتف المحمول الذكي، بحضور رئيسة “اتحاد طلبة سورية”، دارين سليمان، ورئيس جامعة “دمشق” محمد أسامة الجبان.

ويأتي التطبيق بتعاون شركة “سيريتل”، التي أوضحت أن “شراكتها الاستراتيجية” مع تطبيق “سكن” تأتي لدعم الطلاب السوريين من خلال توفير خدمة التسجيل على السكن الجامعي، ودفع الرسوم بطريقة إلكترونية.

وذكرت سليمان أن تطبيق “سكن” انطلق في جميع الجامعات ماعدا جامعة “حلب”، وفي هذا العام سيبدأ الطلاب بالتسجيل “أون لاين” عن طريق التطبيق، لتتحول المدن الجامعية قبل الجامعات إلى “الرقمنة” وفق تعبيرها.

مدير السكن الجامعي بدمشق، عباس صندوق، أكد أن التطبيق الإلكتروني ورد عليه عدة شكاوى وملاحظات من الطلاب، كونه “يطبق لأول مرة في الجامعة”، حسب تبريره.

وأضاف أن الغاية الرئيسية للتطبيق إسكان أكبر عدد من الطلاب، بحيث يستطيع أي طالب تسديد الرسوم من منزله دون القدوم للجامعة والانتظار طويلًا.

في المقابل لم يجد طلاب الجامعة أي سهولة في استخدام التطبيق الإلكتروني، فالعديد منهم رفع شكوى لإدارة السكن الجامعي، ومنهم من تكلم عن تفاصيل المشكلات لعنب بلدي.

تغريد، طالبة جامعية مستجدة لم تستطع استخدام التطبيق، وفق حديثها لعنب بلدي.

وشرحت تغريد شكواها قائلة، “هناك العديد من النقاط لم نفهمها ومنها الدخول والدفع وحجز الغرفة التي أرغب بها”، متسائلة، “كيف لي اختيار الغرفة وأنا طالبة مستجدة حتى أن الوحدات تتوزع بحسب الأفرع الجامعية”.

وتملك فروع كلية الآداب خمس وحدات سكنية للإناث، لكن بالنسبة للطلاب الجدد لايمكنهم اختيار الوحدة الأفضل أو الغرفة الأنسب، وفق التطبيق.

وأشارت تغريد أنه حتى الآن لم يسمح بالتسجيل سوى للكليات التطبيقية، مع وعود بفتح باب التسجيل لبقية طلاب الكليات الأخرى ومن ثم المستجدين.

لؤي، طالب جامعي في السكن، قال إن التطبيق هو عبارة عن حالة “تقليد أعمى” للدول المتطورة، في حين أننا نفتقد في سوريا لأدنى مقومات التطور الحضاري كالإنترنت والكهرباء.

وتوجه لؤي لبعض المسؤولين في اتحاد الطلبة لمعرفة كيفية استخدامه لكنهم لم يكن لديهم “أدنى فكرة”، وفق تعبيره.

في مسح أجرته الأمم المتحدة عام 2022 للحكومات الإلكترونية، جاءت الدنمارك في المرتبة الأولى عالميًا، ومن الدول العربية نالت السعودية المرتبة 31 كأول بلد عربي في القائمة، بينما حلت سوريا في المرتبة 156 عالميًا من إجمالي 193 دولة.

السكن الجامعي في جامعة دمشق بمنطقة المزة- 27 أيلول 2023 (عنب بلدي/ سارة الأحمد)

السكن الجامعي في جامعة دمشق بمنطقة المزة- 27 أيلول 2023 (عنب بلدي/ سارة الأحمد)




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة