أين وصلت دعوى محكمة “لافارج” بسبب أنشطتها في سوريا

أريك أولسن الرئيس السابق لشركة "لافارج" (AFB)

camera iconالرئيس التنفيذي لشركة "لافارج" والمتنحي عن منصبه، إريك أولسن خلال مؤتمر صحفي عقب الاجتماع السنوي للشركة في مدينة زيورخ السويسرية -3 أيار 2017 (AFP)

tag icon ع ع ع

تبتّ محكمة النقض في باريس، الثلاثاء في 3 من تشرين الأول المقبل، في صحة لائحة الاتهام الموجهة ضد شركة الإسمنت الفرنسية “لافارج”.

وتتهم “لافارج” بتعريض الموظفين السوريين للخطر، والتواطؤ في جرائم ضد الإنسانية، بسبب استمرار أنشطتها في سوريا حتى العام 2014.

خلال جلسة الاستماع أمام المحكمة الجنائية، في 19 من أيلول الماضي، حكم المحامي العام لصالح الرفض التام لاستئناف “لافارج” ضد لائحة الاتهام، وفق ما نقلته وكالة “فرانس برس” اليوم، الأحد 1 من تشرين الأول.

وتطعن المجموعة في الحكم الصادر، في 18 من أيار 2022، عن غرفة التحقيق في محكمة الاستئناف في باريس، والذي أكد لائحة الاتهام بهاتين الجريمتين.

وخلُص القضاة في هذا القرار، إلى أن شركة “لافارج” كانت على علم بأن الجماعات الإرهابية بما في ذلك تنظيم “الدولة الإسلامية”، التي كانت ترسل إليها دفعات منتظمة، كانت ترتكب جرائم ضد الإنسانية، وهو ما سمح لها بمواصلة أنشطتها من دون الحاجة إلى إثبات تورطها في مثل هذه الجرائم.

وتطلب شركة “لافارج” من محكمة النقض إحالة القضية من جديد إلى غرفة التحقيق، لتحكم في اختصاص المحاكم الفرنسية في ما يتعلق بالتواطؤ في الجرائم ضد الإنسانية.

ويطالب الدفاع أيضًا بإلغاء لائحة الاتهام الخاصة بتعريض حياة السوريين للخطر، بحجة أن القانون الفرنسي “لا ينطبق على عقود عمل الموظفين السوريين مع الشركة السورية التابعة”.

وإذا خسرت “لافارج” في هاتين التهمتين الثلاثاء المقبل، لن تتمكن من الطعن في لوائح الاتهام التي ستصبح نهائية.

ووجهت الاتهامات بحق ثمانية مسؤولين ومدراء في الشركة، بما في ذلك المدير التنفيذي السابق لشركة “لافارج”، برونو لافونت، ووسيط سوري- كندي، ومدير مخاطر أردني سابق.

ما القضية؟

يشتبه أن شركة “لافارج” الفرنسية التي أصبحت الآن تابعة لمجموعة “هولسيم” السويسرية، دفعت خلال عامي 2013 و2014، عبر فرعها السوري، ملايين اليوروهات لجماعات جهادية، من بينها “تنظيم الدولة الإسلامية”، ولوسطاء، من أجل استمرار عمل مصنعها للإسمنت في سوريا في منطقة الجلابية شمالي البلاد.

وأبقت “لافارج” موظفيها السوريين يعملون في المصنع حتى أيلول 2014، حين سيطر تنظيم “الدولة” على المصنع، بينما كانت قد أجلت موظفيها الأجانب في العام 2012.

وكجزء من تحقيق قضائي بدأ عام 2017، وجه الاتهام إلى الشركة الأم “Lafarge SA” في عام 2018، بالتواطؤ في جرائم ضد الإنسانية، وبتمويل مشروع “إرهابي” وتعريض حياة الآخرين للخطر.

ورغم أن محكمة النقض قد صدقت بشكل نهائي في العام 2021، على لائحة الاتهام بتمويل مشروع “إرهابي”، لا يزال بإمكان الدفاع عن المجموعة الفرنسية أن يأمل في الحصول الثلاثاء المقبل على حكم مع وقف التنفيذ على الاتهامين المذكورين.

وفي تشرين الأول 2022، أعلنت شركة “لافارج”، أنها وافقت على دفع غرامة مالية قدرها 778 مليون دولار للولايات المتحدة، والاعتراف بالذنب لمساعدة منظمات “إرهابية”، بما في ذلك تنظيم “الدولة الإسلامية” بين العامين 2013 و2014.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة