معضلات النفس والإنسان “السوبر مان” 

tag icon ع ع ع

في كتابه “جلسات نفسية”، يناقش محمد إبراهيم، وهو دكتور في الطب النفسي، معضلات عديدة، وكيفية التعامل معها، ويركز على أهمية الصحة النفسية.

يتطرق الكتاب المكوّن من 16 فصلًا إلى أكثر المشكلات التي تدفع الناس لزيارة العيادات النفسية، ويركز على معضلتين أساسيتين، هما “الثقة بالنفس” و”تقدير الذات”.

وهم الثقة بالنفس أصبح مسيطرًا على أغلب الناس، ويشغل حيزًا كبيرًا من حياتهم وتفكيرهم، وهو ما يطلق عليه حالة “الإنسان السوبرمان”، وهو شخص يظن أنه لا يحتاج إلى أحد ولا يتملكه الضعف ولا يخطئ، بحسب الكاتب.

يتحدث الكتاب الصادر عن دار “عصير الكتب” في عام 2021، عن أهمية التربية وتأثيرها على الصحة النفسية، فإليها ترجع طبيعة الفرد وقدرته على التعامل مع ذاته ومن حوله، ويشير إلى أن التربية السليمة ستنتج أشخاصًا أسوياء يقبلون أنفسهم ومن حولهم، دون الوقوع في الإحباط أو الاستسلام لجلد الذات.

ويشرح أخطار “التربية السلبية” غير الداعمة للطفل، والتي تضع الفرد أمام مشكلة أن يكبر وهو غير واثق بنفسه ويحتقر ذاته، ومهما حقق من إنجازات تبقى دون قيمة بنظره، ويستمر بجلد ذاته على الدوام.

ويناقش الكاتب قضية شعور الإنسان بالضعف، الذي يعد جزءًا من إنسانيته وإدراكه لاحتمالية فشله، ويعتبر أن الضعف هو صفة متأصلة في نفس كل فرد، ومحاولة محوها تتسبب بأبشع التشوهات النفسية.

ومن بين المعضلات النفسية التي أشار إليها السعي إلى الكمال، والصورة التي يرسمها الفرد في أثناء ادعاء الكمال وتمام القوة والسيطرة المطلقة على مجريات حياته، على اعتبار أنها خداع لنفس الإنسان وكبت لمشاعره عوضًا عن التعبير عنها.

ووجوه الكمالية المتعددة، كمالية الآخرين، إذ يحرص الفرد على أن يكون جميع من حوله مثاليًا، ويثقل كاهلهم بضغط نفسي يشعرهم بأنهم مقصرون على الدوام ولا يرضيه كل ما يفعلونه.

الكمالية لإرضاء الآخرين، يلزم الفرد فيها نفسه بفعل الكثير حتى يتقبله الآخرون ويحبونه، كما يقول الكتاب، والكمالية المرتبطة بالنفس أيضًا أن يفرض المرء على نفسه أحكامًا صارمة، ويحاسب نفسه على كل هفوة حسابًا عسيرًا.

يتطرق الكاتب في “جلسات نفسية” إلى وسائل دعم النفس، ومنا الرسائل الإيجابية التي تساعد على استعادة الثقة بالنفس، فالدعم، بحسب ما جاء في الكتاب، نوع من المكافأة التي تحفز الفرد على بذل مزيد من الجهد، ومدح النفس دون مبالغة.

وفي القسم الثالث يقول الكاتب في وصف حالة الخزي والعار التي تصيب الشخص، “أحيانًا تجد نفسك تستحق هذا الأذى، وأنه يكفي أن الآخرين يقبلونك حتى لو فعلوا ما فعلوا، لأنك تشعر بالدونية، وأن الآخرين أفضل منك”.

ويتحدث عن أهمية أن تقول لا، بعيدًا عن الحرص على إرضاء الآخرين، وأن ينظر الشخص إلى احتياجاته أولًا ويوازن بينها وبين حاجة الآخرين.

تضمن الكتاب تدريبات عملية تساعد على تقوية المناعة النفسية وزيادة الثقة بالنفس، والتدرب عليها وتطبيقها في الحياة العملية.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة